هناك شيء يجب ألا تفعله قبل النوم لأنه قد يؤثر على نومك وصحتك، فما هو؟ وما هي آثاره الأخرى على الجوانب المختلفة الأخرى من الصحة؟
سنتعرف على هذا الشيء، ولماذا علينا اجتنابه قبل النوم، ثم سننتقل إلى آثاره المتعددة على أجسامنا.
جواب سؤالنا الذي طرحناه في البداية هو: الضوء الأزرق الصادر عن الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية والأجهزة المحمولة واللوحية، فيجب علينا أن نتلافى التعرض للضوء الأزرق قبل النوم، لأنه قد يرتبط باضطرابات في النوم، وذلك وفقا لتقرير في موقع “هيلث دايجست” (Health Digest) للكاتبة لانا بارهوم.
وقد يحدث هذا الاضطراب في النوم بسبب إرسال الأجهزة الإلكترونية أطوالا موجية توهم العقل بأن الوقت نهار وليس ليلا.
ويعتقد بعض الخبراء أن التعرض للضوء الأزرق في المساء يعرقل دورة النوم ويثبط إفراز الميلاتونين، وهو هرمون طبيعي يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية.
وقد أجرى باحثون من جامعة هارفارد تجربة قارنوا فيها بين مجموعتين، تعرضت الأولى لضوء أزرق لمدة 6 ساعات ونصف الساعة، والثانية لضوء أخضر خلال مدة مماثلة، واكتشفوا أن الضوء الأزرق يثبط إفراز الميلاتونين ويؤثر على النوم والاستيقاظ بمقدار الضعف.
ما آثار الضوء الأزرق الأخرى على الصحة؟
وفي تقريرها تقول بارهوم إن الشمس تمثل المصدر الرئيسي للضوء الأزرق، كما أن الإنسان ابتكر مصادر أخرى تبعث هذا النوع من الضوء مثل أجهزة التلفزيون والهواتف الذكية ومصابيح الفلورسنت.
ورغم أن كمية الضوء الأزرق المنبعثة من هذه الأجهزة الإلكترونية لا تمثل سوى نسبة ضئيلة مما تبعثه الشمس فإن المشكلة الكبرى -وفقا للكاتبة- هي أننا نقضي وقتا طويلا أمام الأجهزة الحديثة، وهو ما يحذر منه الاختصاصيون ومن تأثيراته على سلامة العينين على المدى الطويل.
ووفقا لمعطيات علمية وأبحاث نقلتها الكاتبة في تقريرها عن دراسات ومواقع، فإن التعرض للضوء الأزرق قد يرتبط بالمشاكل التالية:
1- قصر النظر
وفقا للمجلة الدولية لطب العيون، تشير بعض الأدلة إلى أن الأطوال الموجية القصيرة من الضوء الأزرق يمكن أن تسبب إجهاد العين وقصر النظر.
لذلك من المهم -حسب الكاتبة- أن نراقب الأطفال جيدا، وأن نضع المرشحات الواقية من الضوء الأزرق على شاشات الحواسيب والأجهزة اللوحية، والحرص على إيقاف كل الأجهزة قبل الخلود إلى النوم.
2- زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
أظهرت دراسة نشرت في مجلة “آفاق الصحة البيئية” عام 2018 أن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الضوء الأزرق في الخارج ليلا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بمرة ونصف من الأشخاص الأقل تعرضا للضوء، وأكثر عرضة بمرتين لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
وأثبتت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة “إبيديميولوجي” (Epidemiology) وجود علاقة وثيقة بين التعرض الليلي للإضاءة الصناعية وسرطان القولون والمستقيم.
وفحص الباحثون بيانات ألفي بالغ في برشلونة ومدريد، وأكدوا أن الأشخاص الأكثر تعرضا للضوء الأزرق معرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 60% أعلى من البقية.
3- زيادة الوزن
يعتقد بعض الباحثين أن التعرض للضوء الأزرق يؤدي بشكل غير مباشر إلى زيادة الوزن.
وقد أظهرت دراسة أجراها باحثون من جمعية دراسة السلوك التحفيزي عام 2019 على الفئران أن التعرض للضوء الأزرق في الليل يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم ويزيد استهلاك السكر.
وقام الباحثون بفحص التحكم في الشهية واختيار الطعام، ووجدوا أن الفئران شربت الكثير من الماء المحلى بالسكر عندما تعرضت للضوء الأزرق مقارنة بالليالي التي لم تتعرض فيها للضوء.
ويُعتقد أن التعرض للضوء الأزرق يؤثر على أجزاء الدماغ التي تتحكم في الشهية، ويبعث إشارات إلى الجسم تحفز استهلاك المزيد من السكر.
4- الاكتئاب
بما أن الضوء الأزرق يؤثر على النوم والاستيقاظ فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض اكتئاب تزداد خطورتها لدى الأفراد الذين يتعرضون له أثناء ساعات الليل، مثل عمال الليل وغيرهم ممن يكثرون استخدام الشاشات في ساعات المساء.
وفي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2011 على قوارض الهامستر أظهرت القوارض سلوكيات تدل على الاكتئاب والقلق عند تعرضها لإضاءة خافتة ليلا لمدة 8 أسابيع مقارنة بالحيوانات التي تعرضت لإضاءة طبيعية.
5- تفاقم إجهاد العيون لدى الأطفال والبالغين
يقضي بعض الأطفال ساعات طويلة في استخدام الأجهزة الحديثة، مما يجعلهم عرضة لتأثيرات سلبية على النوم والتفكير والانتباه والإبصار والصحة العقلية.
ووفقا لمؤسسة النوم الأميركية، يمكن للضوء الأزرق الصادر عن الشاشات تأخير إطلاق الميلاتونين ورفع مستويات اليقظة وإرباك الساعة البيولوجية.
وتصيب هذه المشكلة المراهقين على وجه الخصوص، حيث يؤثر التعرض للشاشات على الإيقاع اليومي ويؤدي بهم إلى البقاء مستيقظين لوقت متأخر من الليل.
كما يؤثر الضوء الأزرق على صحة شبكية العين عند الأطفال، وذلك بسبب التركيز على الشاشات لوقت طويل.
وقد وجدت دراسة نشرت في مجلة طبية متخصصة في طب عيون الأطفال أن الإفراط في الجلوس أمام الشاشات قد يؤدي إلى إجهاد العين، والذي يشمل الحرقة والصداع.
6- الصداع والصداع النصفي
أكد بحث نشر في مجلة “برين” (Brain) أن الضوء الأزرق يزيد احتمالات التعرض لنوبات الصداع والصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات المرضية.
ويعتقد الباحثون أن لذلك علاقة بمسارات عصبية محددة من العينين إلى الدماغ، ورغم أن أعراض الصداع والصداع النصفي تتفاقم بسبب الضوء بشتى أنواعه فإن الضوء الأزرق قد يسفر عن مستويات أعلى من الألم وحساسية الضوء والدوار والغثيان.