هذه مداخله نضعها بين يدي المعنيين في الشأن الشبابي نرجو أن تكون مساهمة متواضعه فيما نتناوله بهذا الخصوص لعل فيها ما يفيد
هذا السؤال أصبح من الألغاز المحيره التي تعذَّرَ الاجابه عليها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ونحن ننادي بدور الشباب في نهضة البلاد ودورهم الواعد أو الموعود في المساهمة في تطوير ونهضة البلد
لكن السؤال الذي يدور في خَلد المواطن أي نوع من الشباب نريد وما هو دورهم الذي نسعى لأن يصلوا إليه وهل نحن جادين حقا في تأهيل وتهيئة شبابنا (جيل المستقبل)
واذا كنا نسعى بجد وصدق وإخلاص لمعالجة هذه المعضلة أو الظاهره كما يصفها البعض التي تنادي كل الحكومات على ضرورة ايجاد حلول لها ومعالجتها معالجة جذريه بكل مسوؤليه وشفافية متناهية
ولنخرج من دائرة النتظير وإسقاط النظريات الفلسفيه في عقد مؤتمرات هنا وهناك كنوع من رفع العتب وابراء لذمة المسوؤلين والدعوات لعقد لقائات وحوارات لم تسفر عن نتيجه على مدى عقود
يجب أن نفكر خارج الصندوق وذلك من خلال إعمال التفكير والتخطيط الاستراتيجي ولنأخذ بتجارب الدول التي نهضت حديثا ونعمل على عقد مؤتمر وطني بمعنى الكلمه لأن هذه معضلة تندرج ضمن أولويات الأمن القومي تتداعى فيها كافة الخبرات والقدرات والعقول المؤهله للبحث في هكذا مسأله من مختلف الجهات الحكوميه والقطاع الخاص والجامعات ومراكز الابحاث لنخلص إلى نتيجه توائم قدرات الوطن وامكانياته في استيعاب شبابنا وإيجاد الحلول لمشاكلهم
ولنخرج من عبائة الوصايه الابويه والتعامل مع ابنائا من باب العطف والخوف على مستقبلهم من الانحراف والتطرف وسيطرة جهات مشبوهه عليهم واستدراجهم بمغريات المال والهجرة
اوالانخراط في الطبقات السفلى في المجتمع التي أصبحت تؤرق مجتمعنا وتكبر يوم بعد يوم وتستقبل مزيدا من الشباب في عالم الجريمه والمخدرات
وهنا يدفعنا التساؤل كيف يصبح شبابنا الذين يمثلون غالبية المجتمع أن يكونوا مصدر قلق وخوف لدى اهليهم ومجتمعاتهم وحكوماتهم
أن معظم شبابنا العاطلين عن العمل أوحتى من هم في مجال العمل بمداخيل لا تكاد تكفيه كشاب غير مرتبط بعائله هم بوضع يصعب وصفه يدقوا فيه ناقوس الخطر ونحن نسمع ونرى متفرجين عاجزين ونحن نرى فلذات اكبادنا يضيعون من بين أيدينا
لدينا ثروه من الشباب لو أتيحت لبعض الدول الصناعيه العجوز لخلقت منه ومن قدراتهم المكنونه لديهم ثوره وطفره ونقله نوعيه في تطورها وازدهارها
ونحن لا نعرف أين نذهب بهم
كمثل رجل لديه ثروه طائلة بين يديه لا يعرف كيف يتصرف فيها أو أن يستثمرها وبمرور الأيام تصبح عليه عبئا ثقيلا إلى أن تذهب ادراج الرياح في مناحي الترف والبذخ حتى تصبح في خبر كان
نعم لننظر لأبنائنا نظره ايجابيه على أنهم ثروه حقيقيه لا على أنهم عبئ على المجتمع والدوله
وهنا لا بد من الرجوع إلى الوراء لنعرف دور ووظيفة الشباب ليس من باب المقارنه أو المفاضله بين جيلين لكن لنستحضر التجارب والمفاهيم التي كانت سائده في حينها لنبني عليها دراساتنا وبناء خططنا واهدافنا الاستراتيجيه التي تساعدنا في الوصول لما نريد بل ما يريد الشباب
هناك مرحلتين عاشها الأردن بل الوطن العربي بكافة دوله
المرحله الاولى : من الخمسينات إلى اوائل الثمانينات
