17.1 C
عمّان
الإثنين, 23 ديسمبر 2024, 18:54
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الرزاز يتحدث عن الموجة الثانية لكورونا في الاردن

يتحدث رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في كلمته الأسبوعية بعد قليل عن جملة من القضايا المحلية أبرزها إجراءات الحكومة للتعامل مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى الاستثمار في قطاعي الزراعة والثروة المعدنية\

تحدث رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في كلمته الأسبوعية عن جملة من القضايا المحلية أبرزها إجراءات الحكومة للتعامل مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى الاستثمار في قطاعي الزراعة والثروة المعدنية.

وفيما يلي كلمة الرزاز:

سوف أبدأ بموضوع يؤرق المواطن الأردني اليوم وهو الموجة الثانية من جائحة الكورونا التي تجتاح العالم. كافة دول العالم اليوم تواجه الموجة الثانية من الجائحة ووتيرة الإصابات أعلى بكثير مما كانت عليه سابقا

في الأشهر الست الأولى كان عدد الإصابات في العالم 10 ملايين، وفي الأسابيع الست الأخيرة لوحدها تضاعف العدد الى ما يزيد عن 20 مليون. منظمة الصحة العالمية ترجح أننا لن نتخلص من الجائحة قبل عامين من الان

حتى الدول التي لم تشهد إصابات تذكر في الأشهر الأربعة الأولى تنتشر فيها العدوى ويرتفع عدد الإصابات، الا أننا في (الأردن) بوضع أفضل بكثير من غالبية دول العالم في التصدي للفيروس
علينا أن ندرك بأننا نخوض نزالاً طويل الأمد. وأن نعدّ أنفسنا لمواجهة أثار صحية واجتماعية واقتصادية تتطلب الصبر والجلد والمثابرة والتكافل في مواجهة هذا الخصم الشرس بل أننا عملنا سوياً ويد بيد متضامنين متكافلين لا نقبل الهزيمة، ومصمّمون على النجاح، نعنى بالجميع، نتخذ إجراءاتنا مبكرا، نجتهد، نخطئ ونصيب، ونصحح الخطأ ونمضي قدما

ما ساعدنا على الحد من انتشار الفايروس حتى الان ليس أننا نمتلك الحل السحري أو معصومون عن الخطأ لا سمح الله.

وأدركنا جميعاً أن حصول المواطن على المعلومة الدقيقة وفهمه للمخاطر يسهم في زيادة وعيه بإجراءات الوقاية، وهو شرط أساسي للنجاح. وهنا لم تأل الحكومة جهداً في نشر جميع المعلومات المتعلقة بالإصابات وأماكنها وشرح أهمية لبس الكمامة والتباعد وغيرها من إجراءات السلامة

الرزاز: يبقى الشرط الآخر للنجاح هو الالتزام الكامل بالإجراءات ومساهمة مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين انفسهم في نشر الوعي حول أهمية التزام الجميع. ورأينا أمثلة رائعة من مؤسساتنا وشبابنا وحتى مصابينا لنشر الوعي والالتزام

نقدم التحية لكل من التزم عن حرص ووعي وفهم للمخاطر و لمن لم يلتزم نقول، من حق الإنسان أن يصدّق أو لا يصدّق أي شيء، فقناعات الإنسان حقه ولا يستطيع أي شخص فرض قناعات أخرى عليه؛ لكن ليس من حق الإنسان أن يتصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر، أكان عن قناعة، أو مجرد تراخٍ في الالتزام

اليوم وفي مواجهة الموجة الجديدة من الجائحة، سننجح معاً إن شاء الله، كما نجحنا في الموجة الأولى

في الأيام الأخيرة، أغلقنا حدود جابر مؤقتاً لضمان سلامة الإجراءات، كما أتخذنا إجراءات في معبر العمري تضمنت تنقلات وإعادة النظر بآليات العمل جميعها

اضطررنا لعزل لواء الرمثا والنتائج بدت مطمئنة والحمد لله، وفي حال استمرار الوضع بالتحسن سنقوم بفك عزل اللواء اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل

نراقب بعض البؤر في العاصمة عن كثب، ونستمر في زيادة عدد فرق التقصي الوبائي التي تضاعفت من 25 الى 95 في الأسابيع الأخيرة وفي فحوصاتها الموجهة للبؤر المحتملة والفحص العشوائي لاستباق تفشي العدوى

اليوم نحن مستعدون أكثر، فبرعاية وتوجيهات سيدنا، افتتحنا عدة مراكز صحية ومستشفيات، طوّرنا على المستشفيات السابقة، كما قمنا بزيادة أسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس

مرة أخرى أدعو جميع اخواني واخواتي لتحميل تطبيق أمان الذي طور بأيادي متطوعين أردنيين يحفظ الخصوصية وينبه مخالطي المصابين لاجراء اللازم لكسر سلسلة العدوى بشكل سريع

