الدوحه
شهد نجوم العلوم، البرنامج الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار حضوراً متميزاً وأداءً متفوقاً لثمانية مشاركين ضمنوا الانتقال إلى مراحل تطوير المنتج، والتنافس على لقب أفضل مخترع عربي، وعززوا فرصتهم لتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية.
قال البروفيسور عبد الحميد الزهيري، عضو لجنة تحكيم نجوم العلوم: “لم يكن اختيار المتنافسين سهلاً، فقد وجب عليهم إثبات إمكانياتهم من حيث تميز الأفكار وأسلوب عرضها أمام اللجنة، ليكونوا مثالاً عن خيرة الشباب العربي في مجال الابتكار. وينتمي المشاركون في هذا الموسم إلى حقول علمية مختلفة، مما أثمر عن تقديم أفكار متنوعة ومبتكرة للغاية”.
من بين الابتكارات الثمانية التي تتنافس في هذا الموسم، ابتكارين اثنين، يركزان على الرعاية الصحية، حيث انضم إلى المسابقة الكويتي محمد المقهوي، المتخصص بعلاج اللثة، باختراعه فرشاة الأسنان الروبوتية التي تستخدم قطعة على شكل (U) والمصممة لزيادة فعالية عملية تنظيف الأسنان، ولا سيما لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وأيضاً من الكويت، تشارك المهندسة سارة أبو رجيب بجهاز الماسح الضوئي لرضوض الأطراف، الذي يمكن حمله باليد ويستخدم الأشعة تحت الحمراء القريبة للكشف عن كسور العظام أو التشوهات في جسم الإنسان.
من لبنان، يشارك وضاح ملاعب، مهندس الطب الحيوي في مجال الأبحاث الطبية، من خلال ابتكاره المتخصص بالتنمية المخبرية للخلايا الحيوية. بالاعتماد على تقنية رقاقات نمو الأعضاء، يقدم هذا الاختراع بيئة مناسبة لنمو الخلايا كما لو كانت داخل جسم الإنسان، مما يتيح إمكانية اختبار الأدوية بمستوى من الدقّة لم يكن معهوداً من قبل.
ويأتي أمن المعلومات محوراً لتركيز مشروعين هذا العام، حيث وصل عزام علون، اللبناني الحاصل على شهادة الدكتوراه في التعلم الآلي، إلى التصفيات عبر اختراعه الذي يركز على البعد الحركي الشخصي لأمن المعلومات، وهو برنامج متطور يعزز أمن الهواتف المحمولة من خلال تذكر أنماط الكتابة الخطية الشخصية للمستخدم.
أما مهندسة الكمبيوتر القطرية إيمان الحمد، فسوف تدخل ورشة عمل نجوم العلوم بتطبيق لخصوصية المعلومات، يكشف عن عمليات الاحتيال على الهاتف من خلال تقنيات التعرف على الصوت وكتابة النصوص بالصوت والذي يدعم اللغة العربية.
لقطاع التعليم حضوره في المنافسة أيضاً، حيث أبدت لجنة التحكيم إعجابها بابتكار مهندس أنظمة السيارات المصري أحمد فتح الله المتمثل بمنصة تعليمية للأطفال باستخدام مجموعة من المكعبات الإلكترونية المغطاة بالشاشات. تقدم هذه المكعبات باقة من الألعاب التفاعلية باللغتين العربية والإنجليزية مع التركيز على العنصر التعليمي والنفسي.
يسعى اثنان من المخترعين الثمانية عبر ابتكاراتهم إلى إنقاذ حياة الناس في المواقف الصعبة. حيث انضم طالب الهندسة والمتطوع في فرق الاستجابة الأولى الفلسطيني جمال شختور إلى المنافسة عبر اختراع حقيبة الإنقاذ بقناعين للإسعاف. تمثل الحقيبة نظاماً محمولاً ومتنقلاً لتنقية الهواء بهدف مساعدة فرق الاستجابة الأولى على حماية أنفسهم والآخرين في المواقف الخطرة. وبدوره يشارك المهندس الميكانيكي الأردني عثمان أبو لبن بالمسند الآلي لسلامة الرأس في السيارة، الذي يحمي السائقين والراكبين على حد سواء من اصابات الرقبة الناتجة عن حوادث السيارات عبر التعديل الأوتوماتيكي لموقع المسند لكي يكون بمثابة حاجز أمان للرأس.
خلال الحلقات الأربع المقبلة المخصصة لإعداد النماذج الأولية واختبارها، سيتوجب على المتنافسين إثبات صوابية ومدى جدوى أفكارهم أمام لجنة التحكيم والخبراء وجمهور البرنامج، وصولاً إلى المرحلة النهائية التي تقدم لهم فرصة استثنائية للفوز بجائزة نقدية مشتركة تصل قيمتها إلى 600 ألف دولار أمريكي لتمويل المشاريع.
يمكن للمشاهدين متابعة منافسات المخترعين الثمانية عبر ثماني قنوات في المنطقة، أو عبر الإنترنت. من خلال البرنامج الذي يعدّ جزءًا من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ومبادرة ضمن جهود البحث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، سيتعرف الجمهور عبر هذه الحلقات على دور التعاون واتباع أفضل الممارسات العلمية في توفير تقنيات سبّاقة وتفاصيلها قبل أن تصبح منتجات متوفرة في السوق.