كان الشباب في الوطن العربي ليس له تعريف أو تصنيف كما هو اليوم في الوعي المجتمعي والمفهوم الوطني لأن التعليم كان متواضعا ومقتصرا على فئه قليله حالفها الحظ بأن تنال مستوى من التعليم بحسب القدرات الماليه لاهليهم لا لبلدانهم حيث أن الغالبيه من الشباب كان اتجاهها في ثلاث مسارات إما أن يصبح فلاَّح يلتحق بابيه في الأرض أو عامل أو جندي وحسب
كانت الظروف السائده آنذاك بالنسبه لمن يتجهون إلى العلم أن يسعى للنجاح بكل إصرار وصلابه أو ان يعود إلى الوراء إلى موروث الاهل في شق مصيره بين ثلاث تصنيفات
لذا كان شباب تلك المرحله عصاميين لديهم طموح وهدف ليس في العلم فقط وإنما في تغيير واقع الحال الذي كانت تعيشه بلداننا ومنها الأردن فكان الطلاب بدأً من المرحله الاخيره في المدرسه تتشكل شخصيته وهويته الفكريه والعقائديه بحسب قناعات كل فرد
وساعدهم على ذلك أن البلاد العربيه كانت في مرحلة التحرر الوطني وانطلاق الأحزاب القوميه واليسارية والدينيه حيث كان الشباب هم طليعتها وكانوا ينخرطون مبكرا وبوعي وقناعة بما يؤمنون في الحركات والأحزاب الموجوده على الساحه آنذاك وكانوا يلاحقون ويعتقلون من قبل حكوماتهم التي كانت ولا زالت مرتبطه بالدول الاستعماريه التي حلت محلها
نعم لم تتاح لهم إمكانيات وظروف الحياه كما هم شباب اليوم
لكن كان الاعتماد على الذات أهم ما يميز مرحلتهم حيث ساهموا في بناء دولهم وما نحن فيه اليوم إلا بناء على ما قام به هؤلاء الشباب الذين هم المؤسسون والبناء الحقيقين لاوطاننا
حيث انخرطوا مبكرا في الأحزاب السياسية والمواقع الرسميه وساهموا في رفع مستوى التعليم والصحه والخدمات العامه وكل ما هو قائم ينسب الفضل فيه إليهم
كانت لهم اهتمامات الشباب بحسب ما هو متوفر في زمانهم لكن ما كان يميزهم سِعة المعرفه والثقافه والتمكن مما تعلموه ولا ننسى أن معظمهم تعلموا في جامعات اجنبيه وهذه كانت ميزه ايجابيه لديهم
كانت جامعاتنا على قلتها وقلة امكانياتها مصدر فخر واعتزاز بما تمتاز به من مستوى عال من التعليم سواء على صعيد الكوادر التعليمية من أكاديميين مميزين او على صعيد المتلقي للعلم من طلاب ليس لهم هدف إلا أن ينالوا الدرجات العلمية لكن بالمقابل كانت هناك حياه أخرى في الجامعات ساعدت في صقل عقول الشباب وتنمية أفكارهم وكانت الأحزاب هناك حاضرة والاتحادات الطلابيه قائمه بدورها على أكمل وجهه وكان هذا ليس باليسير عليهم وكانوا في غالب الأحيان مراقبون ويمارس عليهم ضغوطات وتقييد للحريات وكانوا أحيانا يدفعون ثمن لتلك الانتمائات
لكن بالمقابل كانت مخرجات التعليم في أحسن أحوالها رغم قلة الجامعات وكان يشار بالذات إلى الخريجين من الشباب الأردني بالبنان وكان لهم الأفضلية في سوق العمل العربي وكل ذلك بجهد الاهالي ومن كدهم وتعبهم لأن الآباء كانوا حريصين كل الحرص على تعليم أبنائهم وكان هذا الجهد الاجتماعي من الأهل رافدا للاقتصاد الوطني وساهم في رفعة وتطور الأردن وما نحن فيه الآن إلا من جهد الشباب المكافح والمثابر الذين أصبحوا اليوم جيل الماضي البناة المؤسسين الأوائل
المرحله الثانيه : وهي مرحلة الجيل الحالي وجيل المستقبل
إن المقارنة كما أسلفت ليست منصفه ولا عادله بين الجيلين
لان لكل جيل له ظروفه وخصوصيتة واوضاعه الاجتماعيه والاقتصاديه وحتى السياسيه
لكن لنكن موضوعين في قرآءتنا لواقع شباب اليوم الذين هم أبنائنا ماذا عملنا من أجلهم وماذا خططنا لمستقبلهم وهل كنا نريد لهم ان يكونوا نسخه منا أم أننا نريد لهم كيان آخر غير مشابه لما كنا عليه
