ما بين اسقاطات كورونا ومآلات المشهد السياسي تقبع مجتمعات المنطقة، وما بين احترازات السلامة الصحية ومقتضيات الحالة الاقتصادية والمعيشية والتجاذبات الاقليمية التي قد تصل الى نقطه التصادم والصدام يتباين سلم أولويات صناعة القرار عند انظمة المنطقة.
فالمنطقة بات تشهد حالات من الشد الافقي والضغط العامودي اضافة الى اهتزازات عميقة، تؤثر على مجريات الحالة السياسية والامنية والواقع المعيشي والتوقعات الاقتصادية التي على اهميتها قد لا تكون عند سلم الاولويات بعض المجتمعات في الظرف الراهن في ظل اشتداد المناخات السياسية والضغط الناشئ من قضيه السلامة الصحية والكيفية المناسبة في ايجاد برنامج للتأقلم الذي يسمح بإعادة دوران عجله الانتاج ويؤدي الى تكيف المجتمع مع بيئة كورونا الجديدة بالشكل والمضمون.
وهذا ما يجعل مجتمعات المنطقة تقوم على ترتيب اولوياتها حسب حوامل مقوماتها الذاتية ومن واقع مقدار قربها وتأثرها بالمتغيرات السياسية الناشئة، ومقدار حسن الاستجابة الشعبية لعوامل التكيف التي فرضتها مناخات كورونا، اضافة الى درجة تأثير الاهتزازات الاقليمية على وحدة المجتمع نتيجة الانزياحات المجتمعية التي تتعرض إليها فى بعض المجتمعات.
من هنا يمكن التباين ويظهر ميزان تمايز المجتمعات، ومن على هذه الارضية يصبح ما يتم يطبق في هذه العاصمة غير صالح لتلك، والبرنامج الذي يمكنه تحقيق حالة تنموية او استجابة هنا قد لا يكون مناسب هنالك، لتدخل المنطقة في اختبار مفتوح لكنه متفاوت الاوجه ومتباين النتائج وذو استخلاصات يتوقع ان تكون متعددة وليست موحدة، وهذا ما يجعل المنطقة وان كانت تقوم من على ارضية واحدة لكنها لا تحمل سمات او دلالات متجانسة لا بالاولويات ولا بطبيعة ادوات الحلول المستخدمة.
الامر الذي سيزيد الامر تعقيدا في عمليات التنسيق والشراكة بين انظمة المنطقة حيث تكون الاولويات ليست متجانسة وكما المعيقات ليس واحده مما يجعل ميزان الاهداف متفاوت الى حد كبير كما حالة العداء او الخصومة ايضا، فمن كان يمكن للجميع اعتباره عدو قد يكون ليس كذلك عند البعض فى ميزان مصالح المجتمعات واولوياتها الظرفية وخياراتها الموضوعية،، فمن كان يعتبر عدوا للجميع قد يكون صديقا لدى البعض او شريكا عند الاخر، فان في تفاوت الاولويات تتفاوت التقديرات والاجندات وهذا ما يجعل مجتمعات المنطقه مطالبه بالإجابه على الاسئله جميعها لكن، كل على حدا، ولن يفيد مجتمعات المنطقة الهروب من الاجابة بواقع تصدير الازمة، واشتداد ضغوط.
والاردن الذي استطاع انهاء الجزء الأول من تداعيات ازمة كورونا بطريقة ناجعة وسريعة ويستعد للدخول التدريجي في مرحلة التأقلم مما جعل واقعه الاقتصادي لا يتحمل اعباء كبيرة مقارنة مع غيره كما انه يستعد لتنفيذ برنامج الاعتماد على الذات لكنه يواجهه في سخونة اجواء سياسية قد تغير من أولوياته وتجعله في مواجهة مفتوحة مع منطق القوة الذي تقف عليه تل ابيب والتي تسعى الى ترسيم حدودها ونفوذها في المنطقة.
والاردن كله ثقة بالانتصار لصوت العدالة على منطق القوة ولسيادة القانون الدولي على حساب سياسة الامر الواقع، وللنهج التفاوضي السلمي من على الارضية الاممية على تلك القرارات الاحادية المشرعنة من البيت الابيض، وانه على ذلك القادر بالطرق الدبلوماسية التي يجيدها والوسائل القانونية التي تقف معه كما العالم اجمع، حمى الله الاردن وجلالة الملك وأيده بنصر من عنده.