أكثر المتضررين من جائحة كورونا هم عمال المياومة، فقد تركت الازمة الاف العمال بدون عمل ،ليس في الاردن فحسب، بل في معظم دول العالم، ببساطة لا فرص عمل لمثل هؤلاء في ظل أزمة كبيرة اجتاحت العالم مثل كورنا.
عامل المياومة أول من يشعر بالازمة،أما الذين ينتمون لمؤسسات وخاصة إذا كانت مؤسسات كبيرة وعريقة ،فمن المفروض انهم يتمتعون بحماية، تجعلهم لا يشعرون بالخوف أو القلق من المستحقات المالية التي تكون في رصيد مؤسساتهم .
لقد كشفت أزمة كورونا أن بعض المؤسسات وبالذات مؤسسات اعلامية عريقة كنا نعتقد انها محصنة ماديا، الا ان الاوضاع التي آلت اليها أخيرا، جعلتها لا تختلف عن المؤسسات التي يعمل بها عمال المياومة، فالعامل منهم يخشى أن يتعطل ليوم واحد ، أي أنها مؤسسات تعمل بنظام المياومة، لا تملك شيئا خلاف الدخل الذي تكسبه في اليوم الواحد.
فمثل هذه المؤسسات الاعلامية بماذا تتميز عن غيرها ؟ّ!
فإذا ما ثبت أنها لا تملك رصيدا لأمور طارئة تحمي العاملين فيها، فلماذا تسمى مؤسسات كبرى ،وخاصة ان المتتبع لمسيرتها يعرف جيدا أنها كانت تملك أرصدة مالية كبيرة وفي فترات كانت تسرف في النفقات التي لا تعود بالنفع على العاملين فيها .
لا ينبغي ان يتجمع الصحفيون على الارصفة وزوايا الشوارع ينتظرون ضوء النهار ليأخذوا اجرتهم من أصحاب العمل، فهؤلاء ينتمون الى مؤسسات عريقة لم تهتز في يوم من الايام، الا بسبب تخبطات ادارية ،وغياب المحاسبة والمساءلة، سواء من داخل المؤسسة أو من الهيئات التي من المفترض أن تشكل لها حماية،لا أن تكون شريكا في الترهل وتحقيق المنافع .
ظل الصحفيون في هذه الأزمة يعملون بصمت وبتفان في بيوتهم؛ يجعلون من الحروف واقعا ماثلا لكل الاحداث التي تعصف بالوطن والعالم،ولكن عبر وسائل التواصل الرقمي،متحرين الدقة والامانة في نقل الخبر ،ويوصلون الليل بالنهار، ليبقى القارئ على تواصل بما يحدث حوله ،كل هذا الجهد وأكثر قوبلوا بعده؛ بالنكران والتجاهل من قبل مؤسساتهم والحكومة أيضا ،التي حثتهم على البقاء في منازلهم مطمئنة إياهم للنظر باحوالهم ،وايجاد حل قريب لمعاناتهم ،إلأ أنه وحتى الساعة لم يحصل أيا منهم على أجر لاعالة اسرهم ودفع إيجار بيوتهم، لا بل وزادت أعباؤهم المالية حتى فقدوا الامل بمستقبل مهنتهم والثقة بمؤسساتهم ونقابتهم ،وما تزال الحكومة تحثهم على البقاء في المنازل …فما موقفها من الصحفيين الذين قد يجدون أنفسهم على أرصفة الشوارع هم وعائلاتهم ،فلا عمل يغنيهم ولا سقف منزل يضللهم .
الموضوع السابق
الموضوع التالي