هل درسنا بعمق وفهم بماذا يفكرون وماذا يريدون لأنه لايجوز أن نفكر عنهم ولا أن نرسم لهم مستقبلهم ونخطط بالنيابة عنهم يجب أن نتخلى عن عقلية الابويه والرعويه ودور المدرس والطالب ونظرية الكبار والصغار
يجب أن نشركهم مشاركه حقيقه في صنع مستقبلهم لأن عصرنا وزماننا غير زمانهم وعصرهم
لكن لا بد من الاعتراف بأن هذا الجيل من الشباب قد ظُلِم ولم يُنصف لا من قِبل الآباء ولا من جهة الدوله الراعيه
نعم وفرنا لهم ظروف حياه أفضل ولدينا جامعات كثيره رسميه وخاصه ولديهم من وسائل الترفيه والراحة والتسليه ما لم يكن يحلم به من سبقهم من الجيل الأول
نعم أعدادهم فوق قدرات الدوله من ناحية إيجاد الوظائف وفرص العمل
لكن تقع علينا مسؤولية المشاركه في إيجاد حلول لمشاكلهم لأنها مسألة وطنيه بامتياز
بما أننا نبحث في هموم ومشاكل شباب اليوم وما يلاقوا من مصاعب في حياتهم التي نحن المسؤولين عنها أولا وأخيرا
ولنلقي الضوء على أهم أسباب ما يعانيه شباب اليوم
ان الشباب في الأردن ثلاث فئات
شباب غير متعلم لم يكملوا تعليمهم لظروف اجتماعيه مختلفه منهم العمال والحرفيين وهؤلاء موزعين على سوق العمل الذي بالكاد يستوعبهم ومداخيلهم متدنيه بالكاد تكفي معيشتهم ويصارعون صعوبات الحياه
وشباب جامعي متعلم ومؤهل بشهادات علميه مقبوله في معظمها وهؤلاء يزدحم بهم سوق العمل المحلي ونسبة البطاله فيهم عاليه حيث أن سوق العمل في الخليج الذي كنا نعتمد عليه لم يعد متاح كما في السابق
وشباب متعلم تعليم جيد ومتميزين في تحصيلهم العلمي وهؤلاء في معظمهم تستقطبهم الأسواق الخارجيه وهؤلاء هم الأمل للوطن الذي بامس الحاجه إليهم للعوده بخبرات مكتسبه من شتى بقاع المعمورة ليقدموا أقل الواجب اتجاه بلدهم للعمل على إعادة بنائه وفتح الآفاق لهم وإعطائهم الفرص دون معوقات وعراقيل كما هو حاصل حاليا تضطرهم إلى المغادره بلا عوده وهذا ما هو حاصل للأسف
إن أهم المشاكل التي يواجهها الشباب اليوم والحلول المقترح لها نلخصها في عدة نقاط اهمها
1 –العوده بالتعليم إلى مساره الصحيح لأن مدخلات و مخرجات التعليم لدينا في جامعاتنا في معظمها دون المستوى المطلوب والذي يعود بالاساس إلى السياسات التعليميه التي لم تُطوِّر وتُحسِّن وتراجع مناهجها وإدارتها بدأً من المدرسه وانتهاء بالجامعة ولهذا نشاهد مخرجات التعليم دون المستوى العالمي المطلوب وعليه يجب توجيه الطلاب إلى ما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن لا أن نراكم اعداد من الخريجين العاطلين عن العمل ونزيد من نسب البطاله
يجب أن نعيد للتعليم اعتباره لنخلق مشاريع علماء يفيدون الوطن ويساهموا في بنائه وإعطائهم الفرص لا أن نكون سبب في أن نجعل الأردن طاردا لقواه البشريه المبدعه
لماذا يأخذون فرصهم في الخارج ألم يكن بلدهم أولى بهم وعندما ننصفهم حتما لايتاخرون عن تلبية نداء الواجب
2 — عدم تقييد حرية الطلاب في الجامعات وإعطائهم حقهم في ممارسة النشاطات اللامنهجيه وخلق مبادرات ونشاطات موازيه من خلال إقامة اتحادات طلابية حقيقيه يمارس فيها الطلاب نشاطاتهم بكل حريه تساعد في صقل عقولهم وتفكيرهم السليم المبني على حسن اختيارهم بما يعتقدون كما كان يحصل في الحياه الجامعيه في العقود السابقه
