8.1 C
عمّان
الإثنين, 25 نوفمبر 2024, 13:25
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

طائرات بالوان زاهية تزين سماء مدينة الزرقاء

الزرقاء- ديما الخريشا

“طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان.. بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران، وينساني الزمان على سطح الجيران” هكذا تغنت السيدة فيروز فى أحد أروع أغانيها مستذكرة فترة الطفولة واللعب بالطائرة الورقية .

بعدما قل استخدمها خلال السنوات الماضية، جاء زمن “كورونا” ليعيد الطائرات الورقية إلى الواجهة، وأصبحت سماء مدينة الزرقاء خاصة فى الأوساط الشعبية، تمتلئ بالطائرات الورقية، والتي تعد متعة خالصة تجذب الناس صغارا وكبارا
لكن الطائرة الورقية لعبة الطفولة والشباب المفضلة ، لها تاريخ وماضي عريق بعيدا عن كونها لعبة، يتجاوز عمرها الآن أكثر من ألفى عام.

وفي ساعات العصر صارت تحلق المئات من الطائرات الورقية بألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة في سماء حارات واحياء الزرقاء ، لترسم لوحة فنية يتنافس الأطفال على تشكيلها، في محاولة لكسر روتين العطلة وساعات الفراغ خاصة ايام الحظر بسبب كورونا .
هذه اللوحة الفنية تتشكل مساء كل يوم بعد انطلاق الطائرات الورقية من أسطح المئات من المنازل في الزرقاء، الذي تعلو في أرجائه ضحكات وأصوات الأطفال فرحا بتحليق طائراتهم .
ومنذ القدم كانت الطائرة الورقية من أمتع الألعاب للأطفال والكبار، وهي تصنع من الخشب والخيوط، وتعتمد على جسم انسيابي خفيف الوزن مربوط بخيط أو عدة خيوط ليطير عكس اتجاه الريح .
وظهرت الطائرات الورقية أول مرة في الصين قبل نحو ألفي عام، ويؤكد المؤرخون أن مجموعة من البحارين والملاحين هم من كانوا وراء اختراع الطائرة الورقية في بعض جزر جنوب شرق آسيا، وكانوا يستخدمونها في تحديد وجهة السفن واتجاهات الرياح وتطورت استخداماتها أكثر لدى اليابانيين الذين كانوا يكتبون أسماء مواليدهم الجدد على طائرة ورقية مزينة بصورة لمحارب أسطوري كرمز للقوة والجمال والصحة، وكانوا يصنعون الطائرة الورقية على شكل سلاحف عملاقة كرمز للحياة المديدة .

وفي ذات السياق صنع مجموعة من الشبان في مخيم حطين بلواء الرصيفة طائرة ورقية كبيرة طولها 6 امتار وحملت الطائرة الورقية عند اقلاعها وهبوطها الوان العلم الأردني .

صانع الطائرات الورقية من منطقة الغويرية عاطف يوسف يقول ان معظم الأطفال في الاحياء المجاورة اشتروا منه طائرات على خلاف الأعوام الماضية التي كان يبيع خلالها أعدادا قليلة ويضيف الناس تقضي معظم أوقاتها داخل المنازل، وهناك وقت فراغ كبير، لذلك باتت الطائرات الورقية وسيلة للترفيه عن الأطفال ويبيع عاطف طائراته التي يصنعها بأشكال وألوان مختلفة بالاعتماد على طول عيدان الخشب والزينة التي يستخدمها، بنحو دينار ودينار ونصف ويقول يستطيع الاطفال الفقراء امتلاك وركوب هذه الطائرات باسعارها الرمزية ويحلقون بها الى السماء ويضيف تغمر الأطفال سعادة كبيرة خلال رؤيتهم الطائرات الملونة تحلق في السماء إنها الوسيلة الأمثل للترفيه عنهم وكذلك حلم بديل لركوب الطائرات النفاثة .
وتحول الشاب حسن عبد الرحمن من العمل في مجالات الدهانات والديكور إلى صناعة الطائرات الورقية بعد أن أقفل سوق الشغل بسبب كورونا، يقول إنه قام بصنع أكثر من أربعين طائرة ورق وبيعها إلى الآن، مضيفا أنه صنع أول طائرة ونشرها على صفحته في الفيسبوك، وبعدها بدأ الاطفال المجاورين بالتوجه إليه لطلب صناعة غيرها
وفيما كان ممسكا بخيط يتحكم من خلاله بطائرته الورقية التي تحلق في السماء، يقول الطفل ايمن راشد لا توجد لدينا ملاعب بالزرقاء، والمدرسة تعطلت، نحن نقضي طيلة النهار في البيت، الشيء الوحيد الذي يرفه عنا هو الطائرات الورقية ويضيف يوميا أمضي مع العصر حتى قبيل الغروب باللعب في الطائرة التي أعدها بنفسي من الخيزران والنايلون والخيوط، وإذا تكسرت لعبتي ، أمضي صباح اليوم التالي في صناعة أخرى أكثر قوة وتماسكا .

وتزداد شراهة الأطفال على اللعب عندما تشتد سرعة الرياح مع عصر كل يوم خلال فصل الصبف، حيث يلتقون دون موعد فوق أسطح منازلهم، كما يقول يزن إن صناعة الطائرة الورقية تحتاج خبرة، تعلمت ذلك من أخي سليمان الذي أرشدني كيف أربط ثلاثة عيدان خيزران أو قصب من منتصفها بخيط إلى أطرافها، ثم أخيطها بنايلون عادة اختاره بزينة معينة كعلم الاردن مثلا ، وبعد ذلك أصنع الميزان وهو الأمر الصعب في كل العملية لأنه يضبط اتزان الطائرة من خلال خيط يتحكم بقيادتها وتحريكها .
ويحرص سليمان بخبرته على إبعاد طائرته حتى لا تشتبك مع طائرات أصدقائه، فتسقط أرضا، وهي الهزيمة التي تحكم عليهم بالخروج من ساحة اللعب ، ويقول اطلق لطائرتك لتعانق عنان السماء من خلال اعطاءها زيادة من الخيط وكل ما كان الخيط أطول فانها ترتفع اكثر وهكذا تتم المسابقات والتحليق عاليا .

Share and Enjoy !

Shares