للحد من الأثر الاجتماعي والاقتصادي نتدرج في آلية الحظر على مستوى الحي أو اللواء أو المحافظة ولن نتوانى عن أي إجراء من شأنه حماية مواطنينا

بدء العام بموعده في 9/1 وفي ضوء تطورات الوضع الوبائي سيكون هناك مجموعة بدائل جاهزة تعتمد على مستوى الخطورة فحسب المنطقة بعض المدارس الحكومية والخاصة ستداوم كالمعتاد مع الالتزام بالمتطلبات الصحية بعضها بشكل جزئي والاقلية في الأماكن التي يتم عزلها، سيكون التعلم فيها عن بعد ووجهت معالي وزير التربية والتعليم بعقد مؤتمر صحفي يشرح فيه تفاصيل الاجراءات الصحية المطلوبة

كما وجهت وزير التربية والتعليم أيضا بفتح باب التسجيل ومعادلة الشهادات لأبنائهم في المدارس حتى قبل عودتهم من خلال الرابط الخاص في وزارة التربية والتعليم

الرزاز: بالنسبة لأبنائنا المغتربين العائدين لأرض الوطن، فالعملية مستمرة، ففي هذا الأسبوع وجهت وزيرة السياحة لرفع عدد الغرف الفندقية المتاحة لاستقبال عدد أكبر من أبنائنا المغتربين.

أنتقل الآن من مجابهة التحديات الآنية إلى الجانب الاستراتيجي والاستفادة من الفرص المتاحة التي ستسهم بشكل مباشر في زيادة منعتنا وفي تعافي اقتصادنا الوطني من خلال إصلاحات جذرية في قطاعات هامة كالزراعة والتعدين

أبدأ بقطاع الزراعة، حيث أن لهذا القطاع مكانة خاصة في وجدان الأردنيين، ناهيك عن أنه يحقق أمننا الغذائي وحمى الأردن بمنتجات الفواكة والخضار الطازجة والدواجن واللحوم والألبان خلال الأزمة (كورونا)، وساهم في الإنتاج والتنمية في المناطق الريفية البعيدة عن المدن

: لقد عملت وزارة الزراعة على مدى الأشهر الماضية، وبالتعاون مع جميع شركاء القطاع من القطاع الخاص والاتحادات والغرف والنقابات والجمعيات المعنية، على تطوير الإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية

الاستراتيجية تتضمن خطة متكاملة تهدف إلى الارتقاء بهذا القطاع من الزراعة التقليدية إلى الصناعة الزراعية التي تتضمن تنمية الحراج والمراعي والعمل مع التعاونيات لمساعدة صغار المزارعين على الاستفادة من كافة التقنيات

وعلى مدى هذا الأسبوع سيقدم معالي وزير الزراعة المعالم الرئيسية للإستراتيجية والمشاريع التي بدأنا بتنفيذها على أرض الواقع وببرنامج زمني واضح

: تم زيادة الخدمات المتاحة لكبار المزارعين بما فيها إستخدام التكنولوجيا والتركيز على المحاصيل الإستراتيجية وتطوير سلسلة الإنتاج والتسويق والتصنيع الزراعي والتصدير الى الخارج.

أما قطاع التعدين، فلم يحظى هذا القطاع بالعناية التي يستحقها منذ سنوات طويلة، بالرغم من أن حوالي 20 بالمئة من صادراتنا هي من هذا القطاع والإمكانيات فيه هائلة

: ولهذا قامت وزارة الطاقة والثروة المعدنية بإعداد مسح شامل قامت به كوارد وطنية متخصصة تحدد نوعية وأماكن تواجد الثروات المعدنية المختلفة في انحاء المملكة مما سيفتح المجال ضمن اسس واضحة وشفافة للاستثمار فيها

كما وافق مجلس الوزراء على نظام “مشاريع إستغلال البترول والصخر الزيتي والفحم الحجري والمعادن الإستراتيجية” الذي يهدف الى تحفيز الإستثمار وفق أسس ومبادئ تقوم على الشفافية والوضوح

ستقوم هيئة الاستثمار بالبدء في هذا الاسبوع بالتعاون مع الوزارة بتسويق هذه الفرص الاستثمارية للثروات المعدنية، مما سيتيح استحداث فرص عمل للشباب الأردنيين في محافظات عديدة

الامتحان الحقيقي للدول والشعوب يكون في الشدائد، ونحن لها. قد نواجه ظروفاً تكون الخيارات فيها صعبة، وخيارات أحلاها مر. ولكن كل مر سيمر، وسوف يمر بمشيئة الله، لكن ليس بالتمني، ولكن بإرادة وعزم وتصميم الأردنيين جميعا بقيادة وتوجيهات سيدنا أطال الله في عمره

Share and Enjoy !

Shares