33.1 C
عمّان
السبت, 16 أغسطس 2025, 17:07
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الأردن يطلق أكبر مشروع وطني لحل أزمة العطش

!مياه البحر في عمّان .

الأمم – سراج اللاذقاني في خطوة وُصفت بأنها “نقلة نوعية” في مسيرة الأمن المائي الأردني، تستعد المملكة لإطلاق مشروع ممر مياه العقبة – عمّان، الذي يُعدّ الأضخم في تاريخها لتأمين مصدر مائي مستدام وسط التحديات المتزايدة في منطقة تُعدّ من أكثر بقاع العالم جفافًامشروع وطني بامتياز يقوم المشروع على تحلية مياه البحر الأحمر في العقبة، ثم ضخّها عبر شبكة أنابيب تمتد لأكثر من 445 كيلومترًا وصولاً إلى عمّان وعدة محافظات ، ومن المتوقع أن ينتج نحو 300 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، أي ما يعادل ثلث حاجة الأردن من المياه بحلول عام 2032 وهذا ما يجعل منه واحدًا من أكثر المشاريع المائية استدامة في المنطقةأزمة عطش متصاعدة وفي لقاء لوزير المياه والري الأسبق حازم الناصر لصحيفة الأمم ، قال إن الأردن يُصنَّف من أفقر دول العالم مائيًا، إذ لا تتجاوز حصة الفرد السنوية 100 متر مكعب مقارنة بالحد العالمي الآمن البالغ 500 متر مكعب ، ومع تفاقم تغيّر المناخ وتراجع المصادر الطبيعية ، كان لا بد من البحث عن حلول استراتيجية مثل السدود وشبكات الصرف الصحي وغيرها ، والتي تفوق كلفتها مشروع الناقل الوطني وأكد الناصر ، أن المشروع هو احد مشاريع وزارة المياه والري وليس الوحيد وستكون كلفة المتر المكعب الواحد حوالي 3 دولار للمتر الواحد وان التكلفة ألإجمالية للمشروع ستكون حوالي 5.5 مليار دولار بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للإنماء الدولي، وبنوك التنمية الدولية، إضافة إلى قرض إيطالي بقيمة 50 مليون يورو ومنحة مباشرة بـ 2 مليون يورو لدعم الدراسات والبدء بالإنشاءات دعم دولي وتمويل ضخم وان من مميزات هذا المشروع تشغيله باستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل محطات الضخ والتحلية للتغلب على كلف التشغيل. وأضاف الناصر ان المشروع “يشكّل طوق نجاة حقيقي، وسيمكّن المملكة من مواجهة التغير المناخي وتلبية احتياجات المواطنين والزراعة” بالاضافة الى انه سيساعد الى حد ما في النمو الاقتصادي الاردني حسب التجربة السابقة في مشرع الديسي حيث كان هنالك تشغيل للمقاولات وخدمات الاسناد وخدمات الطعام وتشغيل العمالة الاردنية . وتابع أن المشروع لا يقتصر على سد العجز المائي، بل يتوقع أن يوفر آلاف فرص العمل في مرحلة البناء والتشغيل وأن يدعم القطاع الزراعي ويحسن الإنتاج الغذائي في الاردن. ارآء من الشارع في جولة استطلاعية لـ “الأمم “، قال مواطنون “نأمل أن يخفف هذا المشروع معاناتنا من شح المياه، خصوصًا في فصل الصيف حيث لا تصل المياه إلا مرة في الأسبوع”. و اضاف اخرون أن “استخدام الطاقة الشمسية خطوة ذكية ستضمن استدامة المشروع وتخفيض كلفته على المدى الطويل”.مستقبل مائي أكثر أمانًا إذا ما اكتمل المشروع وفق المخطط الزمني، فستكون عمّان أول مدينة عربية كبرى تعتمد بشكل مباشر على مياه البحر المحلاة القادمة من مسافة مئات الكيلومترات. وبينما يرى الخبراء أن الطريق ما زال طويلاً، يبقى مشروع ممر مياه العقبة – عمّان بمثابة أمل جديد للأردنيين في مواجهة عطش الغد

Share and Enjoy !

Shares