قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن اجراءات الدولة الأردنية في مواجهة فيروس كورونا كانت عظيمة لحماية الأردنيين من هذا الوباء.
وأضاف خلال استضافته عبر قناة (a one tv) خلال برنامج واجه الحقيقة الذي يقدمه المحامي طارق أبو الراغب الخميس، أن الأردن لا يوجد لديه تجارب في مواجهة مثل هذه الأمور، وكان الجميع يشكو من ترهل الادارة المدنية والبيروقراطية الأردنية، لكن هذا الوباء جعلنا على قمة المسؤولية والانتاج، ورغم الأخطاء والأمور التي لم تعرف الادارة التعامل معها، ولكن بالعموم كانت جيدة جداً، لذلك حدثت محاربة للفيروس، اضافة لعدم وجود بؤرة لتفشي الفيروس وكان العمل يصر على عدم وجود بؤرة والأزمة كلفت أموال لكننا حمينا أنفسنا.
وبين أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لعبت دوراً مهماً في تطبيق القانون دون استثناءات أو محاباة، لافتاً إلى أن حفيدته تم حجرها في فنادق البحر الميت وبقيت أكثر من أسبوعين دون تساهل مع أحد، وكان التنظيم من أروع ما يكون، وقمنا بواجب جيد، والتدرج الحالي للانفتاح الاقتصادي جيد، وعلينا أن لا ننسى القادم والجانب الاقتصادي والتعامل معه، فبعد النجاح بالوباء يجب مواجهة الأعباء المالية التي لم تظهر بعد، ونأمل أن يكون على ذات التعامل مع الجانب الصحي.
وأشار إلى أن القطاع الخاص قام بدوره المطلوب منه، ويجب أن يكون هناك نظرة مستقبلية من قبل الحكومة لدعم الصناعات المحلية وتحسين مستواها لتكون بمستوى التصدير، ولدينا مصانع عالمية وبنية تحتية قوية جداً في قطاع الأدوية، فنحن نملك الانسان القادر على العمل بمستوى عالمي، ورأس المال اذا تشجع والمنشآت ويجب الاستفادة مما حصل معنا بأمور كثيرة والتغيير يجب أن يتم والأردن ممكن أن يحسن وضعه الاقتصادي بشكل أكبر في حال سرنا بالشكل الصحيح، مستدركاً أن هناك صعوبات اقتصادية ستحدث.
وعن القضية الفلسطينية، قال المصري إن صفقة القرن لن تمر بسهولة، وهناك عدة عوامل تعتمد عليها هل سيعود ترامب والتفاعلات في الداخل الاسرائيلي من انتخابات وعدم تشكيل حكومة هل سيؤدي لشيء أم لا شيء، والخطر هو تبني القوانين المتعلقة بصفقة القرن كيهودية الدولة التي أقره الكنيست، والغاء مثل هذا القانون صعب جداً، فالعملية أخذت مكانها على الأرض ومرت دون معارضة شديدة.
وأضاف يجب أن يكون هناك تغيير لصالح الفلسطينيين فالجميع ضعف كالاتحاد الأوروبي وأمريكا، والفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم وقد تخدم هذه الأمور تأخير أو تجزيء اجراءات صفقة القرن لكن لا أحد يمتلك جواب قطعي عن الصفقة وسط الظروف الحالية، والموقف العربي لم يساعد اطلاقا في افهام اسرائيل أن هذا الأمر غير مقبول فنحن نرى تطبيع وتحركات واتصالات واعترافات في هذا الوقت بالذات، وما لا يساعد أيضا عدم حدوث المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وكل هذه العوامل تمزق الشعب الفلسطيني، معتقداً أن القليل من الحكمة والصلابة من العرب والفلسطينيين ستلغي صفقة القرن أو تضعفها، لكن المشروع الصهيوني سار بشكل تدريجي.
وبين أنه قبل 5 أيام جرى اتصال عبر وسائل الاتصال الرقمي مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع شخصيات من مجلس العلاقات العربية الدولية وتم اقتراح العمل العربي المشترك لمواجهة فيروس كورونا، ولكن ما سيأتي كبير وعالم يتغير وأمر يجب أن يخترق عقولنا والمستقبل حتى نستطيع الانضمام للعالم الجديد، والعرب مر عليهم كل الأحداث والمصائب والكوارث والتغييرات من انتهاء الاستعمار وقيام اسرائيل وانشاء الاتحاد الأوروبي دون أن نعمل شيئاً ويجب أن نبدأ ليس بالمجال الصحي فقط، بل يجب وضع خارطة طريق فالمصالح العربية المشتركة بدأت بالزوال، ويجب أن يرتبط العرب اقتصادياً والعملية ليست سهلة، منتقداً مسلسل أم هارون الكويتي.
وأشار إلى أن التناقض الاسرائيلي وفق مفكرين موجود في بنائها، وكان هناك تيارين في اسرائيل الديني والعلماني الديمقراطي ويوماً ما سيقوم التيار الديني نتيجة عنصريته بالتضارب مع التيار الآخر وهو ما يحدث الآن، اضافة لوجود تيار في المستوطنات.
وقال إن الاتفاق بين غانتس ونتنياهو والاتفاق على نظام 18 بـ 18، واصفاً أن غانتس تعرض لخدعة، لكن الأساس تم وضعه من قبل الاسرائيليين، وحتى لو نجح المرشح الديمقراطي جو بايدن لن يغير شيئاً.
