في الشتاء .. الكوارث تتكرر والمسؤولين .. لا يتعلمون من الدروس
رئيس التحرر
خالد خازر الخريشا
تجود السماء بالمطر فيسعد الناس مستبشرين بما قد يحمله معه من مواسم الخير لكنهم يصطدمون بالسيول التي تشكلها هذه الأمطار دون أن تجد طريقها إلى مصارف مطرية تستوعبها وعندما تجد بعضها على قيد الحياة نكتشف أن الأوساخ والردميات قد خنقتها لتصبح عاطلة عن العمل .
ما أن تسقط نعمة السماء على الأرض حتى تتبدى عيوب الواقع الخدمي في كافة مناطق المملكة دون استثناء ، وكأن الشوارع في الاردن صممت لفصل الصيف فقط حيث تتكرر المشاهد التي لا تسر الخاطر بدءاً من تحوّل الشوارع في معظم المدن إلى برك وبحيرات ومستنقعات تربك حركة المشاة والآليات معاً مع انسداد المناهل المطرية ومناهل شبكات الصرف الصحي وإن وجدت في بعض المواقع فهي لا تعمل … حفر ومطبات كثيرة تشكل مصيدة للمركبات التي لايمكن أن تكشف نتيجة غمرها بمياه الأمطار ، هذا الى جانب تشكل الاختناقات المرورية خاصة عندما تتعطل الاشارات المرورية بفعل الرياح او الامطار في حينها تضيع الطاسة حتى يأتي احد المخلصين المتأخرين من رجال المرور، أما بالنسبة للأرصفة فحدث ولا حرج فهي تمثل وبالاً بالنسبة للمواطنين في فصل الشتاء فهم إن هربوا من المياه وسط الشوارع فإنهم يجدونها تحت أقدامهم تخرج من أطراف البلاط .
في كل شتوية تكشفت الأمطار عيوب الطرق و شبكات تصريف المياه، وتغرق بعض الشوارع سواء في العاصمة عمان او في المحافظات الاخرى كل هذا الإرباك يأتي في ظل إعلان الجهات ذات العلاقة ” وضع الخطط الأزمة لاستقبال فصل الشتاء بجاهزيه عالية”، والاعلان من خطة شاملة لاستقبال فصل الشتاء تضمنت تنظيف مناهل وخطوط تصريف مياه الأمطار، ومداخل ومخارج عبارات التصريف، والقنوات المكشوفة بالتنسيق مع مديريات المناطق ،علاوة على فتح مجاري السيول والأودية الطبيعية، الا ان الأمطار التي تهطل في كل مرة علينا تجعل الامانة وعدد من البلديات تعيد الحسابات لخططها حيث تُحمل أمانة عمان والبلديات المواطن وشركات الإنشاءات مسؤولية التجمعات المائية التي قد تحصل في الشوارع مع كل فصل شتاء ، اما شركة مياهنا فتحمل ايضا المواطن سبب الفيضانات بأنه يربط مزاريب العمارات على شبكات التصريف الصحي ، فالجهات الفنية بالدولة مجتمعه غير مسؤولة وليست مقصرة والتهمة جاهزة للمواطن .
أظهرت فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غرق شوارع بمنطقة الدوار السابع في العاصمة عمان، وذلك بعد هطول الأمطار لساعات معدودة
كما انهار جدار استنادي ليل الخميس الجمعة على احد المنازل، في منطقة الحنو التابعة لأم الدنانير والواقعة في عين الباشا، وذلك جراء تجمع مياه الأمطار في الشارع ضعيف البنية ، أصحاب المنازل القريبة من الجدار قالوا ، أنهم خاطبوا بلدية عين الباشا عدة مرات وعلى مدى أشهر لإعادة تأهيل الشارع، مشيرين الى أن مياه الأمطار تتجمع داخل جسم الشارع وتتسرب داخله وتستقر بمحاذاة الجدران الإستنادية التي أقامها أصحاب المنازل قبل تنفيذ الشارع السكان أشاروا الى أن الجدران الإستنادية باتت تشكل خطرا على المنازل ومستخدمي الشارع بسبب انهيار بنية الشارع، متهمين البلدية بعدم الإهتمام بالموضوع الى أن انهار أحد الجدران الإستنادية ليل الخميس الجمعة .
في المقابل تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومشاهد تظهر غرق بعض الطرق في مناطق بالرصيفة وشهدت بعض شوارع الرصيفة ارتفاعاً
في اكثر من منطقة خاصة بركة التوحيد التي تحتاج الى قوارب لمرورها والقريبة من احياء العامرية وحي الحسين مما يثبت الاهمال وعدم المبالاه من قبل المسؤولين .
وتحمل الاخبار العاجلة انهيار لشارع بالسلط واضرار تصيب السيارات ، كذلك محافظ اربد بقرر اغلاق طريق وادي الغفر في اربد بسبب ارتفاع منسوب المياه علماً بان هذا الشارع جرى صيانته قبل شهرين من خلال رصد 70 ألف دينار وفشل في الامتحان مع اول شتوة .
كشف الدفاع المدني انه تم التعامل مع (179) حالة مداهمة مياه لمنازل في محافظات الشمال والوسط وتأمين 23 شخصاً ونقلهم إلى مناطق آمنة؛ نتيجة ارتفاع منسوب المياه أو عدم القدرة على الاستمرار في المسير ، ونتيجة الرياح الشديدة تم التعامل مع بعض حالات تطاير للأجسام المتحركة مثل ألواح الزينكو واللوحات الاعلانية كما تم التعامل مع انهيار لبعض الجدران الاستنادية نتيجة تجمع مياه الأمطار حيث بلغ عددها (11) جدار استنادي في محافظة العاصمة وعجلون واربد والزرقاء ، والسؤال من يرخص الجدران الاستنادية اين الامانة واين البلديات واين نقابة المهندسين لان المأساة تتكرر.
المنخفضات الجوية بالاردن وإن ما تحدثه من أضرار وإرباكات يمكن تحملها واستيعابها باعتبارها لا تدوم أكثر من ساعة أو ساعتين، تنتهي بعدها المسؤوليات، إلى أن تتكرر بذات الحجم مع كل زخة مطر طوال فصل الشتاء ، أمين أسبق لعمان قال في مناسبة، إن عمان مدينة صيفية، وليست معدة من أجل الشتاء، وإنه لا فائدة من إعدادها له، طالما أن الشعب يستطيع تحمل هطول زخات المطر كلما فاضت الشوارع أو غرقت مناطق لساعة أو ساعتين ، يا سامعين الصوت التاريخ يعيد نفسه .. شوارعنا ترسب في أول اختبارات فصل الشتاء ..!!!