– أوصى مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور إبراهيم الرواشدة، بضرورة إنشاء مجمعات وراثية لأصناف نباتية في الجنوب الأردني، تشمل الفستق الحلبي، والتين، والزيتون، وخاصة في محافظة الطفيلة، وذلك لمواجهة التحديات الزراعية الناجمة عن التغير المناخي وندرة المياه.
وقال الرواشدة، خلال حديثه لبرنامج “هنا الأردن” عبر إذاعة جيش إف إم، اليوم الأربعاء، إن زيارته الأخيرة لمركز بحوث الطفيلة الزراعي كشفت عن فرص حقيقية لتطوير الزراعة في المنطقة، رغم التحديات الصعبة التي يواجهها المزارعون، لا سيما شح الأمطار وتراجع منسوب المياه الجوفية.
وأشار إلى أن شجرة الفستق الحلبي أثبتت قدرتها العالية على التكيف مع مناخ الجنوب، لاسيما عند تطعيمها على شجرة “البطم البري” المنتشرة في المنطقة، لافتا إلى أن هذه الزراعة ليست فقط ذات جدوى اقتصادية مرتفعة، بل لها أيضا فوائد طبية وغذائية، مثل تحسين صحة القلب وزيادة الخصوبة.
وقال: “كل من يزور الشوبك سيشاهد شجرة البطم تنبت في الصخر، وبلا ري بشري، وبالتالي يمكن أن يستخدم لتطعيم الفستق، وإنتاجه بذات آلية الزراعة والري”. مضيفا بأنه يمكن زراعة الفستق واستثماره زراعيا في مناطق تمتد من مادبا حتى معان.
تنتج الشجرة الواحدة نحو 20 كيلوغراما بعد سنوات من الزراعة، ويتراوح سعر الكيلو الواحد في الأسواق ما بين 20 إلى 25 دينارا
وحول إنشاء “المجمع الوراثي” أوضح أنه يُقام ضمن محميات زراعية داخل مديريات الزراعة، ويبدأ بزراعة البذور، ثم تُطعم الأشجار بعد عامين لتتلاءم مع البيئة المحلية، ومن ثم تُوزع على المزارعين، مؤكدا وجود تعاون محتمل مع سوريا لجلب أصناف محسّنة ومتنوعة من الفستق الحلبي التي تنتج قرابة 16 صنفا من المادة.
ولفت لوجود مشتلين للفستق الحلبي في كل من محطة الحسن الزراعية، ومركز الشوبك للبحوث الزراعية.
وبيّن أن الجدوى الاقتصادية للمشروع عالية، إذ يمكن أن تنتج الشجرة الواحدة نحو 20 كيلوغراما بعد سنوات من الزراعة، ويتراوح سعر الكيلو الواحد في الأسواق ما بين 20 إلى 25 دينارا.
وفيما يتعلق بالتين، حذر الرواشدة من اختفاء بعض السلالات المحلية والمستوردة، داعيا إلى جهود عاجلة لإكثارها والحفاظ عليها، خاصة مع ارتفاع أسعار التين في الأسواق المحلية، والتي تتجاوز أحيانا 8 دنانير للكيلوغرام.
أما بالنسبة للزيتون، فقد لفت إلى وجود سلالات محلية متأقلمة مع مناخ الجنوب، منها “الزيتون الرومي”، الذي يتميز بنسبة زيت عالية وجودة ممتازة ومقاومة كبيرة للأمراض. وأكد أن المركز يعمل على توسيع الرقعة الزراعية لهذه السلالة في محطات الأبحاث، مثل محطة الحسن الزراعية في الطفيلة، لتكون مصدرا لإكثار العقل وتوزيعها على المزارعين.
وشددة على أهمية الدعم الحكومي والمجتمعي لمثل هذه المبادرات الزراعية، مشيرا إلى أن الاستثمار في الزراعة المحلية يشكل ضمانا للأمن الغذائي ويعزز من صمود المجتمعات الريفية في وجه التغيرات المناخية.