اتضح للعلماء من دراستهم لجماجم قدماء ممثلي جزر البحر الكاريبي، أن الإسبان لم يكونوا أول من استعمر هذه الجزر، بل سبقهم أكلة لحوم البشر الذين وصفهم كولومبوس في مذكراته.
وتفيد مجلة Scientific Reports، بأن مذكرات كولومبس عن رحلاته بين جزر الكاريبي، تشير إلى غارات أكلة لحوم البشر على سكان الجزر الأصليين، حيث كانوا يأخذون النساء للعبودية.
وتعتبر هذه القصص من الأساطير في السابق، ولكن الدراسة الأخيرة تؤكد على أن كولومبوس ذكر في مذكراته وقائع حقيقية. فقد تمكن فريق علمي برئاسة آن روز من جامعة ولاية كارولينا الشمالية، باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه من تحليل جماجم سكان جزر حوض الكاريبي القدماء من اكتشاف تاريخ العلاقات بين المجموعات البشرية المختلفة في هذه المنطقة.
وقد درس الباحثون أكثر من 100 جمجمة يعود تاريخها إلى سنوات 800-1542 ميلادية، وركزوا على نقاط معينة- حجم مآخذ العين، طول الأنف، وغيرها من النقاط التي تحدد ملامح الوجه. واتضح من نتائج هذه العملية وجود ثلاثة مجموعات غير مرتبطة فيما بينها بأي صلات، وتمكنوا من تحديد طريق هجرتهم.
وكان الاكتشاف الأكثر إثارة هو أن أكلة لحوم البشر هم من سكان المناطق الساحلية لأمريكا الجنوبية، حيث استعمروا جامايكا وجزر البهام وغيرها قبل الإسبان. ويقول وليم كيغان أحد أعضاء فريق البحث، “لقد حاولت على مدى سنوات إثبات خطأ كولومبوس، ولكن اتضح أنه كان محقا. لذلك يجب أن نعيد النظر بجميع آرائنا السابقة”.