المعشر: حل الدولتين مات .. ولا يمكننا الاعتماد على المساعدات الخليجية مجددا والامريكية لن تزيد
شارك
أكد وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر أن العلاقات الأردنية الأمريكية ستعود الى الدفء بعد أن كانت فاترة خلال إدارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، لكن المساعدات الامريكية لن تزيد عما تقدمه منذ سنوات.
وقال المعشر خلال محاضرة له في المنتدى الاعلامي لمركز حماية وحرية الصحفيين الأحد، إن العلاقات الاقتصادية بين الأردن والولايات المتحدة الامريكية عابرة للحدود، ولم تكن كذلك سابقا.
وأضاف، أن الامريكان يقدمون للأردن 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، وهذا الرقم مستقر منذ سنوات ولم يعتمد على شخص الرئيس، سواء في عهد باراك اوباما او دونالد ترامب وسيستمر حتى في عهد الرئيس الجديد جو بايدن، مرجحا أن لا يقل، ومؤكدا في الوقت ذاته أن لا يزيد، لأن الأردن وصل الى سقف المساعدات الامريكية.
وبين أن الأردن أول او ثاني دولة في العالم بعد الاحتلال الاسرائيلي بحجم المساعدات الامريكية.
وفي ذات الوقت أكد المعشر أن العلاقات الأردنية الأمريكية ستعود الى طبيعتها القوية في عهد بايدن بعد أن كانت فاترة خلال ولاية ترامب، حيث لم يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني بترامب منذ حزيران 2018، موضحا أن الملك يعرف بايدن جيدا ومنذ زمن طويل، وذلك بحكم المدة التي امضاها بايدن في الكونغرس الامريكي نحو 35 عاما.
وعن المساعدات الخليجية للأردن قال المعشر إن عصر الاعتماد على النفط انتهى، حيث كان سعره سابقا مرتفع وكانت علاقاتنا مع الخليج مختلفة، وتصلنا مساعدات خارجية تقدر بـ 1.5 مليار دولار، مساوية للمساعدات الأمريكية، هذا قبل عام 2015.
وأضاف، لكن بعد تغير اسعار النفط اختلفت هذه المساعدات واصبحت دول الخليج مهتمة أكثر في شؤونها الداخلية، فانتهت تمام، ولذلك منذ 5 سنوات لم يصل الأردن أي مساعدات مباشرة للخزينة، فيما استمرت بعضها للمشاريع.
وتابع، “لا اعتقد أن هذا سيتغير، لأن الظروف التي كانت موجودة سابقا ليست كالظروف الحالية، ولا يمكننا الاعتماد على المساعدات الخليجية مجددا”.
وعن دعم الدور الأردني في عملية السلام ودعم إدارة بايدن لها، قال المعشر إنه “ليست هناك عملية سلمية اصلا حتى نتحدث عن دور اردني فيها”، مشيرا إلى أن ترامب حاول من خلال صفقة القرن حل القضية الفلسطينية الاسرائيلية على حساب الأردن، حتى وإن لم يكن قاصدا أذية الأردن.
وأكد الدبلوماسي المعشر، أن صفقة القرن انتهت، وستوضع جانبا، لكن هذا لا يعني أن المحاولات الاسرائيلية لحل القضية على حساب الأرد قد انتهت، والدلي على ذلك أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان واضحا في ذلك على مر سنوات.
وأضاف، “عمليا اسرائيل مسيطرة اليوم على كل الأراضي الفلسطينية، حتى وغن لم نرد قول ذلك، لكن السؤال اليوم، هل ستمنع الادارة الامريكية اسرائيل من الاستمرار في ذلك؟، أنا لا اعتقد”..
وعبر المعشر عن عدم تفاؤله بايقاف الهجمة الاسرائيلية على ضم الاراضي الفلسطينية، مؤكدا أن في رأيه “حل الدولتين قد مات”، وذلك لأن دعم العالم لهذا الحل اصبح لفظيا فقط دون ايجاد خطط لذلك، موضحا أن الدعم اللفظي يساهم في قتله أكثر.
وبين أنه في عام 2014 خرج جون كيري وقال: “معنا سنة واحدة لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وفي حال عدم التوصل إلى حل سيغلق باب حل الدولتين”، واليوم نحن في عام 2021.
اما عن البديل لحل الدولتين قال المعشر إنه علينا إعادة تأطير الصراع العربي الاسرائيلي باتجاه حل مبني على الحقوق وليس على شكل الدولة، مؤكدا “لا اريد صهر الفلسطينيين في اسرائيل، لكنهم اغلبية في الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل”.
وأوضح ان عدد الفلسطينيين في الضفة وغزة والأراضي المحتلة 7.4 مليون نسمة بحسب الاحصاءات الصادرة عن الاحتلال، مقابل 6.8 مليون نسمة من الاسرائيليين اليهود، ونحو 600 ألف نسمة لا يهود ولا عرب.
وأشار إلى أن جناحا في الإدارة الأمريكية مؤيد لحقوق الفلسطينيين، وهو جناح متزايد رغم أنه ليس اغلبية، والمجتمع الامريكي يتغير حيث يوجد ما لا يقل عن 10 مسلمين وعرب في ادارة بايدن، وهذا أمر غير مسبوق في عهد الولايات المتحدة الامريكية.
ورجح أن يكون وجود بايدن يعني وقف التدهور في العملية السياسية ما يعني انه سيتم وضع صفقة القرن جانبا وسيعود الامريكان الى فتح القنصليات الفلسطينية واعادة التواصل مع الفلسطينيين.
وعن الشأن العربي، قال المعشر، إنه مع انخفاض اسعار النفط عام 2014 اختلف طبيعة الاهتمام عالميا في منطقة الشرق الاوسط، موضحا أن الاهتمام بالمنطقة كان لثلاثة اسباب وهي النفط والاستقرار واسرائيل، والان ذهب سببان وبقي واحد فقط هو اسرائيل.
وأضاف، أن “تصريحات سابقة لبايدن منتقدة بشدة لبعض الدول العربية، لكن هذا لا يعني اختلاف العلاقة 180 درجة لان هناك مصالح مشتركة بينها وبين اميركا لكنها لن تكون بذلك الدفء السابق”.