عمان مشلولة هذا الصباح، حركة النقل بالمحافظات في احتجاج مستمر، السائقون غاضبون عقب قرار الوزير تخفيض العمر الافتراضي للباصات لتصبح 15 عاماً.. مصالح الناس متعطلة..هذا ما جنته يد الرزاز الكريمة بتعيين وزير النقل خالد سيف بوصفه من أهل الكفاءات في حكومة النهضة.
الوزير “الحكيم” مرة يدفع الناس لحرق الإطارت في الكرك وفي الأخرى يجبر السائقين على الاعتصامات وشل حركة النقل، وفي المرتين يعود عن قراراته المتعجلة بعد أن يكون أدخل المملكة في ورطة كبيرة.
ماذا عمل الوزير في قطاع النقل العام غير تفخيخه بالألغام الكثيرة؟ وماذا ننتظر من شخص جاء للوزارة أصلاً بالصدفة، وهو الذي تقدم لإشغال مناصب وظيفية أقل شأناً من موقع الوزير ولم تنظر اللجان المختصة بطلبه؛ لافتقار سيرته الذاتية لأي خبرة في قطاع النقل العام.
في البدء، كان الرجل يطلب منحه فرصة أمام الغاضبين من توزيره؛ ليثبت لهم وللرزاز المخدوع به أن كفاءته ومهنيته وجراحته في القطاع هي وراء استقطابه وليس “الصدفة” من تكفلت بمنحه رتبة وراتب وزير ..
توالت الفرص وتحوّلت لاختبارات؛ فأشعل في الأولى إطارات كثرة في الكرك وأغلق الطريق الصحراوي؛ احتجاجاً على نقل مجمع الكرك، وها هو اليوم يعطّل مصالح الناس، ويدفع السائقين للاحتجاج في جل محافظات الأردن.
ماذا تنتظرون من وزير النقل خالد سيف غير افتعال الأزمات والفشل بإدارتها؟ وماذا بجعبة الرجل سوى زراعة “الوهم” بطريق الحكومة “العمومي؟.
قبل أيام قليلة فشل الوزير وصب الزيت على نار “الكركية”، ردا على قرار نقل المجمع الكرك، فأغلق السائقون والمتضررون الطريق الصحراوي وحرقوا الإطارات.
قبل ذلك أدخل الوزير _حماه الله_ اصبعه بملفات جانبية، في قطاع النقل العام، أما صلب مشكلة قطاع النقل العام وأزمتها في الشوارع وغياب حافلات القطاع العام عن أحياء بكاملها، فهذه لن يجرؤ عليها.
يستطيع الوزير أن يعبث بملف البطاقات الذكية، ويستطيع كذلك أن يدلي بدلوه في تتبع الحافلات، لكنه يقف عاجزاً أمام مشكلة قطاع النقل العام الحقيقية.
لا نعتب على الرجل، فنحن نعرف جيداً كيف قدم للوزارة، ونعرف أيضاً من أدخله وورطنا وورط حكومة النهضة بخالد سيف، لكننا نريد منه أن يكف عن المراهقات الإدارية ويفكر جدياً في تفكيك مشكلة النقل العام بدلاً من “تأزيم” القطاع، أو فليكرمنا بسكوته.