بقلم : اخلاص القاضي
حساب (هياكل) من خدم الاعلام الرسمي بدمه وبقلمه وباحلى سنوات حياته. ليس بطولة ان تحلوا مشاكل اقتصادية على حساب ابناء الوطن من الذين حملوا الوطن بدمهم الملون بالحبر، وليس معنى اننا نعمل في القطاع العام، علينا أن نسكت على ذبحنا، من تنطبق عليه شروط التقاعد بالاستحقاق، وليس بمزاجية مدير، أو وزير، فليكن، أما أن تقوموا( بتشفية لحمنا) من أجل ترشيق حكومي، تكونوا قد ذبحتوا الأمن الوظيفي، لمئات الموظفين في الاعلام الرسمي، وهنا مكمن الخطورة، فلا اظن ان الحكومة ترغب (بقنابل نائمة). قولوا لي بحق الله من منا لم يتورط بقرض بنكي، من منا لا يصل الليل بالنهار ليحصل مبالغا اضافية، ليعلم ابنائه بالجامعة، ذلك أن رواتبنا بعد القروض و(كورونا)غلاء المعيشة والضرائب التصاعدية، لا يتبقى منها ما يكفي لمنتصف الشهر، بل يعلم الله كيف تتم بقية ايامه علينا. أيها الحكومة، إياكِ والتعدي على الاعلام الرسمي تحت اسم الهيكلة، فيذهب الصالح بعروى من يستحق التقاعد، فلا طالح بيننا، الطالح هو “المرجلة” على صحفيين واداريين بالاعلام الرسمي، في سياق قناعاتك، ( اننا بالجيبة)، كيف نكون بالجيبة، وجيوبنا فارغة، وما الهدف، من تقليل عدد العاملين ربما على حساب اصحاب الخبرة والكفاءات، تحت عباءة الترشيق؟ موظفو الاعلام الرسمي لا يتلقون رواتبهم من وزير بعينه، ولا من جيب مسؤول بعبنه، بل هذه مسؤولية الدولة برمتها. مع الهيكلة، اذا كانت تبتغي تعزيز مستويات المعيشة للعاملين في قطاع الاعلام الرسمي من خلال رفع الرواتب أسوة بزملائنا في تلفزيون المملكة، مع الهيكلة، اذا ارادت ان تنفذ استراتيجات اعلامية تتناغم والتحول في الاعلام الرقمي وتحدياته، مع الهيكلة اذا إبتغت مكافأة المبدعين وقدمت لهم العرفان والشكر عبر آلية معينة ترفع من الروح المعنوية للاعلامي، فيبدع وينتج اكثر فاكثر، مع الهيكلة، اذا أسست لمرحلة جديدة من الفكر الاعلامي الابداعي المتحرر من رعب المسؤولين على كراسيهم، وتاليا ضمان سكوت الاعلام الرسمي تحت حجة اننا كلنا في ذات الخندق الحكومي، مع هيكلة الاعلام اذا تحول إلى رقيب حقيقي على التراخي الحكومي، لم لا، فلينقد الاعلام ذاته، وهذا محور التطور والتقدم، مع هيكلة الاعلام الرسمي اذا رفع سقفه في محاربة الترهل الاداري والفساد المستشري وتباطؤ مسيرة الاصلاح، مع هيكلة الاعلام اذا تحول إلى محاسب لملفات عاثت باوقاتنا فسادا، ليس اولها الباص السريع(البطيء) ولا إخرها ضبابية أوضاعنا الاقتصادية مصحوبة بزخات رعدية من بطالة وفقر. كلنا في الاعلام الرسمي السند للوطن، لماذا لا يخرج علينا المسؤول فيضعنا بصورة ما يجري، وماذا يعني بهيكلة الاعلام، وما التصور الذي يحمله، وما الذي سيحدث، وما الذي سيطرأ علينا، وما الهدف اصلا من الهيكلة، وما مصير كل منا. نحن في حالة كارثية، اذا من يعمل في الاعلام الرسمي، وهو الهدف والنتيجة، لا يعلم ماذا يحدث في بيته الاعلامي، ويسمع من هنا وهناك كلاما غير مفهوم ولا مبرر عن اننا نسبر في طريق مبهم المعالم والاحداثيات، ويلومون بعضنا بانهم من بطلقون الشائعات حول موضوع الهيكلة، هي ليست شائعات بقدر ما هي تساؤلات نريد إجابة شافية عليها اليوم قبل ( هيكلتنا)، فنصبح شواهد على مرحلة عنوانها الخارجي ترشيق، ومضمونها، قتلنا في عز العطاء.