بدأت تتضارب التوجهات بخصوص تعديلات قانون التنفيذ حيث أكدت مصادر “لجفرا نيوز” أن الحكومة تعكف حاليا على دراسة إجراء تعديلات على قانون التنفيذ بشأن حبس المدين، وسيتم الانتهاء منها قريبا.
حيث ان مشروع القانون المعدل للتنفيذ ربما سيدفع إلى مجلس النواب في الدورة الأخيرة من عمر المجلس لمناقشته، واقراره، ليصبح ساري المفعول، خاصة وإن التعديلات على قانون التنفيذ عليها شبه اجماع وتفاهمات نيابية حكومية.
وإن مبررات التعديل المقترحة على القانون تأتي تنفيذا لنص جاء في المعاهدة الدولية التي صادق عليها الأردن في 2006 ونشرت في الجريدة الرسمية ودخلت حيز النفاذ، إذ “لا يجوز سجن أي إنسان لمجرد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي.
في المقابل تفرض الحكومة نطاق من السرية الشديدة حول مشروع القانون، وان التأخير وتعثر مشكلة المتعثرين جاء على خلفيات اعتراضات من القطاع التجاري والصناعي وشخصيات من عالم البزنس والاعمال على بعض بنود قانون التنفيذ. ولهذا الحكومة تعكف حاليا على دراسة اجراء تعديلات على قانون التنفيذ بشأن حبس المدين، وسيتم الانتهاء منها قريبا وتهدف للخروج بحلول متوازنة تحفظ حق الدائن والمدين، وأن التعديلات ستشمل مدة الحبس السنوي والحد الأدنى من التسويات، إضافة إلى تعديلات أخرى ويراد وضع الحلول اللازمة لها وبما يضمن حقوق الطرفين بحلول متوازنة وتحفظ حق الدائن والمدين.
مصادر اكدت بحديث أن التعديلات على القانون المعدل للتنفيذ ربما تشمل مدة الحبس السنوي والحد الأدنى المطلوب من التسويات، وربما ستتضمن النظر بالحد الادنى للتسويات،وإعادة النظر بمدة الحبس السنوي وغيرها من الأمور.
وعلى الطاولة في ديوان التشريع والرأي مجموعة اقتراحات ولم يحسم موضوع ادراجها مثل إلغاء عقوبة حبس المدين، مع وضع مجموعة من الضوابط والمواد للمحافظة على حقوق الدائن وهناك اقتراحات تحدد أقسام المدينين وتصنف الى أقسام.
وبخصوص الخطوط العامة فتتضمن وضع قواعد لحبس المدين من ابرز ملامحها مراعاة عمر المدين فمثلا:ـ اذا تجاوز عمر المدين بين 50 ـ 60 عام وسريان ذلك على المدين الذي يقل قيمة الدين عليه عن 10ـ 20 ألف دينار او اكثر ، مع مراعاة ان تكون مدة الحبس لا تتجاوز الـ 60 يوما في العام الواحد مهما بلغت قيمة الدين.
وبنفس الوقت هناك أمور في القانون تخضع للنقاش وقابلة للتغيير والتعديل خاصة وإن العمل جار على وضع كافة التصورات والحلول القانونية بما يضمن العدالة بين الطرفين.
على العموم النقاش ، وفق قانونيين ، يدور حول المادة 22/أ من قانون التنفيذ الأردني، والتي تنص على أنه “يجوز للدائن أن يطلب حبس مدينه إذا لم يسدد الدين، أو يعرض تسوية حسب مقدرته المالية خلال مدة الإخطار، على أن لا تقل الدفعة الأولى بموجب التسوية عن (25%) من المبلغ المحكوم به” ، ونصت الفقرة “ج” من ذات المادة على حبسه مدة لا تتجاوز 90 يوما في السنة الواحدة عن الدين الواحد، ولا يحول ذلك دون طلب الحبس مرة أخرى بعد انقضاء السنة.
وان مبررات التعديل المقترحة على القانون تأتي تنفيذا لنص جاء في المعاهدة الدولية التي صادق عليها الأردن في 2006 ونشرت في الجريدة الرسمية ودخلت حيز النفاذ، إذ “لا يجوز سجن أي إنسان لمجرد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي”
حيث يجب أن نحدد أقسام المدينين والذين يصنفون إلى 3 فئات، خاصة أن إلغاء حبس المدين بشكل كامل سيكون له أثر اقتصادي واجتماعي سلبي، وسينتقل عبء الدين على الدائن بدلا من المدين، وسيعزز مشكلة استيفاء الحق بالذات نتيجة عجز المدين عن السداد.
وقالت مصادر مطلعة بهذا الخصوص لا يجوز النظر لظروف طرف واحد وهو المدين وغض الطرف عن الدائن وحقه في استرداد أمواله.
نقيب المحامين مازن ارشيدات اكد بدوره في حديث سابق ان الغاء حبس المدين بالمطلق سيؤدي الى استيفاء الحقوق الشخصية مما يخل بالأمن والحقوق.
وأضاف ارشيدات انه يجب تحقيق التوازن بين حقوق الدائن والمدين ودراسة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لأي توجه يتعلق بإلغاء حبس المدين، وان يكون النظر لهذه القضية شاملا وغير مجتزأ. واكد اقتصاديون من جانبهم أنه في بعض الحالات لا داعي لحبس المدين، وذلك لوجود عسر مالي مفاجئ وطارئ، مع توافر النية بالسداد والوفاء.
واضافوا إن الغاء حبس المدين قد يفتح بابا لاستغلال المستثمرين القادمين إلى الأردن واستغلال التجار الذين يعانون من تعثر الحركة التجارية.
من جانب اخر كان 100 نائب قد وقعوا مذكرة تطالب الحكومة بإيجاد بدائل عن حبس المتعثرين الذين يثبت حصولهم على الأموال بطرق شرعية وغير احتيالية.
خاصة وانه في ظل ارتفاع حالات التعثر المالي في الأردن، بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية ومستويات المعيشة بسبب حالة الركود التي تعاني منها البلاد وضعف القدرات الشرائية للمواطنين ، فإن عدد المطلوبين للقضاء من الأردنيين بسبب قضايا مالية يتجاوز 300 ألف شخص.
ووقّع 100 نائب على المذكرة لمطالبة الحكومة بتعديل تشريعات لمنع حبس المدين، بناء على تقديرات بأن ثلث المساجين في الأردن من المتعثرين ماليا. وأكد أن حالات التعثر المالي في ازدياد، ويجب وضع خطة لعلاج ظاهرة حبس المدين.
ووفق تقديرات غير رسمية، فإن عدد المطلوبين للقضاء من الأردنيين بسبب قضايا مالية يتجاوز 300 ألف شخص
الموضوع التالي