– تدور التحليلات الإسرائيلية، حول فكرة أن أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لن “تتحقق قريبًا”، في ظل إطار زمني محدود، مع تشكيك في واقعية وقدرة جيش الاحتلال على تحقيق أهداف الحرب، بالإضافة إلى ظهور خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، والضغط الدولي.
كما تطرقت التحليلات الإسرائيلية، إلى النقص الكبير في المعلومات الإسرائيلية عن قطاع غزة، وعدم معرفته بما تمتلكه المقاومة الفلسطينية، بالإضافة تحرك المقاومة الفلسطينية على الأرض، وقدرتها على مواصلة القتال.
وقال المعلق العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، إن “هناك تفاوت كبير يكاد لا يمكن جسره بين الفهم بأن الجيش الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضم انتشاره للمرحلة الثالثة من الحرب في غزة، وبين ما يعرضه صناع القرار السياسي. إذ يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً أن الحرب ضد حماس ستستمر إلى الأبد”. ويضيف: “في الوقت نفسه، يبدو أن مراكز القيادة المختلفة لمديرية العمليات في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وكذلك القيادة الجنوبية والقيادة الشمالية والأقسام ذات الصلة، تستعد بالفعل لتغيير كبير في كانون الثاني/يناير”.
وأوضح هارئيل: “الحاجة إلى تغيير أساسي ترتبط بالانتشار المستمر لمئات الآلاف من جنود الاحتياط، والعبء الهائل الذي يُفرض على الاقتصاد وعلى جنود الاحتياط وعائلاتهم. الجيش الإسرائيلي لا يتخلى عن الحرب. لكن لديه تصور واضح، إذ سيتعين إجراء عدد من التعديلات، وتسريح بعض جنود الاحتياط، من أجل مواصلة الحرب بالشكل الجديد”، مع الإبقاء على أمر استدعاء، لشهر إضافي خلال العام المقبل، قائلًا: “لم تواجه قوات الاحتياط عبئًا بهذا الحجم منذ حرب لبنان عام 1982”.
ويشير هارئيل، إلى أن إعادة الانتشار هذه، مرتبطة في إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، مضيفًا: “طبيعة نشاط الجيش ستتغير تدريجيًا. فبدلًا من السيطرة على معظم مساحة شمال قطاع غزة وجزء صغير نسبيًا من الجنوب بأربع فرق، سيتم تنفيذ عمليات تنطوي على غارات مركزة، ستنفذها ألوية من الجيش النظامي، ضد معاقل حماس”، كما سيتم إرسال قوات من الجيش النظامي إلى الحدود مع لبنان.
أمّا عن المواقيت الزمنية للتحول، يقول: “يظل الجدول الزمني الذي يستعد الجيش الإسرائيلي بموجبه مرنًا. وهذا له علاقة باعتبارات نتنياهو السياسية، ولكن أيضًا بالوتيرة البطيئة التي يسير بها القتال. وكما يحدث غالبًا في الحرب البرية وخاصة القتال في منطقة مبنية، في كل مرة يتبين أن التقدير هو توقعات متفائلة، في حين أن المهمة في الممارسة العملية تستغرق ضعف أو ثلاثة أضعاف التخطيط الأصلي”.
التقدم البطيء
بدأ العدوان البري على غزة، قبل ثمانية أسابيع، ولكن في الأسابيع الأخيرة، كانت تحركات الجيش الإسرائيلية طفيفة، إذ يحاول حاليًا السيطرة على حي التفاح والدرج في القسم الشمالي الشرقي من مدينة غزة، فيما نفذ الجيش عمليات في جباليا والشجاعية، وفق هارئيل.
وأضاف: “يتحدث الجيش بتوجه واحد منذ بداية الحرب تقريبًا عن هدفه المتمثل في تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية، ولا يزعم أنه يعد بتدمير المنظمة. لكن المشكلة، مرة أخرى، تكمن في التفاوت بين بلاغة الخطاب والوضع على الأرض، الذي لا يتقدم بالوتيرة التي يقطعها الساسة”.
ويفسر المعلق العسكري لـ”هآرتس” الوتيرة الطبيئة لتحرك جيش الاحتلال، بالقول: إن “التركيز في خان يونس ينصب على ملاحقة كبار قادة حماس، والرغبة بعدم إلحاق الأذى بالمحتجزين، وكانت حادثة الشجاعية فارقةً في سلوك الجيش اللاحق”. مضيفًا: “النتيجة هي نمط من السحق البطيء، والانتظار المطول، وعمليات البحث الإضافية، والتي تركز معظمها على مئات من فتحات الأنفاق التي تم تحديد موقعها، وتواجه بعض المناطق المؤدية إلى الأنفاق مقاومة شديدة من جانب حماس وتتسبب في وقوع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي”.
