تعمل الكوادر الطبية في مستشفى الأمير حمزة، خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا المستجد(كوفيد19)، باعتبارهم على تماس مباشر مع المصابين بهذا المرض الذي يفتك بالبشرية.
ويثبت العاملون في المستشفى، الذي يستوعب العديد من المصابين، مهنيتهم في مواجهة الفيروس بحرفية عالية، وفقا لمدير عام المستشفى الدكتور عبد الرزاق الخشمان.
الخشمان أكد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة المعتمدة عالميا وبأدق المواصفات، مشيرا الى توفر المستلزمات الطبية، وتحفيز الكوادر الطبية للتعامل مع الوباء من خلال الدعم من أجهزة الدولة كافة.
واوضح انه تم وضع برنامج عمل للكوادر الطبية والتمريضية وجميع العاملين في المستشفى، كل حسب قسمه وطبيعة عمله، بناء على التوصيات والدراسات التي تخص عمل هذه الفئة وحمايتها من أي عدوى، مؤكدا انه يتم اخضاع الكوادر الطبية الى فحص دوري من خلال أخذ مسحات وفحصها للتأكد من خلوهم من الفيروس، لحمايتهم وحماية المخالطين لهم.
واضاف انه لم تسجل حتى الآن اي اصابة بفيروس كورونا في الكوادر الطبية، حيث تعامل المستشفى مع نحو 185 مصابا حتى اليوم الخميس، وبحرفية ومسؤولية عالية، وتم شفاء 36 حالة غادرت المستشفى، مبينا ان حالات الشفاء في زيادة مستمرة.
وتحدث الدكتور الخشمان حول إلزام المتعافين من الفيروس بعدة إجراءات قبل مغادرتهم المستشفى، كالاستحمام بالماء والصابون وتعقيم اجهزتهم الإلكترونية وحقائبهم والأسطح المتواجدة عليها، أما ملابس المصاب فيتم وضعها في كيس أحمر خاص ليتولى المستشفى اتلافها حسب الأصول، اضافة الى توجيه عدة ارشادات خلال للحجر المنزلي.
من جانبه وصف مدير التمريض في المستشفى الدكتور أمين الملكاوي، الاستعدادات المسبقة قبل دخول الفيروس إلى المملكة بالناجحة بكل المعايير، من حيث تجهيز المكان والمعدات والمستلزمات وتدريب الكوادر الطبية على التعامل بمهنية وحرفية عالية في مواجهة الفيروس. وقال الدكتور الملكاوي، إن مخاوف الكوادر الطبية من الفيروس وغموضه، تبددت بعد نجاح التعامل مع الحالة الأولى للإصابة بالفيروس في المملكة وشفائها التام.
“نعمل بروح الفريق الواحد المتناغم، ما قادنا إلى هذا المستوى المتقدم في مواجهة الوباء العالمي” وفقا للملكاوي الذي يعمل بشكل متواصل في المستشفى على مدار الساعة للإشراف والمتابعة والتدريب للوصول إلى الجاهزية الكاملة.
وقال ان ادارة المستشفى وفرت للكوادر ما يلزم من طعام وشراب ومواصلات، موضحا انه لم يحصل على إجازة منذ اكثر من شهرين وحتى أيام الجمعة.
من جهته أوضح رئيس اختصاص الباطني الدكتور ماجد نصير، انه منذ انتقال فيروس كورونا الى المملكة، أخذ مستشفى الأمير حمزة على عاتقة معالجة المرضى المصابين به، حيث تم اعداد الأطباء في قسم الأمراض الباطنية وتدارس كيفية التعامل مع هذا الوباء الجديد، ومراجعة ما نشر عنه والبروتكولات العالمية واساليب التعاطي مع هذه الامراض، كما تم تدريب اطباء الأمراض الباطنية وبإشراف أطباء الأمراض الصدرية. وبين ان الحالات العادية والمتوسطة تدخل إلى اقسام عزل في المستشفى وبإشراف طبي تام، أما الحالات الاصعب تدخل إلى قسم العناية الحثيثة المجهزة لهذه الغاية.
وحول الإجراءات الوقائية عند التعامل مع المرضى، اكد الدكتور نصير، جاهزية الكوادر الطبية من حيث لباس الوقاية المتضمن :غطاء الرأس والنظارات الواقية، وغطاء الوجه والكمامات المعدة لهذه الغاية، اضافة الى “الروب ” الواقي الذي يغطي الجسم بالكامل، وغطاء القدمين.
وأوضح ان فنيي ضبط العدوى يعملون على تفقد سلامة اللباس وتكامله وجاهزيته قبل دخول الطبيب الى المرضى لفحصهم، مشيرا الى اتباع بروتوكولات واضحة عند اخذ الصور الشعاعية للمرضى أو تعاطي أطباء التخدير والممرضين معهم، ما يحد من انتشار المرض.
وأكد توافر مستلزمات السلامة وان اللباس الواقي يستخدم مرة واحدة ويتلف بعدها بحسب البروتوكولات العالمية.
وقال الدكتور نصير، :” أصبحنا نفتخر أن لدينا تجربة مميزة في هذا المجال من خلال التعامل مع أكبر عدد من المرضى” مشيرا الى أن أداء الدولة الأردنية بجميع اركانها يعتبر مثالا يحتذى على مستوى العالم، ما أسهم في رفع معنوياتنا واصرارنا على الخروج من هذه الأزمة منتصرين. ودعا المواطنين إلى الالتزام التام بكافة التعليمات وأوامر الدفاع ذات الصلة، للوصول جميعا إلى بر الأمان قيادة ووطنا وشعبا.
رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في المستشفى، الدكتور عمر العبداللات قال إنه يتم التعامل مع المرضى من خلال بروتوكول وضعته وزارة الصحة، وخطة محكمة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لضبط احتمالية العدوى من الحالات المشتبه بها أو المصابة عن طريق الرذاذ وملامسة الأسطح الملوثة، وتوفير المستلزمات وأدوات الوقاية منه، مؤكدا تلقي الكوادر محاضرات ودورات تدريبية حول ماهية الفيروس وطرق التعامل معه وتجهيزهم نفسيا ومعنويا.
ولفت العبداللات الى ان استراتيجية عمل المستشفى هدفها الرئيسي العمل بالحد الأدنى للعاملين داخل المستشفى، للتقليل من فرص انتشار الفيروس، متوقعا انحساره إذا التزم المواطنون بقرارات الدفاع الصادرة والإجراءات التي اتخذتها الحكومة.
وقال، ان المصابين بالفيروس متعاونون مع الكوادر الطبية من حيث الالتزام بتعليمات لجنة الأوبئة وبما يخص علاجاتهم والتعليمات المعطاة لهم.
وشدد على ضرورة التزام المريض بعد خروجه من المستشفى وشفائه التام، بالحجر المنزلي مدة 14 يوما، ومراقبة نفسه في حال ظهور أي من أعراض الفيروس،كارتفاع درجة الحرارة والسعال الجاف وضيق التنفس حيث يتم توقيعه على تعهد بذلك.
واضاف ان هذه التجربة أظهرت ان الأردن غني ومنتج للكفاءات الوطنية الفذة القادرة على تحمل المسؤوليات والواجبات المناطة بها في ظل الظروف الصحية الصعبة.
الموضوع السابق
الموضوع التالي