دون تدخل أو تلويح بالتهديد بالعقوبات وإعادة الهيبه لموسساتنا التعليميه ورفع يد الحكومات عنها لنعيد الثقه بموسساتنا التعليميه ورفع سويتها المهنيه
3 –حث الطلاب والشباب على الانخراط بمنظمات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات مبكرا لانها هي بوابة دخولهم معترك الحياه بوعي ومسوؤليه التي تفتح لهم الآفاق في فهم رسالتهم التي سوف يقومون بحملها مستقبلا بكل جداره ومهارة تنم عن شخصيه واعيه وواعده لخدمة بلدهم وهنا يكون دورها الحقيقي إذا ما أتيحت لها تأدية رسالتها بكل حريه ومسؤولية من خلال إعادة الثقه بدور الأحزاب والمنظمات المجتمعيه التي كانت هي صانعة رجال الأردن ورجالات الدوله
4 –زرع الثقه في نفوس الشباب وغرس روح الوطنيه فيهم ومنحهم الفرصه في التعبير عن ما يجول في خاطرهم وعمل مؤتمرات شبابيه ومراكز توعيه وتثقيف مما يعزز لديهم الإيمان بوطنهم ونشر ما يسمى بظاهرة الاعتزاز الوطني من خلال حرية انضمامهم للأحزاب السياسية بكل طمأنينة لأنه تكونت لديهم قناعه بأن هذا الاتجاه من التفكير يسبب لهم كما سبب لابائهم من قبلهم من متاعب هم الان في نظرهم في غنى عنها وهذا ما يجعلهم يعزفون عن المشاركه في الحياه السياسية الحزبيه وليس لهم قناعه بالعملية الانتخابيه ترشحا أو تصويتا وهذا ما هو حصل حاليا
5 –تقصير الحكومات في التوجهه للشباب وسماع أصواتهم وأفكارهم ومناقشتها لا أن تحل محلهم وتفكر بالنيابة عنهم وترسم طريق مستقبلهم وهذا ما اضعف انتماء و ولاء الشباب لبلدهم أين المؤتمرات الشبابيه والمراكز الثقافيه والأعمال التطوعيه الجماعيه التي تعزز الانتماء هل استعنا عنها بالكفي شوبات والمقاهي والتسكع في السيارات لتفريغ طاقاتهم والتنفيس عن همومهم التي عادة ما تؤدي إلى الانحراف والسلوك الغير سليم
6– ماذا قدمنا لهم سوى بعض الانديه الشبابيه ولمسنا مخرجاتها في الملاعب وما أدراك ما يحصل فيها
والعدد الهائل والمبالغ فيه من المقاهي ودور التسليه والترفيه المترامية الأطراف التي تعج بالشباب لاحتوائهم نعم لاحتوائهم وكأننا نقول لهم هذا كل ما في إستطاعتنا أن نقدمه اليكم انديه فاسده وأوكار للاراجيل ولعب الورق وكأن الوقت ليس له ثمن لدينا
لماذا لا نفكر خارج الصندوق ونخرج من التفكير النمطي التقليدي ونفجر طاقات الشباب الإبداعيه فيهم من خلال خلق فرص عمل غير تقليدية كما هو في الدول التي شكلت أنموذجا مثل ماليزيا وكوريا الجنوبيه وسنغافوره وغيرها الكثير
لدينا كم هائل من الشباب تحسدنا عليه كبريات الدول العجوز ونحن نعجز عن إيجاد حلول لهم حتى أصبحوا عبئا على الوطن
7- لقد أهملنا كثيرا هذا الجيل وأوقعنا عليه الظلم وتركناه لتكنولوجيا العصر بخيرها وشرها لتعيد تشكيله على هواها بشخصيه مختلفه عما نريد واصبحت بعيده لحد ما عن موروثنا الحضاري والانساني والعقدي واغمضنا أعيننا جميعا وتخلينا عن دورنا
واصبح الآباء عاجزون والحكومات غير معنيه
وتركنا لهم مساحه واسعه من حرية الترفيه والتسليه دون حسيب أو رقيب وعليه وجدنا أنفسنا وكأننا تفاجئنا في حين غفلة عن نوع من الشباب ابتعد إلى حد ما عن محور أمته والتعايش والتفاعل مع قضاياها وهمومها حتى أصبح في معظمه شباب مفرغ ليس له أي اهتمامات تشعره بدوره الوطني والمجتمعي متعلم نعم لكنه منعدم الثقافه لا يجيد الا ما تعلمه