أمّا المشكلة الأساسية، بحسب هارئيل، فهي الانقسام إلى “غزة العليا” و”غزة السفلى”، إذ “يتمتع كبار ضباط حماس، ومعظم القوة المقاتلة في المنظمة، بحماية نسبية في شبكة الأنفاق تحت الأرض”. موضحًا: “لا يوجد أي دليل في تصريحات الجيش الإسرائيلي على أن الجيش يرسل قوات إلى عمق الأنفاق، ولا يدخل الجنود سوى عدد قليل من الأنفاق، التي يتم أولًا فحصها وعزلها بدقة، إذ يتم إنزال الكلاب والكاميرات في الأنفاق، ويبدو أن إطلاق النار من الأسلحة يتم من بعيد”.
فجوة المعلومات
كما يبرز هارئيل فجوة المعلومات الهائلة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بالقول: “أعلن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع أنه عثر على ثلاثة مجمعات أنفاق تابعة لحماس في مدينة غزة، والتي وصفها الجيش بأنها ذات طابع استراتيجي. كل يوم يمر يبرز الفجوة بين معرفة إسرائيل قبل الحرب وفهمها للنظام السري الضخم الذي تم بناؤه في قطاع غزة، والواقع. وبات من الواضح أن إسرائيل لم تكن لديها معلومات استخباراتية كافية عما يحصل في غزة. وهذا يبرز سخافة تفاخر نتنياهو وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، الذي أصبح في وقت لاحق أكثر إثارة للغضب، بأن الهجوم على مترو حماس في عام 2021، أدى إلى تحول جذري في ميزان القوى مع حماس”.
ويستمر هارئيل في انتقاده، متحدثًا عن تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي، الذي “تفاخر في بداية العام، في محاضرة ألقاها في معهد دراسات الأمن القومي، بأن “المجد المتوج [كان] تدمير 100 كيلومتر من [الأنفاق]” في مشروع حماس الرئيسي”، ويعلق هارئيل بالقول: “الحرب دحضت حماسة كل التقديرات المذكورة واحدًا تلو الآخر”.
ويعلق على بيانات جيش الاحتلال، باقول: “المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يبذل جهدًا كبيرًا لبث الثقة في الجمهور بإنجازات الحرب. ومع ذلك، يبدو أن تأثير حملة تشكيل الوعي هذه على الجمهور يتضاءل. الرسائل تتكرر، والتقارير لا تتعلق بحدث يمكن اعتباره تغيير قواعد اللعبة في الحرب، وفي الوقت نفسه هناك تساقط مستمر للخسائر اليومية على الجبهة، ومن وجهة نظر الجيش، فإن الخطر يكمن مع مرور الوقت في فقدان الجمهور الثقة في مصداقية الإعلانات والشك في تحقيق أهداف الحرب”.
وينقل هارئيل، عن ما وصفه بـ”العضو الكبير في هيئة الأركان العامة”، تبريره للتقدم البطيء، بالقول: “ذلك ينبع من الطبيعة المعقدة للقتال والتعقيدات العديدة التي تترتب على عملية تنطوي على كشف وتدمير الأنفاق”. الذي أضاف: “حتى بعد الانتهاء من السيطرة على الشجاعية هذا الأسبوع، استمرت محاولات حماس لضرب القوات الإسرائيلية، وإن كان بوتيرة أقل”. مشيرًا إلى أن عملية تدمير الشوارع والأحياء في غزة تهدف إلى “خلق واقع مادي جديد على الأرض، مع النظر إلى وضع ما بعد الحرب”.
خلافات على إدارة العدوان
ويكشف هارئيل، عن خلافات في إدارة الحرب بين نتنياهو والليكود وبيني غانتس وغادي آيزنكوت وحزب معسكر الدولة، ويصف بـ”التصادم بين الاحتياجات الاستراتيجية والواقع السياسي”.
ويضيف: ” في البداية، اعتمد نتنياهو على مساعدة رئيسي أركان الجيش الإسرائيلي السابقين، أي غانتس وآيزنكوت، لموازنة الأصوات في حكومته اليمينية المتطرفة، واعتمد على نصائحهما في المنتدى المصغر لمجلس وزراء الحرب. ومثلهم، كان يؤمن باستهداف حماس وكان ضد توجيه ضربة استباقية لحزب الله في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وهي الخطوة التي أوصى بها وزير الأمن يوآف غالانت وكبار الشخصيات في الجيش الإسرائيلي، ويواصل غالانت توجيه الانتقادات لهذا القرار كلما تم ذكر الوضع على الحدود الشمالية”.
