17.1 C
عمّان
الإثنين, 23 ديسمبر 2024, 21:24
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كورونا .. الليلة الأخيرة

الحياة تعود الى عمان. غيمة كورونا يبدو انها انقشعت. الناس يتدفقون الى الشوارع،واخبار سارة عن فتح لدور العبادة مساجد وكنائس، وصالات المطاعم والمقاهي، والمولات، وعودة موظفي الحكومة والقطاع الخاص.

شركات كبرى اعلنت عن تسريح الالف العمال. ورقم البطالة في الاردن يسأل : هل سيبلغ اثني مليون عاطل عن العمل؟ جيش جديد من فاقدي الوظائف يلعنون كورونا ليلا ونهارا سينضمون الى طوابير العاطلين عن العمل.

وهؤلاء لا يعرفوا اين يذهبون ؟ وليس من جراءة وشجاعة للاعتراف بان نصف الاردنيين عاطلون عن العمل. ولو أن كورونا رحلت من بلادنا فهؤلاء سيدفعون وحيدين الثمن، وفاتورة الفايروس.

السيارات نزلت الى الشوارع، وعادت الازمة والاحتباس المروري تدب في شوارعها. شبابيك مطاعم الوجبات السريعة عادت لتمتلئ بزبائن يقفون طوابير وينتظرون لساعات لشراء سندويشة هامبرغز وكأس كولا.

شرطي السير عينه تصيب لوحات السيارات العابرة فردي وزوجي. وصيد المخالفات يعبر للسيارات المخالفة لاوامر السير بخصوص السيارات المسموح لها بالخروج.

الناس تمر من الشوارع تحدق النطر بما اصاب المدينة في زمن كورونا. مواطن يملك منشأة تعليمية كتب على الفيسبوك انه من بداية ازمة كورونا يقدم طلبا للحصول على تصريح مرور من منصة «سند « التابعة لوزارة الاقتصاد الرقمي، وحتى الان مازال الجواب المرسل اليه « المنشاة ليست ضمن القوائم « ما يعني رفض طلبه، رغم انه استوفى كل الشروط المطلوبة.

صديق عبر عن غصبه على فيبسوك حرفيا قائلا : اول قرار بعد ما تحل كورونا عنا شطب كل المنصات الالكترونية عن هاتفي. اكتفي بهذه الكلمات ليعبر عن موقف ثوري من التكنولوجيا الطارئة، لربما يتفق معه اغلبية الأردنيين.

سنهجر حتى الهواتف الخليوية الذكية،و نعود الى نوكيا الاصم. لم نعرف حتى الان ما هو التعليم عن بعد ؟ صديق يسكن في جنوب الاردن قال لي : كل ما اسمع على التلفزيون من اخبار عن مضاربات التكنولوجيا والمنصات احاول الدخول الى التطبيقات، فاول ما اتعثر به عدم الاتصال وتوفر الانترنت.

سياسيا، الناس غاضبون من النواب. فالسؤال العالق والمتكرر على الالسنة اين اختفى النواب ؟ وكما بدا فانهم دخلوا في اجازة مفتوحة من اليوم الاول للوصول كورونا.

لربما لا يحتاج النواب الى اختبارات اضافية ليكونوا شركاء للحكومة في ازمة كورونا. فالكتاب كما يقولون مقروء من عنوانه. ولا احد يعلم ماذا يحمل قادم الايام من تغييرات، واعادة ترتيب البيت السياسي الاردني بعد كورونا؟

فهل سترحل الحكومة قبل ان نصل الى خاتمة كورونا؟ ومن سيعلن عن هروب اخر فايروس من الاردن ؟ وهل سنعود لنسأل عن المريض رقم صفر ؟ كورونا فضحت كل الاوبئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولربما ان هذا الفايروس اخر ما يفكر به انه وباء مرضي، وعلاجه بالعقار والدواء.

حتى الان حكاية كورونا مازالت مفتوحة، والسارد يبدو من عائلة شهرزاد ؟

Share and Enjoy !

Shares