8 – هل فكرنا بأن نعمل على تشكيل برلمان الشباب يكون كحكومة ظل هذا المجلس يكون هو مصنع القاده للمستقبل تبني فيه جيل قادر على حمل الامانه وأداء الرساله من خلال خلق الفرص لهم في التعبير عن آرائهم بكل حريه ومسؤولية تعيد لهم ثقتهم بأنفسهم واحساسهم بمسؤوليتهم اتجاه الوطن وان يكون شعار الوطن للجميع بمعناه الحقيقي دون تهميش فئه على حساب فئه أخرى
بحيث يقدم الشباب بكل روح ابيه وقناعه راسخه بأن الوطن يتسع للجميع ويحتضن الجميع من خلال محاربة البيروقراطية والمحسوبية وهنا يكمن دور الحكومات بأن ترفع لواء الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد لا شعارا فحسب بل يجب أن يلمسه الشباب الذي فقد الثقه والأمل بكل ما هو حاصل له بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي ضربت في المجتمع بقوه أدت إلى اختلالات في طبقات المجتمع وقسَّمته إلى قسمين
9_ محاربة البطاله والقضاء عليها من خلال إعادة تأهيل الشباب وإعدادهم إعداد جيد وخاصة الشباب الذين لم يكملوا مسيرتهم التعليميه وفتح مراكز تدريب تواكب متطلبات العصر واحتياجات سوق العمل لكي ينافسوا بجداره وإتقان بحيث يصبح لدينا كم نوعي من الأيدي العامله الماهره
وهنا نتسائل كيف يكون في الأردن بطاله ولدينا عشرات الآلاف من العماله الوافده التي تجد فرص عمل لدينا
10__ توجيه الشباب وتثقيفهم وتوعيتهم بارتباطهم بوطنهم من خلال العنايه والرعاية التي تقدم لهم ومنها التخلص من عقدة ثقافة العيب التي أصبحت تلازم شبابنا وهنا لابد من المطالبه بإعادة خدمة العلم بشكلها الصحيح والحقيقي كما كانت قبل التسعينيات وعندها سوف تلمس الحكومه الفرق في انخفاض نسبة الجريمه وتعاطي المخدرات والقضايا الامنيه والمطالبات القضائية التي تلاحق شبابنا والتي ما كنا نشعر بها قبل ولنجري دراسه ما بين كلفة السجين وما أكثرهم اليوم وما بين كلفة انخراطه في خدمة العلم سنتين
11– العداله ثم العداله في إعطاء الشباب فرصهم في الوظائف والحاقهم بدورات متقدمه ليكونوا مبدعين لا تقليديين والتعامل معهم على مبدأ المساواة دون محاباة ولا محسوبيه ولا واسطه ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب دون مظلوميه لأحد على حساب أحد
12 – لنعترف بأننا بين جيلين وعصرين مختلفين لا نريد أن ندمج هذا بذاك أو نلغي طرف على حساب طرف آخر لكن من الضروره التواصل والتشابك بحكمه ورويه وتفهم لهذا الجيل الذي تربى في زمن غير زماننا وإن كنا في نفس الوطن ومن نفس التراب إلا أن الفوارق واضحه وعلينا نحن الكبار أن نتقرب منهم حتى نجد عوامل مشتركه بينا لنرسم معا معالم الطريق للمستقبل
نعم إذا كنا نريد لأبنائنا خيرا علينا سرعة المبادرة في التوجهه إليهم والاستماع منهم بما يريدون لا كما نريد لهم لأنهم هم المستقبل
نعم لدينا الامكانيات أرض الوطن وعقول الشباب ورأس المال الوطني لكن تنقصنا الاراده الوطنيه الغائبه نعم تنقصنا الاراده السياسيه أولا وأخيرا
وكما حبانا الله بنعمة الشباب التي تشكل 60% من مجموع السكان فهذه ثروه لا تقدر بثمن وكما قالها الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه الإنسان في الأردن أغلى ما نملك لأنه هو ثروة البلد وعمادها
الشباب هم ركيزة الامه وأملها وما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من الشباب حيث قال نصرت بالشباب
فالشباب فلذات اكبادنا فلنأخذ بيدهم بكل رفق ولين ونعاملهم بما يستحقون
محمد شاكر ملحم
عمان 2/8/2021