الصحفي خالد خازر الخريشا
في بلدنا أصبح الاستثمار في البشر أفضل من الاستثمار بالبقر، عندما تنظر الى المراجعين من المواطنين الفقراء والشرفاء وهم يتسولون على ابواب بعض اصحاب الجامعات الخاصة بخصوص تخفيض قيمة الاقساط الفلكية او البحث عن مكرمة ومنحه بنسبة ضئيلة يصيبك الامر بالاحباط والاسى لان الدولة نفضت يدها من التعليم وحولت المواطنين النجباء الى متسولين يشحدون هؤلاء المتكرشين الذين لا يشبعون .
المادة (26) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان تنص على ان لكل شخص الحق في التعليم وان يسير القبول للتعليم العالي على قدم المساواه التامه للجميع وعلى اساس الكفاءة .
مناقضات غريبة عجيبة عندنا
في الاردن عشر جامعات حكومية وفي المقابل عندنا (18) مركز اصلاح وتأهيل ، وعندنا
ايضاٌ تسع عشرة جامعة خاصة .
يا سامعين الصوت التعليم العالي بالاردن (طاسه وضايعه) لا يوجد سقوف يحدد الحد الاعلى لارباح الجامعات الخاصة وفي بعض الاحيان ارباحها تتجاوز 25% وبات من الضروري تشكيل هيئة وطنية لمراقبة اقساط الجامعات الخاصة .
تقريباً جميع دول العالم هناك مجانية التعليم الا عندنا في الاردن (دماء الاباء) ضريبة لتعليم الابناء والمصيبة الكبرى حتى جامعاتنا الحكومية ركبت موجة الاستثمار الجائر من خلال التعليم الموازي الذي يشفط جيوب الاردنيين فهذا الملف برمته يحتاج الى نبش ووأد والمحزن ان الجامعات الحكومية تستغل الاردنيين من خلال دفع رسوم ثمن تقديم الطلبات للتعليم الموازي وربما يدفع الطالب الفقير الكحيان مبلغ (100) دينار ثمن ورقة قدمها لخمس جامعات حتى يحصل على مقعد جامعي ، وهي بحد علمي ليست مستردة .
الجميع يشلح المواطن (جامعات حكومية وخاصة ) والجميع وضع اولياء الامور على مذبح وسكين دفع الاقساط التي لا ترحم ، طلاب وطالبات فقراء يراجعون وسائل الاعلام المختلفة يبحثون عن نشر خبر استجداء الناس الميسورين لطلب مساعدتهم لدفع القسط الجامعي وبالفعل تم تحويل احدى الطالبات لجمعية خيرية تقدم القرض الميسر المسترد ضمن اقساط شهرية ، وبعد ايام هاتفتنا نفس الطالبة متذمرة من ادارة الجامعه التي اصدرت فرمان ربوي وفرض غرامة مالية على الطلبة المتأخرين عن الدفع تقدر ب (30) دينار زيادة على القسط المستحق ، والله يا ناس نحن لسنا في دولة مؤسسات وقوانين ، والله هذا الظلم لم ينزل في الكتب السماوية ولا في الكتب الوضعية ، يا سامعين الصوت غرامة تأخير القسط الجامعي حرمها بالاصل مجلس الافتاء الاردني لكنها ما زالت عرف وعادة ومكسب عند بعض اصحاب الجامعات .
يا سامعين الصوت ، يا مسؤولين ويا حكومة ويا مجلس نواب اتقوا الله في مواطنين هذا الشعب افتحوا ملف الجامعات الخاصة من غير المعقول ان رسم التسجيل في كل فصل في الجامعات الخاصة لمباحث العلوم الانسانية الراكدة في السوق وليس الطب او الصيدلة يتجاوز في كل فصل (360) دينار، ويتجاوز هذا الرقم عشر مرات عن نسبة الدفع في الجامعات الحكومية ولا نعرف اين وزارة التعليم العالي عن هذا الامر حيث يخلو قانون الجامعات الخاصة في اي بند من بنوده من أي حق للحكومة في التدخل في رسوم الدراسة فالقوانين تركت لرأس المال المتاجر بالعلم لينفرد بالقرار المالي دون حسيب او رقيب .
ايراد وارباح الجامعات الخاصة باهظة جداً مقارنة بدخل المواطن الاردني فبعض التخصصات تحتاج الى (3800) دينار سنوي
الزواج بين المال والسلطة شغال منذ زمن ما جعل الحكومات تلغي البرنامج المسائي في الجامعات الرسمية وتحتكره للجامعات الخاصة فقط واستفردت الجامعات الخاصة واصبحت ترفع الرسوم على هواها
نعم يا سادة بعض اصحاب الجامعات الخاصة هم اصحاب رأس المال المتاجر بالعلم علماً بأن جميع الدارسين في هذه الجامعات هم من ابناء الطبقة متدنية الدخول ومن الفقراء ومن اصحاب الرواتب اليتيمة لان ابناء الطبقات المخملية والبرجوازية وابناء المتنفذين بالحكومة لا يدرسون في الجامعات الخاصة واذا درسوا فإنهم يدرسون بمنحة100% لا يدفعون فلساً واحداً .
للاسف هناك تواطؤ كبير من بعض الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التعليم العالي اما إنه (غايب فيله) عن ملف التعليم العالي برمته وإما هناك شراء ذمم لبعض النفوس الرديئة ، الجامعات للفقراء أيضاً نأمل أن لا تكون الجامعات للاغنياء فقط ، ونأمل أن لا تتحول صروحنا العلمية الى مشاريع استثمارية .