– كشفت صحيفة عبرية عن مفاجأة جديدة حول هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤكدة أن وحدة استخبارات كبيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تكن تعمل ليلة الهجوم، بناء على قرار شخصي اتخذ قبل عامين.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن وحدة الاستخبارات العسكرية (8200) لم تكن قادرة على العمل بالقرب من حدود غزة صباح يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب النقص الحاد في أفراد طاقمها، إثر قرار اتخذته القيادة العليا قبل عامين، ونصّ على تخفيض أعداد العاملين في الوحدة، ووقف المناوبات الليلية، والعمل في عطلة نهاية الأسبوع.
وبحسب التقرير، فإن عدم وجود أفراد وحدة الاستخبارات 8002 الاستخباراتية المسؤولة عن عمليات التنصت وفك التشفير على حدود غزة يوم هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس على مستوطنات غلاف غزة، تسبب في فوضى أربكت الرد الإسرائيلي وأخّرته.
وقبل عامين لجأ ضابط رفيع المستوى في فيلق المخابرات التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تخفيض القوة العاملة في وحدة الاستخبارات 8002 بعد أن خلص إلى أن أساليب جمع المعلومات التقليدية المستخدمة على حدود غزة غير مجدية في اكتشاف التهديدات من القطاع في الوقت الحاسم.
وفي حال الافتراض أن القوة كانت على رأس عملها ليلة 7 أكتوبر، فليس من الممكن التصدي له، لكن كان باستطاعتها تخفيض حدته، من خلال تقديم صورة أوضح عما يحدث في غلاف غزة للجهات العليا، ومن ثم تمكين الجيش من تحديد موقع قوات النخبة في “كتائب القسام” أثناء تحركها نحو جنوب إسرائيل.
وفي الأسابيع التي تلت الهجوم، أكدت عدة تقارير أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك أفراد من الوحدة 8200، تجاهلوا تحذيرات مرؤوسيهم بشأن الأنشطة المشبوهة على طول حدود غزة.
وأكد تقرير نشرته “القناة 12″، الخميس الماضي، أن جنوداً في الوحدة حذروا من أن حماس تستعد لهجوم كبير، ومنظم للغاية ومخطط له بدقة ضد إسرائيل، لكن رد القيادة العليا كان مفاجئاً، إذ اعتبروا تصورات وتحذيرات الوحدة “محض خيال”.
“روتينية وغير مهمة”
وبالإضافة إلى التقارير التحذيرية الصادرة عن الوحدة 8200، روى جنود المراقبة من فيلق الاستخبارات القتالية الذين نجوا من هجوم “طوفان الأقصى” على قاعدتهم في ناحال عوز لقناة “كان” في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن قادة الصف الأول في أجهزة المخابرات رفضوا تقاريرهم عن نشاط غير عادي على حدود غزة، باعتبارها روتينية وغير مهمة.
وقبل الهجوم بثلاثة أشهر على الأقل، أشار جنود إلى معلومات عن قيام نشطاء حماس بإجراء دورات تدريبية مرات عديدة في اليوم، وحفر الأنفاق ووضع المتفجرات على طول الحدود، ومع ذلك، تجاهل كبار الضباط تلك الأدلة، متجاهلين الجنود، وإبلاغ القيادة العليا.
وتقول الصحيفة، يبدو أن التقارير عن إخفاقات المخابرات الإسرائيلية قبل 7 أكتوبر تؤكد تقريراً نشرته وكالة رويترز في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأن حماس خدعت إسرائيل عمداً، وشنت حملة استمرت سنوات لخداع تل أبيب، وجعلها تعتقد أنه يمكن استرضاءها بحوافز اقتصادية، مقابل الحفاظ على الهدوء النسبي.