كتب الإعلامي السعودي مجدي المقبل مقالا على صحيفة سبق الإلكترونية مقالا أثنى فيه على أداء الجيش العربي والإجهزة الحكومية بالأردن في التعاطي مع أزمة الكورونا .
وتاليا نص المقال:
داخل البلد التي يعتبرها الكثيرين من العرب أنها من أكثر الدول العربية أمناً وامانًا في الشرق الأوسط لتمتعها بإدارة ملكية وحكومية قوية، سطرت ملائكة الرحمة فيها مع جيشها والقوات الامنية داخل المملكة الهاشمية الاردنية أكبر معاني من التضحية والنضال لسلامة مواطنيها في مواجهة جائحة كورونا ضمن خطة طواريء البلاد منذ اصابة.
زاد الوعي الشعبي في المملكة الهاشمية تجاه الأطباء العاملين على مدار الساعة في المستشفيات ومراكز الحجر الصحي في مناطق مختلفة فيها ودورهم الهام في التحدي الأكبر الذي تواجهه المملكة البعيدة عن الأحداث السياسية والعسكرية التي تعصف منطقة الشرق الاوسط، بالاضافة الى قوات الجيش الأردني التي نزلت الشارع رفقة قوات الشرطة والدفاع المدني.
تحولت هذه المهن بالنسبة للأردنيين مهن الشرف، وتبدلت صور النجوم المعروفين في عالم الفن الى صور اصحاب البدلة العسكرية والرداء الابيض، حتى ان الاردنيين والاردنيات نشروا صوراً التقطوها أشقائهم وأقاربهم من العاملين في القطاعين ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنهم نجوم المملكة الحقيقيين.
لكن المشهد الوطني الأبرز، عندما شهدت المستشفيات والعيادات والصحة طلبات انضمام أطباء وممرضين متطوعين لمساندة الطواقم الطبية، لكن في المقابل من معروف ان الحكومة الاردنية تواجه ضعفا كبيرا في تأمين وظائف جديدة للخريجين في المملكة أمام الأعداد الكبيرة من الخريجين في بلد تشهد ضعف في الموارد الطبيعية وغيرها.
هذا المشهد يعطي صورة العروبة التي بحاجة لأن تبرز في الحضارة العربية الحديثة في هذا الوقت وأمام العالم الذي ضعفت سيطرتهم على انتشار المرض مقابل نجاحات دول عربية كثيرة ومثل المملكة الهاشمية، على عكس ما يحاول البعض الاحتفاظ بصورة نمطية مخالفة عن المجتمع العربي المفككين في بلدانهم، إذ برز الانتماء الوطني في المتطوعين رغم أحوالهم الاقتصادية الصعبة وما يواجهونه من صعوبات حياتية،
النجوم في هذا المملكة الهاشمية لم تقتصر على الطواقم الطبية والأمنية والجيش فقط، فهي قدمت نموذج وحدوي غير عادي، منذ اللحظة التي أعلنت فيها البلاد حالة الطوارئ أعلنت الشركات الوطنية والخاصة والنقابات ورجال اعمال وحتى الناس لدعمهم المادي الكثيف لادارة الازمة في المملكة التي تفتقر للموارد الطبية التي تقوم على أساسها الدول.
لو اطلعنا بالبداية لإدارة الازمة داخل المملكة الهاشمية، واجهت الناس بالوعي منذ إعلان أول حالة اصابة بالفيروس في الثاني من مارس الماضي، وكرست جهودها لنشر الوعي بخطاب ملك المملكة عبد الله الثاني بن الحسين، الذي رافقهم خلال جولات تفقد أحوال المملكة رفقة نجله الحسين تطبيق قواعد العزل والحظر، الى جانب توسيع المستوعبات للمخزون الاستراتيجي لتأمين الاحتياجات الأساسية للأردنيين المقيمين.
رغم اعتبار المملكة ارضًا خصبة لانتشار الفيروس فيها لكن ادارة جميع مصادر دخول الفيروس من جميع المطارات والمعابر، فالمملكة ممر آمن للفلسطينيين في الضفة الغربية، وهم يواجهون خطر انتشار الفيروس في البلاد في ظل خضوعهم تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي وصلت أعداد الإصابات بينهم في الارض المحتلة لأكثر من 10 آلاف مصاب.
سطرت المملكة الهاشمية الاردنية إنجازات تاريخية في مكافحة الإرهاب على مدار السنوات الاخيرة، في المقابل اعتبرت من أكثر الدول في العالم تقدماً في جذب السياح، وسجلت وصول اكثر من مليون سائح وصلوا المملكة خلال العام المنصرم 2019.
وبالاطلاع على أنها اولى الدول التي فتحت أبوابها للاجئين الفلسطينيين على إثر النكبة الفلسطينية عام 1948 ومنحتهم حقوق المواطنة وجوازات السفر وصل عددهم اليوم لأكثر من 2 مليون شخص، وأمنت تواجد اللاجئين السوريين على أثر الأزمة السورية، الى جانب أنها تضم أكثر من مليون عامل مصري ومئات الآلاف من العاملين الآخرين من دول اسيوية وافريقية.
نتيجة الاجراءات اليوم في العاشر من ابريل وضمن إجراءاتها اعلنت نتائج الفحوصات الطبية 1500 عينة، سجلت جميعها سلبية، ولا تزال تسجيل 372 حالة اصابة، مقابل شفاء 161 ووفاة سبعة أردنيين.