17.1 C
عمّان
الأحد, 24 نوفمبر 2024, 0:58
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

إلى أين سترسلنا الرقمية؟

حَيَاتنَا أصْبَحَت رقمية بامتياز، بعْد أن تشبعنا بمنتجاتها وتطبيقاتها، وكل ما يخصها، فَمَنْ يُمْكِنُ اليَوْم أن نُطْلِق عَلَيْهِ لقبًا آخر غير الرقمية؟ الَّتِي اجتاحت حَيَاتنَا بِسُرْعَة قياسية، وبِشَكْل غير متوقع أبدًا.
الـمَقْصُوُد بالرقمية هُنا الاعتماد عَلَى أي منتج، أوْ تَطْبِيق، أوْ شَيء يعتمد عَلَى التزاوج ما بَيْنَ الإنترنت وَوَسَائل الإعلام، مِمَّا أدَّى إلى نشوء الإعلام الرقمي بكافة فروعه، وتكويناته الَّتِي أثرت عَلَى أفكارنا، وَطَرِيقَة حَيَاتنَا، وتوجهاتنا.
لَمْ تقتصر الرقمية عَلَى الإعلام، فكل شَيء فِي حَيَاتنَا يعتمد عَلَيْهَا بِشَكْل أوْ بآخر، فإذا أخذنا التدريب كمثال، نلاحظ أن دخل هَذَا العالم من خِلال توفير منصات، وشبكات بث مُبَاشِر تجعلك قَادِرًا عَلَى أخذ دَوْرَة عَن بعْد، وَفِي الطب مثلًا، وَرَغْم أن عَمَلِيَّة التواصل بَيْنَ الأطباء، والمستشفيات تتم عَن بعْد من خِلال دوائر اتصال، وَلَكِنَّهَا أصْبَحَت اليَوْم أسهل، وأرخص، وَيُمْكِنُ أن يَقُوُم بِهَا أي طَبيب بتكاليف لا تذكر.
كانَ يفترض أن يَكُون الحَاسُوُب، والإنترنت نُخْبويًا، بمعنى أنه لا يَسْتَطِيع التَعَامُل مَعهُ سوى النخبة المتعلمة المدربة تدريباً جَيِّدًا، وأن يَكُون مُكْلِفًا، وَمُعَقَّدًا، وَلَكِن ما حَصَلَ لَمْ يَكُنْ بالحسبان، فَجْأةً استيقظنا لنجد تَكَالِيف الحواسيب، والأجهزة المتصلة بِهِ، وما يتعلق بالإنترنت تتهاوى، وتتناسب طَرديًا مَع مُرور الزمن، بمعنى أن أي جِهَاز ينـزل إلى السُّوق بسعر عالٍ ويَكُون موجه للنخبة، وَخِلال وَقْت قصير قَدْ لا يتجاوز الأشهر يُصبح مُتاحًا لِلجَميعِ بسعر مُنَاسِب.
وَدُخُول الحَاسُوُب عصر النوافذ الَّتِي سهلت دُخُول أي إنسان إلَيْهِ، واستعمال الماوس من أجل الضغط عَلَى أي أيقونة لإعطاء الحَاسُوُب الأوامر بدلًا من الاكواد الصعبة عَلَى الإنسان العادي، فرشت الأرضية الـمَنَاسَبَة لِهذا التطور، وعامل آخر ساهم بجعل الإنترنت والرقمية شعبية هُوَ المرونة الَّتِي تتمتع بِهَا الشَّرِكَة القائمة عَلَى هَذِهِ المشاريع، فَهِي شبابية بامتياز، وتؤمن بالتغيير الـمُسْتَمِرّ.
هَذِهِ الـمُرُونَة جعلت قادة هَذِهِ الشَّرِكَات ينفقون الـمَزِيد من الأموال عَلَى الأبحاث التطويرية، مِمَّا جعلت من هدف تخفيض التكلفة – بِسَبَب التنافس الشَّديد- فُرْصَة لجعل هَذِهِ التقنيات مُتوفِرة لكل النَّاس، إضافة إلى ذلِكَ فأن النهم لفتح أسواق جَديدَة، وتحول مفهوم الإنتاج من طرح سلع معمرة فِي الأسواق، إلى أخْرَى تعتمد عَلَى التغيير السريع، ساعد فِي ذلِكَ كثيرًا.
اعتقد أنه من الـمُبَكر الحَدِيِث إلى أين ستأخذنا الرقمية، لَكِن الثابت الوَحِيد أنه سيجعل التغير فِي حَيَاتنَا أكبر مِمَّا نتصور.

Mrajaby1971@gmail.com

Share and Enjoy !

Shares