عبدالرحمن البلاونه –
تأتي هذه الذكرى العطرة في وقت عاصف، تجتاح به الأوبئة، والأمراض العالم بأسره، ولا يمنعا ذلك من استشعار عظمة هذه الذكرى، بأحداثها وتفاصيلها، تعظيما وحباً لصاحب الذكرى، نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الذي بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة للبشرية.
في السنة العاشرة من البعثة، جاء الاختبار الحقيقي لإيمان المسلمين ، حين أسرى الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة، إلى المسجد الأقصى بفلسطين. وكانت تلك الرحلة مكافأة الله لنبيه، ليشاهد فيها الكثير من عجائب قدرة الله . وليهون عليه بعد وفاة زوجته خديجة، وعمه ابو طالب، وإيذاء قريش المستمر له.
في هذه الذكرى، يخطف قلوبنا الشوق والحنين، لتعود بنا الذاكرة لتستجمع أحداث هذه الرحلة ، ففي ليلة الاسراء والمعراج نزل جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعه البراق، ليركب النبي وانطلقا معًا حتى وصل إلى بيت المقدس، وفي هذه المدينة المباركة لقى النبي – صلى الله عليه وسلم – الأنبياء عليهم السلام، وصلّى بهم إمامًا في المسجد الأقصى، وكانت صلاته دليلًا على وحدة الدعوة لجميع الأنبياء، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة ورحمة الله المهداة للعالمين، ومكانته العليا عند الله سبحانه وتعالى، وكانت تلك الرحلة مكافأة الله لنبيه، ليشاهد فيها الكثير من عجائب قدرة الله . وليهون عليه بعد وفاة زوجته خديجة، وعمه ابو طالب، وإيذاء قريش المستمر له.
تأتي ذكرى الاسراء والمعراج لتنعش أرواحنا بحدث تهتز له القلوب، شوقاً لرسولنا الكريم وتأتي هذه الذكرى ليس فقط لنسرد بها الأحداث رغم أهميتها لنا، وصدق الله العظيم في كتابه الكريم عندما سرد لنا قصة الاسراء والمعراج، وبما أخبر وحدًث به نبينا الكريم، بتفاصيل هذه الرحلة المعجزة، وما شاهده خلالها من أحداث.
جاءت هذه الذكرى لتذكرنا بأهمِّيَّة المسجد الأقصى بالنِّسبة للمسلمين، فهو مسرى رسولهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومعراجه إلى السماوات العلا، وكان لا يزال قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكِّيَّة، وهذا توجيهٌ وإرشادٌ لحث المسلمين بأن يحبُّوا المسجد الأقصى، وفلسطين، وأن يضحوا من أجلها ويحرروها من براثن اليهود، لأنَّها أرض مباركةٌ ومقدَّسةٌ، ولا يجوز التفريط فيها، وأن لا تبقى مستباحة للصهاينة المحتلين الذين يعيثوا فيها فساداً وإفسادا.
وفي هذه الذكرى العطرة نبتهل إلى العلي القدير أن يرفع البلاء والوباء عن هذه الأمة ، وأن يهل علينا شهر رمضان الفضيل بالأمن والايمان والسلامة، لا فاقدين ولا مفقودين، وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
الموضوع السابق
الموضوع التالي