عمر ضمرة- شهد حلول شهر رمضان المبارك هذا العام غيابا لبعض العادات والسلوكيات المجتمعية التي كانت ملازمة لشهر الرحمة والمغفرة، بينما حلت بدلا منها عادات أخرى، وذلك بسبب حظر التجول والإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقال عدد من المواطنين لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان شهر رمضان المبارك هذا العام له طابع خاص بسبب تزامنه مع ظروف حرجة يواجهها العالم بأسره، نظرا لما فرضته جائحة كورونا على الحكومات والمجتمعات من ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتشار الفيروس مثل منع التجمعات وإغلاق المساجد والمقاهي وإيقاف المهرجانات الفنية والثقافية.
وقال إبراهيم أحمد (موظف متقاعد) ان جائحة كورونا أثرت على عادات وممارسات المواطنين الرمضانية، حيث لم يعد بالإمكان التواصل مع الأصدقاء والأقارب بعد الإفطار إلا من خلال الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثبتت هذه المواقع منذ بدء تفشي الجائحة فعاليتها في التواصل بين الأقارب والأصدقاء من خلال إجراء مكالمات الفيديو للاستعاضة بها عن الزيارات.
وتابع ان اختفاء موائد الرحمن لا يشكل أي عائق أمام فاعلي الخير لمد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين والأسر العفيفة، بل قد يشكل غيابها فرصة لتوجيه الدعم المادي الذي تستغله الأسرة العفيفة بشكل ملائم لاحتياجاتها ونفقاتها الضرورية بحيث تعينها على مواجهة ظروفها الصعبة .
من جهته، لفت الشيخ سعود الحماد الى ان المسلمين في هذا العام يفتقرون لطقس مهم من طقوس شهر رمضان المبارك، حيث ان إغلاق المساجد وعدم إقامة الصلاة فيها منعا لانتشار الفيروس، حرمهم من أداء صلاة التراويح جماعة، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من أجواء وعادات رمضان الدينية، مبينا أنه يصلي بالبيت جماعة مع زوجته وولديه.
وأضاف ان صلة الرحم والإفطارات والسهرات الرمضانية مع الأقارب غابت أيضا هذا العام بسبب حظر التجول والالتزام بالتعليمات الحكومية لمنع التجمع لأكثر من عشرة أشخاص ومنع الاختلاط بغية منع انتشار الفيروس.
من جانبها قالت أمل علي (ربة بيت) ان حظر التجول يعتبر فرصة إيجابية لاجتماع أفراد العائلة مع بعضهم البعض وتعزيز تواصلهم الذي كانت تفتقر اليه خلال السنوات الماضية، بسب لجوء كل فرد من عائلتها للقاء مع أصدقائه بعد الإفطار بعيدا عن العائلة.
وأوضحت ان ظروف الحظر أوجدت بيئة ملائمة لأفراد عائلتها ليفهم كل منهم الآخر بشكل جيد، وكذلك فرصة لمساعدتها في إعداد بعض الأطعمة والمأكولات وحتى الحلويات، الأمر الذي أضفى مزيداً من البهجة والمتعة على الأجواء الأسرية وزاد في تمتين الروابط الأسرية فيما بينهم.
بدوره، أشار الشاب أسامة محمد إلى أنه يقضي ساعات حظر التجول في متابعة كل ما هو جديد حول الفيروس والأخبار الاقتصادية ومطالعة الكتب من خلال جهاز الحاسوب الذي يمتلكه، مشيرا إلى أنه قرأ العديد من الكتب المختلفة في الأدب والتاريخ منذ بدء شهر رمضان المبارك، الأمر الذي أضاف إليه الكثير، وأثرى مخزونه الثقافي والمعرفي.
وقال “بالرغم من إجراءات حظر التجول ومنع التجمعات وإغلاق المقاهي ومراكز التسوق في ساعات المساء، والتي كانت سمة بارزة في السنوات الماضية لشهر رمضان، إلا أن كثيرا من أصدقائي الشباب تمكنوا من التكيف مع هذه الظروف وأوجدوا لأنفسهم عادات أخرى انعكست إيجابا على حياتهم وأسرهم”.
— (بترا)
الموضوع السابق
الموضوع التالي