اجتمع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، الثلاثاء، برئيس مجلس النواب نبيه بري لأكثر من ساعة ونصف الساعة لبحث أزمة التكليف والتشكيل بعد إرجاء موعد الاستشارات النيابية الملزمة إلى الخميس المقبل.
وفي بيان صادر في نهاية الاجتماع أكد الحريري وبري أن الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة لتشكيل الحكومة، وضرورة مقاربة الاستحقاق بأجواء هادئة، بعيدا عن التشنج السياسي.
ودعا البيان اللبنانيين إلى التحلي بالوعي واليقظة في هذه المرحلة الدقيقة، وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يعمل البعض جاهدا نحو جر البلد للوقوع فيها بعد أن انتشر فيديو لمواطن لبناني مقيم في اليونان يسيء فيه إلى شخصيات دينية.
كما شدد الجانبان على ضرورة إفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم، وتنفيذ مهامهم بحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وقالت مراسلة “سكاي نيوز عربية” إن تأجيل الاستشارات النيابية جاء بطلب من الحريري الذي لم يتمكن من تأمين غطاء من الكتل المسيحية لتكليفه تشكيل حكومة جديدة.
وأطلقت قوات الجيش، الثلاثاء، الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار لجماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين حاولوا اقتحام ميدان في بيروت، ردا على تسجيل مصور يسيء إلى شخصيات شيعية، حسبما نقلت رويترز عن شهود وتقارير إعلامية.
وتجمع مئات الشبان على دراجات نارية في وسط بيروت، ملوحين براياتهم الحزبية والدينية، ومرددين “شيعة.. شيعة”، وأشعلوا النار في إطارات سيارات. وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة ومفرقعات على قوات الأمن بالمكان.
وتجاهل الشبان دعوات السياسيين لضبط النفس، وحاولوا كسر طوق أمني لاقتحام الميدان الذي يخيّم به المتظاهرون، في إطار احتجاج مناهض للحكومة قائم منذ أسابيع.
وأظهرت تغطية حية، بثتها قنوات تلفزة محلية، عشرات الشبان وقد أحرقوا إطارات، وحطموا مباني إدارية، وأضرموا النار في عدد من السيارات، في محيط المنطقة القريبة من طريق رئيس يؤدي إلى الأجزاء الشرقية والغربية من العاصمة.
وسبق وأن استهدفت جماعات شيعية المحتجين المعتصمين في الميدان، غضبا من هتافات تنال من زعمائها السياسيين، غير أن أحداث العنف الثلاثاء كانت ذات طبيعة طائفية واضحة.