عمان – استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء أمس الثلاثاء الروائي وائل مكاحلة في حفل اشهار روايته ” المنسي” وقدم قراءة نقدية للكتاب الدكتور علي الغبن والدكتورة هناء البواب وشهادة ابداعية للرواية الاستاذ سامر المعاني وأدار الجلسة الشاعرة اميمة يوسف .
وقال د. الغبن ان الرواية تندرج تحت باب الفنتازيا التاريخية الساخرة والتي تعتمد على مجموعة من المشاهد أو المواقف التاريخية التي يحاول الكاتب التدخل في سير أحداثها من خلال الراوي .
وبين ان الكاتب قد اختار لعمله الروائي اسمين اثنين الاول ” المنسي” والذي يمثل اسم العائلة أو الشهرة لشخصية البطل معاذ المنسي وهو راوي الأحداث في الرواية ويحمل دلالة معنوية أيضا في كونه يمثل إشارة لحالة النسيان الاهمال التي يتعرض لها الراوي أولاً وللأحداث التي يحاول التعامل معها أما العنوان الثاني ” التاريخ كما يجب أن يكون” وهو اشارة الى موضوعات الرواية التاريخية والتي يرى الكاتب انها حصلت بطريقة أثرت في مجرى التاريخ الحديث .
واشار الى ان الرواية قد اعتمدت على الجانب التاريخي الخيالي وعلى والزمان والمكان و الراوي العليم المشارك في الاحداث والشخصية الرئيسية ، كما كانت الاحداث متسلسلة واعتمد على فكرة التقسيم فقد قسم الرواية الى أجزاء شمل كل جزء عنوانا مستقلا ووظف في بناء روايته لغة بسيطة حملت بعض العبارات المحكية المعاصرة والتي لم تخل بعض العبارات الساخرة سواء كانت السخرية نابعة من الموقف او من اللفظ نفسه، كما احتفظ الراوي بخصوصية فريدة جعلته غير قابل للموت على صفحات الرواية ومكنته من الانتقال في المكان والزمان .
ووضح الى ان الكاتب نجح في شد القارئ لمتابعة قراءة صفحات الرواية لقدرته على رسم صور شخصياته وبناء حملة من الحوارات الخفيفة الظل ولدقة معلوماته التاريخية التي ساهمت في تحويل التاريخ المتخيل وتقريبه الى القارئ العادي .
واشارت د. البواب ان الرواية تهدف الى ايجاد مقاربة نقدية لمفهوم اللغة الروائية النثرية من منظور لغوي في بنية لغوية جمالية تتحدد فنيتها بكيفية استخدام الراوي للغة وهي ذات وظيفة اجتماعية وثقافية وسياسية ، ناهيك عن تعدد الأماكن في الرواية فالروائي يدرس الأنسان في سياقه الاجتماعي التاريخي كفاعل مؤثر في موضوع ونتاج الاثر في الحدث التاريخي لكنه لا يتعامل مع الجانب الدرامي أو الوجداني كما ان لغة الرواية والكشف عن اسرارها اللغوية وتفسير نظام بنائها وطريقة تركيبها وادراك العلاقات فيها وبيان الوجوه الممكنة للنص من خلال تركيب تلك الشخصيات التي مرت في تاريخ معاذ خلال رحلته ما دل على طرح الكاتب الاحداث بأزمنة متعددة .
من جهته قال المعاني في شهادته الابداعية ان الكاتب نقل في روايته الحالة الثقافية العربية بمنغصاتها وبداياتها المرهقة في تتبع شيق على صعيد الفرد والهيئات الثقافية والمعاناة الداخلية والخارجية من حيث غياب الاحتضان والتشويق ، كما تناولت روايته الزمان والمكان وجعل منها مادة أدبية دسيمة المحتوى والافكار والطرح تؤرخ وتفصح الكثير من الحقائق والوقائع بأسلوب ممتع وأفكار متجانسة ورشاقة في الطرح .
وقال المكاحلة انه يحاول في روايته كتابة التاريخ من جديد في عالم فنتازي جميل ورغبة عارمة ان يرى العالم أجمل