أعلنت السلطات الصحية في المملكة المغربية حالة استنفار، للحيلولة دون تسلل أي حالة حاملة لفيروس جدري القرود، المنتشر حديثا في العالم.
وبحسب معطيات من مصادر مغربية، فإنه على الرغم من عدم رصد وزارة الصحة المغربية لأي إصابة بالفيروس، إلا أنها تشدد إجراءات المراقبة في هذا الصدد.
وأكدت المصادر ذاتها، أن لجان المراقبة الصحية التابعة للوزارة، تقوم بعمليات مراقبة مكثفة على مستوى جميع النقاط الحدودية للمملكة، سواء الجوية أو البحرية أو البرية.
ويأتي هذا الاستنفار، خوفاً من أي تسلل محتمل لهذا الفيروس إلى داخل التراب الوطني المغربي، أو على الأقل الكشف المبكر عنها، بغرض اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للحد من انتشاره بين المغاربة.
وتؤكد أن المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وفي إطار منظومة اليقظة الصحية الدولية، يتابع جميع التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الصحية الدولية بخصوص المرض الفيروسي جدري القرود، كما تتابع المنظومة الوطنية للمراقبة الوبائية جميع تطورات البيانات الوبائية وتوصيات منظمة الصحة العالمية.
وأشار المتحدث إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن بعد عن المرض الفيروسي جدري القرود كحالة طوارئ صحية عامة.
وتعليقا على تفشي جدري القرود عالميا، كشفت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، تفاصيل مهمة حول الفيروس، قائلة بأنه ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، وتابعت أن جدري القرود فيروس نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية التي تتميز بالأمطار.
وكُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونجو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.
وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونجو وغرب أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونجو الديمقراطية التي رُئِي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.
وأُبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.
واندلعت في عام 2005 فاشية لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا. وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى جمهورية الكونجو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول 2016.