مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، رعى وزير الدّولة لشؤون الإعلام، النّاطق الرّسمي باسم الحكومة المهندس صخر دودين، السبت، احتفال المؤسّسة الصحفيّة الأردنيّة (الرأي) بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسها.
ونقل دودين تحيّات رئيس الوزراء وتهنئته في هذه المناسبة، واصفاً الرأي بأنّها “أيقونة الصّحافة” وبأنّها صّرح إعلامي وطني شامخ، قدّم على مدى أكثر من خمسة عقود خدمات جليلة، وإسهامات وطنيّة وفكريّة ومعرفيّة وثقافيّة، ستبقى خالدة في تاريخ الصّحافة الأردنيّة، وفي الذاكرة الإعلاميّة الوطنيّة.
وقال دودين خلال الحفل الذي أقيم في قاعة محمود الكايد بمبنى الرأي للدراسات، وحضره رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، وعدد من الشخصيّات الوطنيّة، ومدراء الإعلام الرسمي، ومدراء الدّوائر في الصحيفة: “نستذكر من خلال هذه المناسبة التاريخ المشرّف لواحدة من أعرق مؤسّساتنا الإعلاميّة الوطنيّة، ونستشرف المستقبل معاً؛ عاقدين العزم بجهودنا جميعاً، وبتعاوننا المثمر أن نذلّل العقبات والتحدّيات التي تواجه عمل الصحيفة، لتبقى صوتاً مسموعاً يعبّر عن ضمير الوطن، وهموم المواطنين، وقضايا الأمّة”.
وأكّد أنّ الحكومة، ومن منطلق واجبها ومسؤوليّاتها، ودورها في الحفاظ على ديمومة منابرنا الإعلاميّة الوطنيّة، تسعى بشكل حثيث وجادّ، وبشكل يومي، وبالتنسيق والتعاون مع جميع الأطراف، من أجل بلورة حلول آنيّة وعاجلة ومستدامة لحلّ الإشكالات التي تعانيها صحيفة الرأي، وشقيقاتها من المؤسّسات الصحفيّة الأردنيّة؛ آملاً الوصول قريباً إلى نتائج طيّبة ومرضية، تضمن تعزيز إيراداتها الماليّة واستدامة عملها.
ونوّه دودين إلى أنّ هناك مسؤوليّة أخرى تقع على عاتق إدارات جميع مؤسّساتنا الصحفيّة، تتمثّل بضرورة تطوير آليّات العمل، والسعي إلى بلورة أدوات تأثير مقنعة ومحترفة، ومواكبة مستجدّات العصر، ومتطلّبات الحداثة والرّقمنة، من حيث الشكل والمضمون، والتحوّل التدريجي نحو الصّحافة الرقميّة بكل تجلّياتها وفروعها العديدة، مؤكّداً أنّ هذا التوجّه يضمن مكاناً منافساً لها وسط حالة التطوّر المتسارع في تقنيّات الاتصال الذي غيّر معالم المشهد الإعلامي في العالم أجمع.
وشدّد على ضرورة استشراف المستقبل من أجل تحقيق الاستدامة الماليّة للصحيفة، مؤكّداً أنّ هذا الأمر يكون بمواكبة التحوّل التقني، وتطوير المحتوى الرقمي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت هي الأساس في التسويق الإعلامي.
وعلى صعيد قطاع الإعلام ككلّ، لفت دودين إلى أنّ الحكومة تعكف حاليّاً على وضع خطّة لتطوير النواحي التشريعيّة والهياكل الإدارية للمنظومة الإعلاميّة؛ بهدف تحقيق عناصر النجاح للإعلام، المتمثّلة بتوفير المعلومات الدقيقة، والتواصل الجادّ والهادف، والتركيز على عنصر الاتصال ليكون موازياً للإعلام، وكسب التأييد والتنسيق مع الشركاء.
وأشار إلى أنّ تطوير البنية التشريعيّة الناظمة لعمليّة تدفّق المعلومات، وتسهيل حصول الإعلاميين عليها سيكون ضمن هذه الخطّة؛ مؤكّداً أنّ الحكومة ستعمل بالشراكة مع البرلمان بشقّيه الأعيان والنوّاب، إلى إقرار قانون ضمان حقّ الحصول على المعلومات، وفق التعديلات التي أحيلت سابقاً، والتي تمّ من خلالها تطوير العديد من الممارسات في هذا المجال وفق المعايير الفُضلى.
