في الكتابة احيانا الخاص يفتح على العام. ومن الصعب، بل من المستحيل حتما ان تنزع التجديل بينهما.واذا ما أراد الله ان يهلك قوما أمر مترفيها، ففسقوا وحق عليهم القول ودمرهم.
من وارد أخبار كورونا ان اثرياء اشتروا «ميني مستشفى»، وشيدوا قصورهم مزودة باجهزة التنفس والطوارئ، وجلبوا ممرضين وممرضات من بلاد العجم، وكوادر طبية مختصة.
فهل يحق للناس ان تشكو تردي الخدمات الطبية، والعجز والفاقة امام أبواب المستشفيات، وموتهم ومرضهم الحتمي المتحقق حكما لعجزهم وعدم قدرتهم على سداد فاتورة الطبابة والعلاج والدواء ؟!
حيال خبر المستشفيات الصغيرة والكلفة الباهظة للمستشفى الواحد، وما قد يضاف اليها من ضرائب وكلف تشغيل، فماذا يملك ان يقول فقير مريض قادم من الكرك والطفيلة والمفرق للعلاج في مستشفى الجامعة الاردنية او اي مستشفى خاص ؟!
وما ستقول حكومة البلاد التي صدرت المستشفيات للأردن، وغيرها من الدول الداعمة، والدولة المصدرة من الدول المانحة والداعمة للأردن في معركته ضد كورونا، وقدمت مبلغا سخيا.
ألم يأن بان تفجر كورونا السؤال عن حال الاردنيين. وندفع الى الأسطح بإجابات عن رجل يلبس الشماغ الأحمر وفتاة تبحث عن خبزها في حاوية الزبالة.
ونسأل هؤلاء المترفين عن احوال العباد وأهل البلد. فهل تصدقوا ان عائلة اردنية لم تذق الجاج منذ نصف عام؟ ولا تصدقوا ان أسرا تجمع من الملاحم والنتافات ارجل الدجاج، وليقيموا عليها وليمة لحفل وكرنفال لوليمة حساء من ارجل الجاج، ويجتمع حولها الأطفال فرحين في يوم الحظر الكبير « الجمعة «.
واذا ما بحثنا عن كورونا من القاع وركام المعاناة والظلم الاجتماعي والتهميش والفقر الملعون، فلن تجد البلاد طريقا للنجاة والخلاص والخروج من تداعي كورونا الاسود واللعين.