إن أغلب الناس يعانون من مشكلة السمنة غير المبررة؛ أي أنهم يتناولون الطعام بشكل طبيعي جداً ويمارسون بعض الحركات الرياضية كالمشي الدائم إلا أن وزنهم في ازدياد.
وغالباً ما يكون مثل هؤلاء الأشخاص يعانون من مشاكل طبية وصحية بدون أن يعرفوا ذلك، وسنقدم الآن أهم المشاكل الصحية التي تسبب زيادة في الوزن بشكل غير مبرر ليتم معالجتها والتحكم بالوزن.
أولاً: مشاكل في الغدة الدرقية:
إن الخلل في الغدة الدرقية هو أول المشاكل المتوقعة، لأن مشاكل الغدة الدرقية تؤثر على الاستقلاب في الجسم. فعندما يقل انتاج الهرمونات في الغدة الدرقية يصبح الاستقلاب بطيء في الجسم وبالتالي تحدث السمنة بشكل كبير، وهذه الحالة تصيب الصغار والكبار بنفس النسبة إذ لا يهم العمر والجنس على الرغم من أنه شائع الحدوث عند النساء المسنات، وفي هذه الحالة يجب أن يتم أخذ هرمونات بديلة لمعالجة النقص في هرمون الغدة الدرقية.
ثانياً: أدوية السكري:
إن زيادة الوزن هي أحد الأعراض الرئيسية لتناول بعض الأدوية التي تخفض نسبة سكر الدم عند مرضى السكري، وفي هذه الحالة يجب أن يتم استشارة الطبيب لتغير الدواء واستبداله بآخر لا يحدث زيادة الوزن كعرض جانبي لاستعماله.
ثالثاً: التقدم بالعمر:
يصاب الإنسان عند التقدم بالعمر بانخفاض في كمية العضلات في جسمه وزيادة الدهون فيه بسبب قلة الحركة، كما ينخفض معدل الاستقلاب في الجسم وحرق الدهون في الجسم عند الإنسان المسن، ومن الممكن أن يتم تجنب زيادة الوزن عند الأشخاص المسنين إذا تم زيادة الحركة لديهم وممارسة الرياضة بشكل منتظم لتجنب خسارة العضلات في الجسم وبالتالي يتم المحافظة على الصحة والوزن معاً.
رابعاً: المعالجة بالستيروئيدات:
إن الستيروئيدات هي أدوية تستخدم لعلاج العديد من المشاكل الصحية مثل الربو والتهاب المفاصل، وإن الاستعمال المطول لمثل هذه الأدوية أو الجرعات العالية لهذه الأدوية يؤدي إلى زيادة في الوزن لأنها تزيد من الشهية بشكل ملحوظ وتؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم بالشهية والشبع.
لذلك يجب على المرضى الذين يأخذون مثل هذه الأدوية أن يعتنوا بنمطهم الغذائي كما يجب ألا يتم إيقاف تناول مثل هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب المختص.
خامساً: التوتر:
إن التوتر والاكتئاب والضغوطات هي من الأسباب الخفية التي تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل ملحوظ؛ لأنها تسبب زيادة في هرمونات التوتر في الجسم وتخزن الدهون في الجسم وبشكل خاص في البطن، كما أنها تؤدي إلى تناول الطعام عند الضيق.
لذلك يجب أن يتم التخفيف من التوتر والإرهاق والاكتئاب للسيطرة على الوزن، وهناك الكثير من التقنيات التي تسيطر على التوتر والاكتئاب مثل التنفس العميق واليوغا والتأمل والاسترخاء.
سادساً: التعب:
تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات في اليوم غالباً ما يكونوا معرضين لزيادة في أوزانهم بشكل أكبر من الأشخاص الذين ينامون بمعدل تسع ساعات يومياً. لم يتم معرفة السبب العلمي لذلك ولكن يعتقد العلماء أن الحرمان من النوم يخفض نسبة الليبتن في الجسم، وهو مادة كيميائية في الجسم مسؤولة عن الشبع ويرفع نسب الفارلين في الجسم وهو الهرمون الذي يحفز الاحساس بالجوع.
كما أن الإنسان عند التعب والإرهاق يميل لتناول الأطعمة المحتوية على سعرات حرارية كبيرة لمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية مما يزيد من الوزن.