ومع ذلك، فإن الخلافات تجد فرصتها، قائلًا: “تغيرت الظروف السياسية. وعلى الرغم من أن نتنياهو يفهم جيدًا القيود العسكرية والدبلوماسية، إلا أن اعتباراته المتعلقة بالبقاء السياسي تتفوق عليها. لا يمر يوم لا يطالب فيه إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، وأحيانا بعض وزراء الليكود باستمرار الحرب وتسريعها. كما يهددون بالاستقالة إذا تباطأت الجهود العسكرية أو إذا تم ذكر المشاركة المحتملة للسلطة الفلسطينية في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة”.
ويستمر هارئيل، قائلًا: “من الناحية العملية، نشأ موقف حيث وقعت المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية في فخ التوقعات غير المبررة بتفكيك وتدمير حماس بسرعة، وهو الأمر الذي لم يكن على الأجندة قط، على الرغم من الوعود التي قدمها نتنياهو. لقد اعتقدت شرائح من الجمهور الإسرائيلي حقاً أن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم في غضون أسابيع قليلة بتسوية مباني قطاع غزة بالأرض وإنشاء منطقة عازلة في القسم الشمالي، مقابل المجتمعات الإسرائيلية. ومن الناحية العملية، أدت العمليات الإسرائيلية في واقع الأمر إلى دمار على نطاق غير مسبوق في غزة، ولكنها حتى الآن لم تحطم حماس ولم تؤد إلى فرض وقف إطلاق النار بشروط مرغوبة بالنسبة لإسرائيل. كما أن طموح إعادة جميع المحتجزين لم يتحقق”.
الجبهة الشمالية.. تصعيد روتيني
وتطرق مقال هارئيل، إلى الجبهة الشمالية، وقال: “أصبحت المواجهة المكثفة مع حزب الله على طول الحدود اللبنانية تعتبر الآن شبه روتينية. وتتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ذلك بما يشبه اللامبالاة، على الرغم من أن عشرات الآلاف من الأشخاص من المنطقة الحدودية أُجبروا على مغادرة منازلهم في تشرين الأول/أكتوبر، وليس لدى الدولة أي فكرة متى سيتمكنون من العودة. ومن الناحية العملية، فرض حزب الله على إسرائيل منطقة أمنية في الأراضي الإسرائيلية، وأبعد جميع الإسرائيليين عن المنطقة الحدودية. ومن دون إعادة قوة الرضوان التابعة لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، فإن السكان الإسرائيليين لن يعودوا إلى منازلهم القريبة من الحدود”.
ويربط الجبهة الشمالية مع قطاع غزة، قائلًا: “في ضوء الحمل الزائد في الجنوب، والتحدي المتزايد في الشمال، يبدو الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة خطوة منطقية في الظروف الصعبة. ولكن الجدول الزمني المخطط له ليس جامدًا، ولن يجد نتنياهو، فضلاً عن بعض ضباط الجيش الإسرائيلي لأسباب خاصة بهم، صعوبة في التملص منه. والمشكلة هي أنه بمرور الوقت، قد يصبح البقاء على الشكل الحالي مكلفًا. لا يتعلق الأمر فقط بالثمن الذي يُدفع بالدم كل يوم، ولكن كلما طال أمد العمل العسكري، كلما زاد خطر حدوث اشتباكات غير متوقعة”.
وعن سلوك نتنياهو في الحرب، قال: “في بعض الأحيان، الحقيقة هي أيضًا خيار. ولكن يبدو أن نتنياهو لا ينوي تقديم الصورة الاستراتيجية الكاملة للجمهور. فهو لا يزال يحاول كسب الوقت السياسي، رغم أن الساعة ضده. من المستحيل تجاهل المشاعر السلبية السائدة بين الجمهور حول الأخطاء الفادحة التي أدت إلى الحرب”. ويضيف: “نتنياهو نفسه لا يلتقي إلا مع جماهير مختارة بعناية. ويقوم بزيارات تعزية لعدد قليل جدًا من العائلات التي عادة ما تكون ميولها السياسية معروفة. وعلى النقيض من ذلك، فهو يواصل زيارة وحدات الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر، ولكن دائمًا تقريبًا فقط جنود الجيش النظامي، لتجنب انتقادات جنود الاحتياط. وضعه الداخلي أسوأ من موقف إيهود أولمرت بعد حرب لبنان عام 2006. من الصعب رؤيته وهو يتحدث بحرية في المستقبل مع الناس في مكان لم يتم تعقيمه سياسياً بالنسبة له”.
