7.1 C
عمّان
الثلاثاء, 26 نوفمبر 2024, 2:20
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كورونا والخوف الاجتماعي

واضح من خلال التعليقات والاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام العالمية أننا أمام حالة خطيرة من انتشار فيروس كورونا في مختلف بقاع الارض وانه ليس هناك حل لهذا المرض في المستقبل القريب غير الاجراءات الصحية التي تشمل الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي والوقاية الصحية والتعايش مع ظهور حالات جديدة من المصابين بهذا الفيروس والتعود عليه.

يضرب العلماء مثلا بما حدث عند انتشار الانفلونزا الاسبانية خلال عامي 1918 و1919 الذي ادى الى وفاة اكثر من 50 مليون شخص في العالم وكانت الاجراءات الاولية ضده غير كافية مما ادى الى ظهور موجة ثانية وثالثة من هذا الوباء واستمر الفيروس حتى يومنا الحالي لكن مع تشكيل مناعة نتيجة اللقاحات التي تم اكتشافها وتطورت سنة وراء سنة خلال المئة عام الماضية.

ليس هنالك حل قريب لفيروس كورونا وهناك سيناريوهان للتعامل معه اولهما: ايجاد لقاح يتم تطعيم الناس به خلال السنوات القادمة ،وبحسب العلماء الامريكيين والاوروبيين، فهذا الخيار ليس قريبا بل ربما يتم التوصل اليه في السنة القادمة. كما ان اللقاح يجب ان يمر عليه فترة اختبارات تتجاوز الخمس سنوات لكي يكوت آمنا مع الإشارة إلى أن اللقاحات الموجودة حاليا لمكافحة الانفلونزا الموسمية والتي يتم تجديدها كل سنة، مرت بسنوات من الاختبار والتجارب حتى أصبحت آمنة لذا فأي لقاح جديد لفيروس كورونا، كما يقول الخبراء في الطب، يحتاج إلى وقت طويل حتى يصبح متداولا وآمنا للناس. السيناريو الثاني هو التخلص من الخوف الاجتماعي من المرض وهذا يقتضي اتخاذ اجراءات وقائية هامة مع اعادة فتح الحياة تدريجيا وليس بسرعة حتى يعتاد الناس على الحياة الطبيعية مع وجود الفيروس لسنوات طويلة. وهنالك دول اوروبية لم تتسرع بعودة فتح القطاعات الحيوية والغاء الحظر الى ما بعد اشهر ،ففي فرنسا، مثلا، تم تمديد الحظر حتى نهاية شهر تموز القادم. وهذا الامر يتطلب منا في الأردن أن لا نتسرع في العودة إلى الحياة الطبيعية تحت ضغط أصحاب المصالح الخاصة والقطاعات الاقتصادية والسياحية المشغولين بجلب المنافع لشركاتهم دون النظر الى المخاطر الصحية على الناس.

التكيف الاجتماعي واحد من الخيارات أمامنا دون المساس بالأولويات وفي المقدم منه، ما سبق وإن كتبته في مقالات سابقة، عن ضرورة التخلص من كثير من العادات الاجتماعية والجماعية ومنها التجمعات الكبيرة في الافراح والأتراح والجاهات وغيرها، وطرق الاكل الجماعي من صحن واحد والتقبيل غير المحبب حتى في الأوقات العادية وغيرها من العادات الاجتماعية، فمرحلة كورونا وما بعدها غير المرحلة التي قبلها وعلينا أن نعتاد لسنوات طويلة قادمة على نمط جديد من الحياة الاجتماعية.

العالم من حولنا يسابق الزمن لاكتشاف عقار يخلص المصابين بالفيروس من اعراضه وارتفاع حالات الوفاة إلى أن يتم اكتشاف لقاح آمن خلال السنوات القادمة، والى ذلك الحين يجب أن نتكيف اجتماعيا وصحيا فالمرحلة طويلة وتحتاج إلى صبر وطولة بال.

Share and Enjoy !

Shares