لذلك ينصح الأطباء بأن بالنوم يومياً لمدة لا تقل عن ثمان ساعات ليلا للتحكم بالوزن.
سابعاً: احتباس السوائل:
إن احتباس السوائل يؤدي إلى تورم أجزاء في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة حجم مناطق في الجسم وبالتالي السمنة!
ومن الأمثلة على احتباس السوائل في الجسم التي تواجهنا جميعنا هي الوقوف المطول الذي يتسبب باحتباس السوائل في القدمين أو في الجسم عامة، وأيضا حالة احتباس السوائل التي تصيب الفتيات قبل موعد الدورة الشهرية؛ ويجب أن يتم استشارة الطبيب في حالات احتباس السوائل الشديدة لأنها قد تدل على مشاكل في الكلية.
ثامناً: تكيس المبايض عند النساء:
إن متلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة تصيب النساء وتؤثر على عمل المبايض لديهن، ومن أعراض متلازمة تكيس المبايض هي عدم انتظام الدورة الشهرية، الصعوبة في الحمل عند النساء، زيادة الشعر في جسم المرأة وزيادة الوزن أيضاً.
وإن السبب الرئيسي لحدوث تكيس المبايض غير معروف وغالباً ما يكون بسبب مشاكل الهرمونات في الجسم، ومنها زيادة الأنسولين في الجسم وهرمون التستستيرون.
وغالباً ما تعاني النساء المريضات بمتلازمة تكيس المبايض من تجمع الدهون حول منطقة البطن لديهن، كما أن زيادة الوزن بحد ذاتها تزيد من إنتاج الأنسولين في الجسم مما يتسبب بزيادة إضافية في الوزن.
لذلك يجب على المريضات المصابات بهذا المرض أن يقمن بإحداث تغيرات في النمط الغذائي لمحاولة التخفيف من الوزن كما يجب أن يقمن بممارسة الرياضة بصورة كافية، إضافة لأخذ الأدوية اللازمة لعلاج متلازمة تكيس المبايض.
تاسعاً: ملازمة كوشينغ:
إن متلازمة كوشينغ هي الأقل شيوعاً من الأسباب الطبية التي تؤثر على زيادة الوزن لأنها نادرة الحدوث. وهذه المتلازمة تحدث بسبب زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم، وهي تتطور بسبب الاستعمال المطول للأدوية الستيروئيدية أو قد تكون نتيجة لحدوث بعض الأورام، ومن أعراض هذه المتلازمة هي زيادة الوزن في منطقة الصدر والوجه والمعدة، لأن هرمون الكورتيزول يؤثر على تجمع الدهون في هذه المناطق في الجسم. ولعلاج هذه المتلازمة يجب أن يتم معرفة السبب لذلك وعلاجه والتوقف عن استعمال الستيروئيدات أو التقليل من جرعتها.
عاشراً: وجود كسل في الأمعاء:
إن بعض مشاكل الأمعاء مثل كسل الأمعاء من الممكن أن يتسبب بزيادة في الوزن!
فمن الطبيعي أن يتم تناول الطعام وبعدها بساعة من الزمن تحدث حركة في الأمعاء، ومع ذلك فإن من الطبيعي أن يحدث خروج للفضلات من الجسم مرتين يومياً.
لذلك يجب أن يتم تحسين حركة الأمعاء والتخلص من الإمساك لتجنب زيادة الوزن مثل شرب الماء بكثرة، الإكثار من تناول الألياف، ممارسة الرياضة بانتظام وإيقاف تناول الأدوية التي تسبب الإمساك.
إحدى عشر: فقدان الجسم لبعض المواد المغذية:
إن قلة فيتامين دي في الجسم أو الحديد أو المغنيزيوم تؤثر على الجهاز المناعي في الجسم، كما وتخفض مستويات الطاقة وتغير الاستقلاب في الجسم وبالتالي تسبب زيادة بالوزن.
وللتخلص من هذه المشكلة يجب أن يتم تعويض هذه المواد المغذية الناقصة في الجسم.
فمثلاً لزيادة نسب الحديد في الجسم يجب أن يتم تناول اللحوم الحمراء والسبانخ، ولزيادة نسبة المغنيزيوم في الجسم يجب أن يتم تناول اللوز، كما يجب أن يتم شرب الحليب بشكل كاف لتعويض النقص في فيتامين دي