7.1 C
عمّان
الثلاثاء, 26 نوفمبر 2024, 1:32
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

وزارة الامن الغذائي ودمج الزراعة مع المياه

في الستينيات من القرن الماضي ، ظهر مفهوم او مصطلح الامن الغذائي ويعبرعن قدرة الدولة على توفير متطلبات الافراد من السلع الغذائية ، خلال فترات زمنية قصيرة ومحددة ، وخاصة في الظروف الاستثنائية الطارئة والحروب وغيرها .
لقد نجحت بعض دول العالم في هذا النهج واخفقت اخرى ، النجاح تحقق من خلال الاهتمام بالزراعة لما تشكله من الاساس للامن الغذائي لاي بلد ،وفي الوطن العربي كان هناك محاولات للتكامل الاقتصادي لتحقيق هذا الهدف ، لكن هذا لم ينجح لاسباب عديدة ، منها عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول والتفاوت في الامكانات بين الدول ، ومعيقات تتعلق بالتغير المناخي والوضع المائي والايدي العاملة وتوفر الاراضي الزراعية والتكنولوجيا الزراعية الحديثة وغيرها .
في الاردن تراجعت الزراعة لاهمال الحكومات المتعاقبة ،لهذا القطاع وعدم قدرتها على ايجاد حلول لما يعاني منه المزارع الاردني ، ولم توجه الجامعات وهندسة الجينات ، لتحسين البذور وتطوير التكنولوجيا الزراعية وتقديم دراسات للاراضي التي ممكن زراعتها ونوعية المحاصيل التي يمكن ان تزرع ، ومواسم زراعتها ،
وعندما نتحدث عن الزراعة نتحدث عن الانتاج النباتي والحيواني ايضا .
جلالة الملك حفظه الله ، وجه الحكومة مؤخرا للاهتمام بالزراعة ، حيث ان جلالتة يسبق الجميع في تقديم الرؤى الثاقبة خدمة” للمواطن الاردني ، وحفاظا” على الامن الغذائي للمملكة ، ودعم المستثمرين والعاملين في هذا القطاع الحيوي الهام .
ان دمج وزارتي المياه والزراعة تحت مضلة واحدة ، يحقق اولى خطوات العمل المؤسسي لتحقيق عديد من الاهداف لتخطيط المشترك ووضع الخطط الاستراتيجية المتوسطة والبعيدة المدى ، فكيف تكون المياة منفصلة عن الزراعة وكيف يكون اهداف المياة اقامة السدود والحفائر المائية في الاماكن التي يمكن الاستفادة منها للزراعة وتعزيززيادة المياه الجوفية وتوزيعها على المزارعين .
للاسف ولا اعم لكن في الاغلب في وزارة الزراعة ، اصبح دورالمهندسين الزراعيين الوظيفة المكتبية الادارية ، فهم بيوت خبرة يجب ان يستفاد من خبراتهم وطاقاتهم وفي وجود هذه الخبرات ، استغرب ان لا يكون هناك شراكة حقيقية بين وزارة الزراعة والقطاع الخاص ، فكيف لا يكون هناك معاصر للزيتون ومشاتل لانتاج الانواع المحسنة والمطورة من البذور والاشتال ، لماذا لا يكون هناك مصانع لمشتقات الحليب من الاصناف غير التقليدية ، لماذا لا يكون لديهم محاجر ومزارع لتسمين الخراف والتي تحظى بطلب شديد من بعض دول الجوار ، وخاصة ان
اخيرا اعتقد ان ما يتم التصريح به دائما” ، ان الاردن من افقر بلدان العالم بالمياه ، لا يتعدى كونه تصريحات ، خاصة اننا في بقعة يتم حفر ابار بها نجد مياه جوفية في كل مناطق المملكة ، هذا عداك من الامطار الغزيرة التي ينعم بها الله علينا في كل موسم .
فلا بد من وقفة لانقاذ الزراعة في الاردن ، لانها عصب الاقتصاد وتحقق الامن الغذائي المنشود ، وتترجم توجيهات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم للحكومة للاهتمام بهذا القطاع .

• الدكتور احمد علي عليمات
• رئيس مجلس محافظة الزرقاء
• باحث في علم النبات / مؤلف كتاب النباتات الطبية في الاردن

Share and Enjoy !

Shares