كاليفورنيا – زياد دلكي ..
كان والدا( انس )، ينظرون إلى غدا مشرق لمستقبل فلذة كبدهم، فتراهم يتطلعون لذاك اليوم الذي ينهي به ابنهم دراسته الثانوية. .. مرت الأيام والسنين مسرعة في عمر الزمان، حتى وصل إلى المرحلة الثانوية ،فعمت الفرحة اسرته وبالذات بين شقيقاته الاربع لنجاحه بالثانوية لعامة قبل تسع سنوات من الآن ، . ليحط( انس )أولى خطواته في طريق حلم اسرته،ليدرس الهندسة في تخصص الطاقة الكهربائية في جامعة لوس انجلوس.
كان( انس) كما ذكر لي أصدقاؤه عندما شاهدته للوهلة الأولى عام ٢٠١٥ كشاب رث الثياب وشغر رأسه مبعتر ،وأطلق لحيته بطريقة رثة،وثيابه ممزقة وهو “يتزنر “باطياف من الالعاب والزخارف توحي لكل من يراه أنه فاقد الوعي وانسان غير سوي . يتدارك صاحب( انس )المشهد ليقول لي: يا اخي زياد، هذا الشاب صديقي واسمه (انس) من قلب العاصمة عمان وأهله ميسوري الحال ،كان طالبا مجتهدا خلوقا، نبراس لكل طلبة العرب والأجانب ممن ينتظمون في الدراسة بجامعة لوس أنجلوس. أكمل( أنس) العام الدراسي الثالث بنجاح باهر متقدما على كل طلاب كليته الذين كانوا يرافقونه في نفس التخصص. ومع بداية العام الدراسي في السنة الرابعة وقبيل التخرج بعامين بدأ ينزع تجاه صحبة رفاق السوء الذين استدرجوه لمستنقعهم في الإدمان على المخدرات.
ومضت مدارج الشهور الأولى للسنة الرابعة وما ان انتهى الفصل الأول حتى خرج (انس )من كليته خال الوفاض ليصبح يتعاطي المخدرات بل مدمن لهذه الافة ،وقد فقد عقله ولا يعي من حياته واسمه شيئا ، إلا أنه شارد في الطرقات يلوذ بين حاويات النفايات ليقضي يومه لواذا من سدول خيوط الليل وبرده.
بعد مشاهدتي لأنس ب ٦ شهور ذكرته بين من يعرفه – وجزاهم الله خيرا – فقد جمعوا له ثمن تذكرة الطائرة للاردن ،وصاحبه في الرحلة أحد الخيرين من المسافربن ليسلم (انس )لذويه.
ذهب( انس) والشوق يحن بصدور اهله ليروا ابنهم مهندسا كبيرا، فعاد اليهم فاقدا لكل أدوات حياته، فلم يددوا فيه سوى انسان بجسد هزيل بلا عقل.
هذا جز ء من مشهد يتكرر يوميا على امتداد امريكا من قبل بعض الجاليات العربية .