متى أتفرّغ لكل هذه المسجات الواردة على الواتس أب..مئات الفيديوهات السخيفة إلا قليلاً..مئات الرسائل الجاهزة التي تجعلك تستفرغ فكريّاً..مئات صباح الخير والتي تجعلك بلا خير..مئات الأدعية الخاشعة من أناس لا يعرفون الخشوع..أغلب ما يتم إرساله لك مكرّر؛ بل قادم من بلاد أخرى..! تشعر أن الناس تحوّلت إلى (سنترال) ويعجبها هذا الدور ؛ بل تتلذّذ فيه..ما يصل إليها توصله إليك مباشرة؛ بل إنها تجد أن توصيله إليك واجبٌ مقدّس وستؤثم وتدخل النار إن لم تقم بذلك..!
كل الناس صارت تفكّر بِـ (ما بعد كورونا) بل يعطون مواعيد ويحلفون عليها الأيمان الغليظة..مثلاً أنا: جدول أعمالي مزدحم جداً بعد كورونا؛ فالذين تبرعوا بإعطائي مواعيد دون أن أطلبها لو تبرعوا لي فرادى بعشر ليرات لصرتُ اليوم ذا رأس مال يفتح لي مشروعاً متوسطاً..! لكنها الأحلام والكلام الذي بلا جمرك والثرثرة التي زادت بزيادة الفضاوة والقعدة..!
أحاول أن ألملمني..أن أواجهني..أن أضع حدّاً لي..! قلتُ لي: هل أبيعُكَ لك؟ وما ارتضيتُ أن أشتريني..! أنا لا اريدني هكذا..أريدني مع القدر قدراً ومع العلياء أعلى..لكنه الوقتُ الذي كلّما سابقته إمّا سبقني أو أجلسني في زاوية موثّق القدمين واليدين ويطالبني أن أربح..!
ها أنا أحضر بمسلسل ملوك الطوائف..استمتع بلغة الدكتور وليد سيف..والحقيقة أنني أستمتع بذاك التاريخ الذي يجهله الكثيرون ولكنه دخل في جيناتنا فصرنا نحمل وزره ونعطي للبشرية الآن حضارةً تبنى على الماء ولا تعوم بل تغرق..!
متى تصاب الكورونا بالكورنا ونرناح..؟!
يتبع…