14.1 C
عمّان
الأحد, 24 نوفمبر 2024, 9:23
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

“كتارا” تناقش صناعة الرواية في العالم العربي في ندوة في عمان

عمان – نظمت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا عند السادسة من مساء يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر الجاري في قاعة المؤتمرات المركز الثقافي الملكي وسط حضور جمهور كبير من الروائيين والمثقفين والادباء والمتذوقين ندوة بعنوان :
“صناعة الرواية في العالم العربي.. تحديات وآفاق”، برعاية المشرف العام لجائزة كتارا للرواية العربية خالد عبدالرحيم السيد، والذي بدأ الاحتفال بكلمته التي عبر فيها عن سعادته بهذه الاستضافة في الاردن للمرة الأولى، وكيف استطاعت الرواية العربية أن تنقل نفسها من خلال كتارا إلى مدى أبعد مما نتصور، ثم تحدث عن : جائزة كتارا للرواية العربية وأنها جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.

وتهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي.

ورسالة الجائزة هي تعزيز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي وإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيراً عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.
وأشار الى أن المشاركات في الدورة الخامسة لجائزة كتارا للرواية العربية وصلت الى 1850 مشاركة، بزيادة قدرها 30 % عن الدورة الرابعة والتي وصلت إلى 1283 مشاركة، بما يدل على ازدياد حجم المشاركات في الجائزة باطراد، باعتبارها أكبر جائزة عربية.وأشار السيد، إلى أن النسخة الحالية تعرف إضافة فئة “الرواية القطرية” لأول مرة.
وشارك في الندوة كل من : الدكتورة مريم جبر فريحات- والدكتور محمد القواسمة- والروائي إلياس فركوح- والروائية ليلى الأطرش والروائي جلال برجس.

وقالت الدكتورة مريم جبر، ” لم تكن الرواية في الأردن بمنأى عما يشهده الواقع وما يشهده الفن الروائي ذاته من تحولات ومواكبة لمستجدات الواقع واستيعاب الأحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة، بل العالمُ بأسره، ما يكشف اجتراحُها عن رغبة،

وتابعت … بل إلحاح، لا على رصد ما يشهده المجتمع من تغييرات حسب، بل على تقديم رؤى واقتراحات تجاوز التغني أو التباكي على ما يحدث. بما أثارته من أسئلة اللحظة الزمنية، الماضي/ التاريخ والتراث، والحاضر، والمسقبل، بما يظهر فيها من تنوع في الأفكار والرؤى، وتتبع لسيرورة الحدث وتجليات أثره على الفرد وعلى المجتمع، فيما يتعلّق بقيم العمل والحرية والتسامح والمساواة والعدالة الاجتماعية واحترام الآخر، إلى جانب قلق الإنسان وتخوّفه إزاء قضايا فلسفية كبرى كالحياة والموت والاغتراب وغيرها..
وذكرت الروائية ليلى الاطرش في ورقتها حول “الترجمة وعالمية الرواية العربية”، ان الترجمة كانت من العالمية إلى العربية جسور المعرفة التي شيدت عليها الحضارة الإسلامية نهضتها في العلوم والفلسفة والفلك والطب وغيرها. وكان اهتمام الخلفاء الأمويين بداية التعرف إلى الإرث المعرفي الذي بنت عليه أمم ذلك الزمان حضارتها وتقدّمها وأدهش الخلفاء فأرادوا الاستفادة منه في بناء دولة حضارية بنقل علوم ومعارف الأخرين والبناء عليها، فأنشأ هارون الرشيد دار الحكمة في عاصمة ملكه بغداد، وكان وزيره الأول جعفر المنصور مهتما بالعلوم فترجموا له كتب الطب والفلك والهندسة والنجوم، قرأها ورفد بها رفوف دار الحكمة ليستفيد منها طلاب العلم. وقد وظف هارون الرشيد في بيت الحكمة كبار المترجمين لنقل العلوم والفلسفة والفلك عن اليونانية والفارسية والهندية، وصار بيت الحكمة قبلة الدارسين، فنبغ الكثير من العلماء، وتطورت الخلافة بالمعرفة فصار هاجس الخلفاء المزيد من المعرفة وتطويرها.
أما الروائي الياس فركوح فقد ركزت الورقة على التفريق بين الرواية ككتابة أدبية تعتمد اللغة والمَجاز والمخيلة، والصناعة واعتمادها في وجودها على المواد المستخرجة من الطبيعة.
كما شددت على أن الرواية إبداع فردي خالص، بينما الصناعة جهود مجموعات من المتخصصين عبر سلسلة من الاجراءات التي تتكامل.
الدكتور محمد القواسمة تحدث حول مسار النقد والرواية،مرت مسيرة النقد والرواية ــ كما أرى ــ في أربعة مراحل. المرحلة الأولى مرحلة التكوين بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أعمال خليل الخوري وفرنسيس مراش وسليم البستاني، وامتدت إلى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي. في هذه المرحلة بدأ النقد على صورة إشارات وتعليقات صحفية في الصحف والمجلات. في تلك المدة خطت الرواية خطوة كبيرة باقترابها من الشكل الروائي بفضل الاحتكاك بالغرب، وازدهار ترجمة كثير من الأعمال الأدبية والروائية، وخاصة من الفرنسية والإنجليزية، كما في أعمال “حديث عيسى بن هشام” لمحمد المويلحي، و”زينب” لمحمد حسين هيكل، و”الأجنحة المتكسرة” لجبران خليل جبران، و”عودة الروح” و”يوميات نائب في الأرياف” لتوفيق الحكيم، و”الأيام” لطه حسين.
وبين انه في المرحلة الثانية مرحلة التمكين التي تمتد من خمسينيات القرن الماضي إلى ما قبل السبعينيات منه أي عام 1967م.
وفي المرحلة الثالثة مرحلة التجدد التي تبدأ قبل السبعينيات بقليل وتمتد إلى ثمانينيات القرن الماضي حين عصفت بالعرب الهزيمة المدوية أمام إسرائيل في حرب حزيران عام1967. في هذه المرحلة نشط النقد بين الكتاب والقراء وفي الجامعات، وتعددت الاتجاهات النقدية،و المرحلة الرابعة مرحلة الفوران وتمتد من ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن . وفي هذه المرحلة زاد الإنتاج الروائي العربي، الذي ساهمت فيه كل الأقطار العربية، حتى تلك التي كانت مساهمتها فيه إلى عهد قريب قليلة، وساعدت الجوائز على هذه الزيادة، فبرزت أسماء جديدة تمكنت من تطوير فن الرواية شكلًا ومضمونًا،
أما الروائي جلال برجس فقد تطرق في ورقته إلى فكرة الاستثمار في الرواية عالميا وهل استثمر بها عربيا. ويعرج على ما احدثته وسائل التواصل الاجتماعي على صعيدي الكتابة ووصول النص للقارىء. ويتسائل في ورقته حول عدة ظواهر برزت بعد ثورة الاتصالات.
ووزع العدد السابع من مجلة مدارج والتي تضمنت ملفا شاملا عن كتارا للرواية العربية وجائزتها الأهم والأشمل عالميا.
ثم على هامش الندوة تم توقيع الروايات الفائزة خلال الدورات السابقة للروائيين الأردنيين منهم:
سناء الشعلان، كوثر الجندي، جلال برجس، قاسم توفيق، هيا صالح.
وقدم الاحتفال الشاعران احمد الشطناوي وعلي الفاعوري.

Share and Enjoy !

Shares