قال جلالة الملك عبدالله الثاني، إنّ الأردن مستعدٌ للقيام بدوره، عبر توفير نقطة انطلاق ومركز لوجستي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية إلى لبنان.
ووجه الملك، خلال كلمة في المؤتمر الدولي حول تقديم المساعدة والدعم لبيروت والشعب اللبناني، التحية للشعب اللبنانيّ الشقيق، وقدّم التعازي الحارة للذين فقدوا أحبتهم في هذا الانفجار المأساوي، داعيا الله أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.
وتابع أنه “على المدى الطويل، وبالعمل مع شركاء دوليين آخرين، فإنّ الأردن مستعدٌ لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز المخزون الغذائي الاستراتيجي في لبنان، بالإضافة إلى دعم قطاع الطاقة والنظام المالي، فضلاً عن قطاع الأعمال والشركات”.
وأضاف أنه “بالنسبة لأولئك الذين نجوا بإصاباتٍ طفيفةٍ، فإنّ حجم هذه المأساة لا يوصف، إذ وجد قرابة 300 ألف شخصٍ في بيروت أنفسهم فجأةً بلا مأوىً، وانقلبت حياتهم رأساً على عقبٍ خلال بضع دقائق، وهم مازالوا في خضم مواجهتهم لوباءٍ عالميٍ وأزمةٍ اقتصادية”.
وتابع الملك “لقد أدركنا جميعاً أنّ علينا العمل لدعم وإسناد لبنان، وأشكر صديقي العزيزين الرئيس ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة على تنظيم هذا المؤتمر في وقتٍ قصير.
وقال إن “المحنة التي يمر بها لبنان هي محنتنا جميعاً، فهي تؤثر على بلداننا أيضاً، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي”.
وأضاف أن “أن الأردن بدأ بإرسال مساعدات طبية، ومستشفى ميداني، ومواد إغاثية أخرى، وسيقوم قريباً بإرسال فرق إنقاذ إضافيةٍ، وإمداداتٍ غذائيةٍ وطبيةٍ لتقديم المساعدة على المدى القصير”.
وتابع أن وزير الخارجية الأردني سيكون في بيروت هذا الأسبوع، ليتابع في الميدان كيفية مساهمة الأردن في تكامل جهود الإغاثة”.
وأضاف الملك أنه “كما شهدنا في الجائحة العالمية، فإنّ الأزمة اللبنانية، بكامل أبعادها، تبيّن لنا أنّنا جميعاً معرضون للخطر، إن لم نعمل مع بعضنا لنتخطى المصاعب، ولا بدّ أن يستند طريقنا نحو الأمام إلى إعادة ضبط العولمة، التي تتطلب تكاملاً أفضل في مواردنا، وتفضي إلى تآزرٍ وازدهارٍ عالميين”.
واختتم الملك قائلا “لطالما كان لبنان، على مدى تاريخه، منارةً للثقافة العربية والتعددية والتنوير، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا للحفاظ على هذا الإرث، ودعم الشعب اللبناني الشقيق الصامد للتغلب على هذه الفاجعة”.