كما أكّد التزام الحكومة بالارتقاء بمعايير الاستقلاليّة والحريّة والمهنيّة والمسؤوليّة، ليبقى الإعلام رافعة وطنيّة، ومعبّراً عن الصّالح العام.
وأشار دودين إلى أنّ الاحتفال بيوبيل الرأي الذهبي هذا العام، يأتي في غمرة احتفالات الأردنيين بمرور مئة عام على تأسيس الدّولة الأردنيّة؛ وهذا يعكس مكانة “الرأي” كركيزة أساسيّة من ركائز إعلامنا الوطني، وتاريخها كشاهد حيّ من شواهد الإنجاز في مملكتنا الحبيبة.
وقال: “لقد ظلّت (الرأي) على مدى خمسة عقود مثالاً يُحتذى في المصداقيّة والمهنيّة والشفافيّة والوقوف مع الوطن، وحمل رسالته، والدّفاع عن ثوابته ومواقفه. كما حافظت على رسالتها في تقديم المعرفة والثقافة، وقدّمت بذلك أنموذجاً يُحتذى لغيرها من وسائل الإعلام”.
واستذكر دودين الرعيل الأوّل ممّن أسّسوا بنيان الصحيفة، وأرسوا دعائم الإنجاز فيها، وقال: “نزجي إليهم باسمكم جميعاً، أسمى معاني الوفاء والتقدير على جهودهم الخيّرة، وإسهاماتهم الجليلة، التي ستبقى خالدة في تاريخ الصّحافة الوطنيّة.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة المؤسّسة الصحفيّة الأردنيّة (الرأي) ماهر المدادحة إنّ الصحيفة تمثّل “مشعلاً من مشاعل التنوير والعطاء” وهي حكاية بلد نهض وواجه كلّ التحدّيات.
واستذكر المدادحة انطلاقة الصحيفة الواثقة على يد بناتها الأوائل وحجم العطاء والإنجاز الذي بذلوه، مشيداً بدورها الكبير في الدّفاع عن قضايا الوطن والأمّة، وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة.
وأكّد سعي كوادر الصحيفة، إداريين وصحفيين وعاملين من أجل تطوير عملها، وتجاوز العقبات والتحدّيات التي تواجهها، آملاً أن يثمر هذا الجهد لتبقى الرأي مثمرة.
كما أكّد رئيس تحرير الصّحيفة بالوكالة الدكتور خالد الشقران أنّ الصحيفة مستمرّة بأداء دورها الوطني المهمّ رغم التحدّيات والصعوبات التي تواجه عملها.
ولفت الشقران إلى أنّ الاجتماعات مستمرّة لبحث أوضاع الصحيفة وإيجاد الحلول الملائمة لها، مثمّناً جهود الحكومة المستمرّة بهذا الخصوص، وزيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للصحيفة نهاية الأسبوع الماضي واستماعه إلى الصعوبات والتحدّيات التي تواجه العاملين في الصحيفة.
واستعرض الكاتب في الصحيفة والمحلّل السياسي محمّد خرّوب القضايا والتحدّيات التي تواجه الزميلات والزّملاء العاملين في الصحيفة، مؤكّداً ضرورة إيجاد حلول تسهم في استدامة عمل الصحيفة الإبقاء على دورها الوطني المهم.
كما ألقى الوزير الأسبق الدكتور جواد العناني كلمة في الاحتفاليّة أعرب فيها عن مكانة الصحيفة التي كانت وما زالت شاهدة على محطّات مهمّة وطنيّة وعالميّة فارقة.
ولفت العناني إلى أنّ الاحتفال باليوبيل الذهبي لصحيفة الرأي يأتي في ظلّ عام حافل بالسنوات الفارقة، إذ تتزامن هذه المناسبة خلال العام الحالي مع احتفالنا بمرور مئة عام على تأسيس الدّولة الأردنيّة، وعيد الاستقلال الخامس والسّبعين، ومرور 25 عاماً على اتفاقيّة وادي عربة.
وأكّد ضرورة عدم النظر إلى صحيفة الرأي على أنّها حالة “عُسر مالي” مشدّداً على أهميّة التفكير بإيجاد حلول مستدامة من خلال تطوير عمل المؤسّسة، والتفكير مليّاً بتأسيس دار نشر كبرى كأحد هذه الحلول.
كما ألقى وزير الثّقافة الأسبق والشاعر حيدر محمود قصيدة خصّ فيها الصحيفة، تؤكّد على المكانة الكبيرة والدّور المهمّ الذي بذلته الصحيفة على مدى خمسين عاماً.
وأدار الحفل الزميل الأديب والكاتب إبراهيم السواعير.
(بترا)