ويختم هارئيل مقاله، بالقول: “سيتعين على رئيس الأركان هاليفي، الذي يبدو أنه أدرك بالفعل التغيير في الوضع، أن يشرح للحكومة ما إذا كان الوقت قد حان في نظره للانتقال إلى المرحلة الثالثة الأكثر محدودية من الحرب. وإلى جانبه، فإن الشخصيات الرئيسية الأخرى هي غانتس وآيزنكوت، لقد وجد الأول مؤخرًا أرضية مشتركة معينة مع غالانت ولا يتعجل للانتقال إلى مرحلة جديدة، يبدو آيزنكوت أكثر تصميمًا مع مقتل نجله في غزة. ومن الممكن أن يؤدي الخلاف الحالي إلى تسريع استقالة حزب غانتس من الائتلاف، إذا تأخر التحول في طبيعة القتال”.
أهداف الحرب المستحيلة
من جانبه، قال الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان، إن إسرائيل تواصل ترويج أن “المناورة البرية هي الوسيلة الأساسية للضغط على السنوار للتوصل إلى صفقات، ولذلك يجب أن تستمر المناورة، سواء لتحقيق الهدف الأول، وهو تفكيك التنظيم، والثاني، أي ممارسة ضغوط كافية على السنوار حتى يستسلم ويوافق على صفقة يمكن أن تقبلها إسرائيل”.
ويعلق على ذلك، بالقول: “هذا التصريح لا يقل دقة عن تنبؤات الجيش الإسرائيلي قبل حرب لبنان الثانية، بأنه في حالة اشتعال الوضع القتالي ضد حزب الله، فإن سلاح الجو وقوة النيران الأخرى في الجيش الإسرائيلي سيكونان قادرين على تعطيل جميع مصادر قوة حزب الله”.
وذكر بيرجمان، بتحذير هو أن أهداف الحرب متناقضة، إذ وهي إما “التوصل إلى صفقة تبادل أو المناورة البرية”. ويقول: “الطريقين متضادان، متضادان في الاتجاه، في النتيجة، في الاختيار، يلغي أحدهما الآخر”.
قال الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان: “من خطط للبقاء عامًا في غزة، وظن أن ذلك ممكنًا، فهو شخص ساذج جدًا، أو تنقصه معلومات عامة عما حدث لإسرائيل في الجولات السابقة، أو ما حدث في أحداث مماثلة في العالم”
وأضاف: “من خطط للبقاء عامًا في غزة، وظن أن ذلك ممكنًا، فهو شخص ساذج جدًا، أو تنقصه معلومات عامة عما حدث لإسرائيل في الجولات السابقة، أو ما حدث في أحداث مماثلة في العالم. لأنه لم يكن هناك شك في أن العالم لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة. إن الضغط الدولي، إلى جانب ارتفاع أعداد الجنود القتلى من جيش متعثر ومتثاقل، ومكشوف أمام عناصر التنظيمات الفلسطينية الذين أعادوا ترتيب صفوفهم، سوف يجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب قبل ذلك بكثير”.
ويضيف بيرجمان: “من المرجح عمليًا أن تنهي إسرائيل في الواقع جولتها من القتال المسلح دون تحقيق الهدف الأول للحرب، دون التدمير الكامل لحماس. هناك أضرار جزئية للغاية، ليست هامشية ولكن جزئية، في مجموعة يحيى السنوار وكبار مساعديه السبعة، تم اغتيال اثنين منهم فقط حتى الآن. كان من الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية تحرير المختطفين بقوة السلاح”.
ويلخص بيرجمان مقاله، بالقول: “لقد ألحقت إسرائيل الضرر بحماس، لكنها بعيدة كل البعد عن التغلب عليها”. ويضيف: “هناك من يعتقد أن إسرائيل أصبحت فجأة مهتمة في صفقة تبادل، لكن ذلك لأنه بات واضحًا للجميع أنها ستضطر خلال أسبوعين إلى التوقف عن المناورة تحت الضغط الأميركي”، مشيرًا إلى أن “ضربة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أفقدت إسرائيل القدرة على التخطيط للمستقبل البعيد”.