باتت الصين تشكل الوجهة الدولية الرئيسية للتجارة العالمية بعد أن أصبحت تشكل، بعد الولايات المتحدة، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبميزات تنافسية قوية جدا في الأسواق العالمية، وخاصة التسوق الإلكتروني لأسباب موضوعية جاذبة لمختلف مستويات المستثمرين والمستهلكين، ويعرب العديد من قادة العالم ومديري كبرى الشركات العالمية والمستثمرين، على مختلف مستوياتهم، وعلماء في مختلف الحقول التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وباحثين استراتيجيين في مستقبل العلاقات الدولية في العديد من المناسبات والمؤتمرات، عن حاجة المجتمع الدولي الى التقدم التكنولوجي الهائل في الصين لمواجهة تحديات المجتمع الإنساني من الفقر والبطالة والصراعات السياسية، ولبناء مزيد من التعاون الإنساني وتحقيق مستقبل مشرق للبشرية من خلال التعاون الدولي وتوظيف التكنولوجيا العالمية في خدمة الإنسان ورفاهيته وإلى تعايش سلمي إنساني مشترك.
ويبدي عدد كبير من زعماء وقادة الدول من مختلف أنحاء العالم، ومنهم على سبيل المثال زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وإسبانيا، عن حماس دولهم ومؤسساتهم لتطوير العلاقات والتعاون مع الصين في مختلف الحقول، ويعربون عن حاجة دولهم الى مساعدة الصين، خاصة في قطاعات التكنولوجيا الزراعية التي توفر الغذاء بنوعيات عالية المستوى وكميات ضخمة تكتسح الأسواق العالمية، وتكنولوجيا الصناعة والطاقة والأمن التي أصبحت في تناول العديد من الدول ومنها الفقيرة والنامية، ولتعزيز التجارة البينية مع الصين واستعداد تلك الدول لاستقبال الصينيين من رجال أعمال ومستثمرين وعمالة مدربة وملتزمة، وتوفير وسائل تشجيع الاستثمار لهم، بالإضافة الى تعزيز السياحة البينية أيضا.
أما نحن في الأردن، فقد عمل الملك عبدالله الثاني على توطيد علاقات تعاون، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية مع الصين، وتوج هذه العلاقات بزيارته الى الصين العام 2018 لتكون الأردن مركزا استثماريا جاذبا للشركات ورجال الأعمال الصينيين وكبرى الشركات الصينية وتكنولوجيا المعلومات.
الاقتصاد الصيني ثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية وهو اقتصاد عميق، وحسب الدراسات والمؤشرات المستقبلية، فإنه سيقفز الى المرتبة الأولى عالميا في السنوات الخمسين المقبلة.
يتضح بأن استراتيجية الصين الدولية في الحاضر والمستقبل أصبحت تقوم على الانفتاح والتعاون الدولي لتحقيق ازدهار وحياة أفضل للمجتمع الإنساني، وتعزيز دور الصين في تقوية أواصر التعاون والتشاركية الاقتصادية من خلال مساهمتها في تطوير التنمية في العديد من الدول وتصدير العمالة الماهرة من الصينيين المنتشرين في معظم دول العالم وتنفيذ عطاءات المشاريع الضخمة في العديد من الدول، ومن خلال تصدير التكنولوجيا الصينية المتطورة لخدمة الاحتياجات الإنسانية بأسعار اقتصادية منافسة.
أما منظمة التجارة العالمية التي تطلب من الصين الانضمام الى المنظمة، فإنها تؤكد أن التعاون الدولي وإعادة إطلاق توظيف التكنولوجيا هما السبيل الوحيد لوقف التدهور الاقتصادي في الدول، والسبيل الأوحد لدفع عجلة التنمية في العالم، والمساهمة بإيجاد حلول للمشاكل العالمية وللمجتمعات الإنسانية التي تحتاج الى توفير الغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية والسلام، والصين تسارع بشكل غير مسبوق بتوفير هذه المتطلبات، مما جعلها الوجهة الاقتصادية الرئيسية للاقتصاد العالمي وكبريات الشركات والمستثمرين، وخاصة الأميركيين والأوروبيين وكذلك المستثمرين من مختلف دول العالم.
الموضوع السابق
الموضوع التالي