10.1 C
عمّان
الثلاثاء, 26 نوفمبر 2024, 19:22
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

رسالة مؤثرة من طبيب يتعامل مع مرضى كورونا

وجه أحد الاطباء العاملين في الخدمات الطبية الملكية رسالة مؤثرة حول حيثيات تعامله مع مرضى كورونا .

وقال الطبيب في رسالته ” الساعة تشير إلى الثانية و النصف صباحا .. للتو انتهيت من وضع مريض آخر على جهاز التنفس الاصطناعي واضاف ” “ما زلت بلباسي الرسمي …. الحذاء أصبح جزءا من قدمي بعد أن لبسته صباح اليوم … يداي حتى الاكواع بهما احمرار و تهيج جلدي و تقشب من كثرة استعمال المطهرات و غسيل اليدين …. جسدي كله ينبض مع نبضات القلب من التعب ….. رأسي يكاد ينفجر من الصداع … و قواي تكاد تنفذ ….”

واكمل الطبيب في رسالته ” “ملابسي تفوح منها رائحة العرق من طول لبس ملابس الوقاية التي تشبه غرفة الساونا المتنقلة …. كل هذا لا يتعبني …. ما يتعبني أننا في حرب شعواء …حرب مع عدو نعرفه و لا نراه ….في ساحة المعركة لا تجد إلا نحن و الضحايا فقط …أما العدو فهو غير مرئي ….” .

واضاف ” ” هذا الفيروس يرسل سهامه المسمومة فلا نراها …. ليت جراحنا تكون من رصاص أو شظايا … و ليت القتال كان بالسيف و السلاح …. جراحنا من قهر تترك ندوبا في القلب يطول شفاؤها و يطول نزيفها …. واجهنا الموت كثيرا في حياتنا المهنية ..غلبناه تارة و غلبنا تارة لكن لأول مرة يواجهنا غدرا و بغتة و بهذه الوحشية …. نواجهه بأجهزة التنفس الاصطناعي و ملابس الوقاية … حتى المضادات الحيوية احس انها ستعلن استسلامها قريبا …. !” .

وقال الطبيب ” “هذا الوباء يحاربنا بسهام موجهة إلى القلوب لا نراها لكنها تؤلمنا … فإلى متى سيبقى ينال من قلوبنا ؟؟!!! ما يحزنني أكثر … من ينّظر و يقول (أنها مؤامرة ) … او يقول (انت مصدق في كورونا ؟) …. أي جهل هذا الذي استفحل في مجتمعنا ؟!” .

وانهى حديثه ” “قبل يومين اتصلت بي نشمية …( هل يسمح دكتور وقتك أن تطمئنني على والدي ؟ ) صمتّ برهة فلم ادري ما اقول …. للتو انتهيت من إنعاش قلب والدها الذي أعلن استسلامه أمام الوباء ” .

Share and Enjoy !

Shares