7.1 C
عمّان
الأربعاء, 27 نوفمبر 2024, 0:38
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

انتخابات بلا مناسف .. ما عقوبة المخالف وكيف ستؤثر على المجلس؟

لا مناسف ولا كنافة في المقرات الانتخابية، هذا اكثر ما يشغل مرتادي المقرات قبيل الانتخابات، فهم يدركون أنهم لا يستفيدون من نوابهم طيلة اربع سنوات قادمة سوى هذه الايام، وذلك بحسب خبرتهم الطويلة..

الهيئة المستقلة للانتخاب قالت لـ عمون إن الحظر لا يقتصر على المنسف والكنافة، بل يشمل كافة الاطعمة فهي ممنوعة داخل المقرات الانتخابية وضمن الحملات الترويجية للمترشحين.

اما عن السيطرة على هذا الحظر بين الناطق باسم الهيئة جهاد المومني أنها ستتخذ اجراءات بحق كل من يخالف تعليمات المقرات الانتخابية بتقديم الاطعمة او المشروبات.

وبين أن هذه الاجراءات قد تصل الى حد العقوبات، لكن ليس الهيئة من يقررها بل القضاء، ففي حال عدم التزام المترشح بالاجراءات المتسلسلة التي ستتخذها الهيئة بدءا من التنبيه والتحذير ومحاولات الاقناع، ستقوم بإحالته الى النائب العام.

وأكد المومني أن العقوبات قد تصل الى حد اغلاق المقرات الانتخابية للمترشح بحسب القرارات القضائية، لكنها بالتأكيد لن تصل الى حد الغاء ترشح المخالف لان ذلك لن يتم الا في حال عدم موافاة المترشح للشروط المنصوص عليها بقانون الانتخاب.

كيف سيؤثر قرار الحظر على نتيجة الانتخابات؟

الباحث والمؤرخ بكر خازر المجالي يرى أن قرار الحظر هذا سيخفض فاتورة الترشح بنسبة 60% تقريبا، وبالتالي سيشجع كل من لديه النية للترشح ويشعر بالتردد على الاقدام فورا للترشيح.

ويقول المجالي إن تـأثيرا كبيرا سيفرض نفسه على الانتخابات المقبلة يتمثل بزيادة عدد المترشحين بنسبة كبيرة جدا.

من جهته النائب خالد الفناطسة قال لـ عمون إن قرار الهيئة حظر المناسف والكنافة في المقرات الانتخابية يحقق العدالة بين المترشحين سواء كانوا من الاغنياء او الفقراء، فيكونوا امام الناخب سواء لا يقدم أحدهم مناسف اكثر من الاخر، فيكون المقياس بالخدمة الحقيقية المقدمة للمجتمع والوطن.

وأكد الفناطسة أن القرار يخفض من قيمة الحملة الانتخابية للمترشحين بين 30 الى 40%، قائلا: “هذه الارقام عن تجربة”.

واشار الى أن تخفيض هذه الكلفة يشجع الكثير ممن يتطلعون للوصول الى قبة البرلمان على الترشح للانتخابات القادمة فليس الجميع يملك تكلفة الحملة الانتخابية التي تكلف في حدها الادنى 200 ألف دينار بحسب الفناطسة.

وبين أن هذا القرار يدعم ترشح الشباب للمشاركة في الانتخابات القادمة وبالتالي فرز ممثلين جدد للمواطنين من فئة الشباب الذين لا يملكون تكاليف الحملات الانتخابية المرتفعة.

ومن الناحية الصحية أكد الفناطسة على أن القرار صائب 100% ويحظى بالتأييد في ظل الوضع الوبائي القائم في العالم، فهو يحقق الحماية للمواطنين من فيروس كورونا.

واشار إلى أنه على المواطن ان يعطي صوته بالحق بعيدا عن المنسف والكنافة.

النائب صالح العرموطي أيد قرار منع المناسف والكنافة من جهة فيما انتقد قرارات عديدة للهيئة من جهة اخرى، مؤكدا أنه لم يقدم في يوم ما المناسف بمقراته الانتخابية.

وقال العرموطي إن المواطن بات يميز بين الغث والسمين، ولذلك لم ينجح المال السياسي في كثير من الدوائر الانتخابية، بينما نجح من هو قريب من الشارع.

وأكد أن هذا القرار سينعكس ايجابيا على نتيجة الانتخابات وسيقلص من المال السياسي المستخدم في الانتخابات، وبالتالي افراز مجلس نيابي أقرب إلى الشارع، كما أنه يخفض من كلفة الانتخابات.

ووصف العرموطي تقديم الاطعمة في المقرات الانتخابية بأنه تدخل للمال السياسي، وبالتالي المبدأ مرفوض كقاعدة عامة.

وفي ذات السياق قال العرموطي منتقدا إن كافة التعليمات الصادرة عن الهيئة المستقلة للانتخاب ستؤثر على نتيجة الانتخابات، وتشكل تضييقا على المقرات الانتخابية، ومنها منع حضور عدد كبير الى المقر الانتخابي.

الباحث في علم الاجتماع الأستاذ الدكتور حسين الخزاعي يرى أن في هذا القرار تغيير للنمط الذي كانت تمارس عليه الانتخابات والاستعداد لها من قبل المترشحين.

وأكد الخزاعي لـ عمون أن 85% من المجتمع الأردني سيتقبل قرار عدم وجود المناسف والكنافة في المقار الانتخابية بكل رحابة صدر، وذلك لانهم مقتنعون بدرجة كبيرة في خطورة كورونا وان الاجراءات المتخذة لمصلحتهم.

وبين أن قرار الهيئة يصب في مصلحة الانتخابات بشكل عام ليس في الجانب الصحي فقط، مشيرا الى أن كثير من الناخبين كانوا يرتادون عدة مقار انتخابية بقصد الطعام وليس المترشح، وهذه الامور كانت وسيلة لاستمالة الناخبين ومحاولة دفعهم للانتخاب.

واشار الخزاعي إلى أن هذه الاستمالة لا تفضي الى مزيد من الاحترام للمواطن والناخب، اضافة الى أن قرار الالغاء يخفيض الكلف ويفسح المجال لاجراء انتخابات في ظروف صحية دون الحاق الضرر باحد.

وقال الخزاعي إن هذه الخطوة ستؤثر ليس فقط على نتيجة الانتخابات، بل وطريقة الانتخاب وتفكير المواطن بالانتخاب، لان الناخب سيذهب بمحض ارادته الى المقر الذي يريد وليس لوجود دوافع آنية يستفاد منها.

Share and Enjoy !

Shares