وأكد المصري أن أمريكا ورغم انشغالها ما يحدث هو تحرك انتخابي، ساخراً من مقترح ترامب بقيام الأمريكيين بشرب مواد التعقيم، مشدداً على أن الموقف الأمريكي لم يتغير وانشغال ادارة ترامب حالياً بنجاحه انتخابي، والضعف الأوروبي يؤدي لبقاء ترامب واسرائيل فقط.
واستبعد المصري حدوث صراع عسكري بين أمريكا والصين، لكن الصراع بينهما تجاري اقتصادي، مشدداً على أن النظام العالمي سيتغير لا محالة.
وأشار إلى أن فيروس كورونا هو شيء بسيط من الذي يمكن استعماله، واستخدام الحروب البيولوجية، والفيروس يدعو العالم للانتباه للكوكب وليس اختراع طائرات قادرة على مسح مدينة بأكملها.
ولفت إلى أن الثلج في القطب الجنوبي في حال ذوبانه ستظهر ميكروبات كثيرة لا تزال نائمة، ما يعني أن الأرض ستكون بخطر.
كما استبعد المصري صناعة البشر لفيروس كورونا، فمن غير المنطقي أن يقوم أي دولة باختراع مثل هذا الفيروس فكيف ستتمكن من حماية نفسها، والصينيين عاقلون في مثل هذه الأمور، وهم انتظروا 50 عاماً لبناء قدراتهم العسكرية والاقتصادية.
المصري قال إن لا أحد يعلم عن عمق ما يحدث في الاقتصاد العالمي وتمكن بعض الاقتصادات بالسيطرة على الاقتصاد العالمي، وتأثير الصراعات والنزاعات عليها، معتقداً أن الديكتاتورية والعنف والعنصرية وتوحش الرأسمالية خلال الفترة المقبلة، فالعالم الآن يعود للدولة الوطنية ولم يعد هناك تجمعات فكافت هذه التجمعات تضعف وتتفكك.
وتوقع أن الابتعاد عن الوحدة الأوروبية يهدد الاتحاد الأوروبي، وروسيا تعمل لوحدها بطريقة صحيحة، فالعالم كان يسير بطريقة معينة وخلال يومين أصبح يسير بطريق وعمق مختلف.
وقال المصري إن من غير المنطقي اجراء انتخابات أمريكية بالوضع الصحي الحالي بعد وفاة 60 ألفاً بفيروس كورونا، فالظرف الراهن يمنع اجراء الانتخابات في أي دولة بالعالم.
وأكد المصري أن نشاط جلالة الملك عبدالله الثاني بوجود فيروس كورونا أو عدم وجوده غير مستغرب، فالأردن يمتلك أكثر من 10 مستشفيات ميداينة عسكرية في دول تشهد صراعات وتكلف هذه المستشفيات القوات المسلحة ملايين سنوياً، وهناك أيضاً الدور الأردني في قوات حفظ السلام.
وأعرب عن أمله بعقد قمة عربية لتنسيق الجهود لمجابهة كورونا، والمصالح العربية حالياً ضعيفة وهناك رؤساء لا يعرفون بعضهم البعض، وفي السابق كان الوضع مختلفاً فكان هناك حميمية بين القادة العرب والآن اختفت.
ولفت إلى أن الجامعة العربية لم تستطع القيام بدورها، وتحدثنا مع أمينها العام لمدة ساعتين لكن لم تحدث أي نتيجة منه.
المصري قال إنه مسؤول سابق وله نشاط ورأي وفي حال تحدث برأيه يقال عنه معارضة، وفي حال لم يتحدث يتم سؤاله لماذا لم تتحدث، ورداً على سؤال من يوجه هذه الانتقادات لهم قال إنهم مواطنين ومسؤولون.
وأضاف أن الأردن معرض للكثير من المصاعب ويجب أخذ رأي المسؤولين السابقين، ويجب عدم أن يتم اعتبارها معارضة.
وبين أن رئيس الوزراء كان في السابق يطلب من وزير الاعلام تنزيل سقف الانتقادات بالاعلام حتى وصل إلى الأرض، في مخالفة لتوجيهات جلالة الملك، وعندما نتحدث لا يعني ذلك معارضتنا وهذه هي الديمقراطية.
وأشار إلى أنه لم ينتقد مجلس النواب ولكنه انتقد بعض افرازات صناديق الاقتراع، والانتقاد كان على الأداء فقط.
وختم المصري حديثه قائلاً “الحمدالله على السلامة لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز على العملية التي قام بها، ونحن في ضائقة وفي خطر لكن عندما نرى تكاتف الناس عندما يكون الكلام صحيح والسياسة متفق عليها بين الناس يظهر معدن الأردني والمسؤولين الكبار في الأردن ونحن مقبلون على أمور كبيرة والمخطط الاسرائيلي يسير، وهناك أوضاع اقتصادية صعبة قادمة والفقر والبطالة سيشكلان مشكلتنا الاقتصادية وبقاء المواطنين في منازلهم لشهر سيؤثر لسنوات طويلة، ونحتاج لاعادة ترتيب وتنظيم، موجهاً تحية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ونحن نريد حماية الأردن وأن نكون أفضل من ما كنا نحن فيه”.