31، كانون الأول 2020
قد نأخذ بعين الاعتبار في بعض الأوقات عدم اهتمام عموم الناس وكافة شرائح المجتمع بالقدر الكافي في الشأن البيئي وقد نعذرهم لقلة اشراكهم من قبل المهتمين ذلك لان العديد ممن يعملون بالقطاع البيئي يعتبرونه قطاعا مختصا ذو فنيات عالية، ويعتبرونه حكرا لهم دون غيرهم متناسين ان هذا القطاع هو عماد المجتمعات السوية والممكنة والواعية ، وقد لمسنا في جمعية دبين من خلال تجاربنا المتميزة ببرامج الدعم البيئي الاجتماعي أهمية هذا القطاع للجميع للحد من نتائج تدهور البيئة وتأثيراتها المباشرة على حياة الانسان، ولكن حينما يأتي التصرف البيئي المجحف الظالم من مؤسسة علمية تدرِّس في كلياتها علوم البيئة لتنتج خبراء وكفاءات علمية تساهم في تحسين بيئة الأردن، وفي الوقت الذي نتوقع ونبني آمالنا على ان تكون المؤسسات العلمية الاكاديمية هي المبادِرة في العمل البيئي الصحيح، تأتي الأحداث عكس ذلك تماما بصورة مخيبة للآمال والتوقعات وعلى هيئة إعدام لأشجار تجاوز عمرها 40 عام، في جامعة اليرموك بحجة إقامة مشروع للطاقة الشمسية.
فإننا في جمعية دبين نرى مثل تلك التصرفات، هي تصرفات مجحفة وغير مبررة بأي شكل من الاشكال، بل هي تصرفات مسيئة لسمعة المؤسسات العلمية والأكاديمية، بينما تتيح علوم الهندسة والتصميمات المختلفة العديد من البدائل لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية -بعيدا عن الاضرار في البيئة- والتي هدفها الأساسي هو هدف بيئي، فان كل تكنولوجيا العالم لا تستطيع ان تعيد شجرة واحدة عمرها أكثر من 40 عام.
نحن نعتقد في دبين أن البدائل ان كانت على مستوى المساحات والأماكن لم تنتهي، وكان حريٌ بالجامعة توخي كل درجات الاحتياط إضافة الي عمل دراسات تقييم الأثر البيئي، والاستعانة بالأكاديميين المرموقين ضمن كوادرها ليكون هنالك حلول تتخذ على شكل دراسة حالة وان تكون معيارا وقدوة لغيرها في إطار الممارسات والعمل، وعلى رأسها دراسة إمكانية نقل الأشجار التي لا نحبذها ولكنها اضعف الممارسات الفضلى، وليس اللجوء لأكثر الانتهاكات البيئية والتي لا يمكن تعويضها ابدا وهو قطع الاشجار لتصبح حطبا بعد ان كانت جزء اصيل من المكان وارث حضاري للجامعة وجزء من ذاكرة المكان لأجيال من ابناء الاردنيين والدول العربية الشقيقة.
ان أكثر ما يفاقم المشكلة ويسيء الى كل شخص يحترم البيئة ويعي أهمية الأشجار، هو ان تركيب أنظمة الطاقة الشمسية يأتي بالأساس لتحول المنشأة الى منشأة صديقة للبيئة، ليتضح لنا السؤال الأهم: كيف من الممكن تحقيق هذا إذا كان حجر أساس المشروع هو إقامة مجزرة للأشجار في ذات المكان.
إننا في جمعية دبين للتنمية البيئية نقدم هذا البيان للتعبير عن موقفنا الرافض قطعيا، لمثل تلك التصرفات غير المسؤولة والتي من شأنها أن تنقل رسائل غير علمية للعامة عبر اهم الصروح العلمية في الأردن، ونعبر عن قلقنا ان بعض صناع القرار بحاجة الى إعادة ترتيب الاولويات في العمل وقبل التخطيط لأي مشروع بحيث تصبح البيئة والتأثير البيئي المحتمل، المحدد الأساسي لإقامة اي مشروع، وليس فقط النظر الى المنفعة الاقتصادية، وذلك ليس ترفا فكريا كما يعتقد البعض او فقط للمنظر الجمالي العام، بل لان الوضع البيئي العام من سيء الى اسوء وان أي تدهور في أي نظام بيئي مهما كان صغير قد يؤدي الى كوارث مستقبلا ويؤثر سلبيا على الانسان وحقوقه بشكل مباشر .
نأمل ان تضموا صوتكم الى صوتنا، وترفضوا هذه الممارسات التي أصبحت شائعة في ظل غياب حقيقي لمنظومة تشريعية قادرة على حماية الطبيعة والثروة الشجرية في كل بقاع الوطن.
فائق الاحترام..
جمعية دبين للتنمية البيئية.
الموضوع السابق