29.1 C
عمّان
الخميس, 10 يوليو 2025, 11:56
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

بدعم أردني ودولي .. حرائق اللاذقية تحت السيطرة شبه الكاملة

– أعلنت الحكومة السورية الخميس، عن تحقيق سيطرة شبه كاملة على معظم مواقع الحرائق في ريف اللاذقية، باستثناء نقطتين في منطقة جبل التركمان، في حين تتواصل جهود دعم الاستجابة، وعلى رأسها دعم جوي من الأردن وتركيا.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء السورية “سانا”، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إن فرق الإطفاء والدفاع المدني والحراج تمكنت من إخماد معظم بؤر النيران، وبدأت عمليات التبريد في الساعة الرابعة فجراً، مشيراً إلى أن الرياح القوية ساهمت في تجدد بعض الحرائق.

وأوضح الصالح أن “الجهود مستمرة للسيطرة الكاملة رغم وعورة التضاريس والتقلبات الجوية”، لافتاً إلى إصابة خطيرة ضمن صفوف الدفاع المدني بعد أن حاصرت النيران بعض العناصر، بينما تواصل باقي الفرق مهامها بكامل الجاهزية، بدعم من فرق دولية.

نقاط حرجة في جبل التركمان
وأشار الوزير الصالح إلى وجود نقطتين لم تُخمد النيران فيهما بعد في منطقة جبل التركمان، تقع الأولى في وادٍ لا يمكن الوصول إليه إلا جوّاً، والثانية على سفح جبل مزروع بالألغام، وقد شهدت المنطقة انفجارات متفرقة صباح الخميس، دون تسجيل إصابات.

وتتواصل الحرائق في منطقة جبل التركمان شمالي اللاذقية، لا سيما في محيط قرى قسطل معاف، قنطرة، مزرعة، بيت ملق، الفرنلق ومورطلو، وسط جهود مكثفة لاحتواء النيران المستمرة منذ الثالث من تموز الحالي.

الدفاع المدني: تقدم كبير
من جانبه، أعلن مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، عن تقدم كبير في السيطرة على الحرائق المستمرة منذ 7 أيام، مؤكداً أن عدد البؤر النشطة بات محدوداً، وأن الفرق بدأت بفتح طرقات جديدة لتسهيل عمليات الإطفاء.

وتوقع كيال السيطرة الكاملة خلال الساعات المقبلة، والبدء بعمليات تبريد واسعة لمنع تجدد النيران، مؤكداً أن “الفرق تعمل على مدار الساعة وباستراتيجية مجزأة لضمان محاصرة الحريق ومنع امتداده”.

دعم أردني وتركي سريع واستجابة دولية وأممية
في سياق ذلك، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث إن طائرات وفرق من الأردن وتركيا ولبنان شاركت في إطفاء الحرائق، إلى جانب الدعم الجوي المقدم من وزارة الدفاع السورية.

وأكد الوزير الصالح استمرار التنسيق مع دول أوروبية والعراق لتفعيل عمليات التدخل الجوي عند الحاجة، مشيراً إلى أن الاستجابة الدولية ساهمت في تقليص مساحات الحريق وتعزيز سرعة السيطرة.

من جانبه، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن المنظمة وشركاءها يدعمون الاستجابة التي تقودها الحكومة السورية، خاصة في المناطق المتضررة من حرائق الغابات في الساحل السوري.

وأطلقت منظمة “اليونيسف”، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، فرقاً متنقلة لتقديم الرعاية الصحية للأطفال، والدعم النفسي والاجتماعي.

كارثة بيئية ودعوات لإطلاق خطة إنعاش
ومنذ 3 تموز الحالي، تشهد محافظة اللاذقية في الساحل السوري سلسلة حرائق غابات كارثية، أدّت إلى التهام مساحات تقدّر بآلاف الهكتارات من الغطاء الشجري، وتشريد مئات العائلات من عشرات القرى، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها سوريا.

وأصدر الهلال الأحمر العربي السوري تقريراً حديثاً، الأربعاء، يغطّي جهود الاستجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن حرائق الغابات في ريف اللاذقية، خلال الفترة من 1 إلى 7 تموز الحالي، والتي امتدت إلى محافظة طرطوس ومناطق ريفية في محافظتي إدلب وحماة.

وبحسب التقرير، فإنّ فرق الإطفاء والإنقاذ والإغاثة تواجه تحديات كبيرة، بسبب نقص المعدات وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني، في ظلّ استمرار الحرائق وتوسّعها.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 60 قرية في ريف اللاذقية تأثرت بالحرائق، التي أجبرت سكّانها البالغ عددهم قرابة 5 آلاف على النزوح، وسط انعدام للبنية التحتية الكافية للإيواء.

ومع استمرار الجهود المحلية والإقليمية والدولية، يبقى الأمل معلّقاً على نجاح فرق الإطفاء والإنقاذ والإغاثة في تحقيق السيطرة التامة على حرائق الساحل السوري، تمهيداً لتقييم الأضرار الفعلية والبدء بشق طريق التعافي البيئي والمجتمعي.

وقد دعت منظمات بيئية سورية ودولية إلى إطلاق خطة إنعاش بيئي طويلة الأمد تشمل إعادة التشجير، إزالة الألغام، وتنفيذ برامج تعليم مجتمعي حول الوقاية من حرائق الغابات.

Share and Enjoy !

Shares