27.1 C
عمّان
السبت, 24 مايو 2025, 12:19
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

في عيد استقلالك التاسع والسبعين .. يا أردن المجد والوفاء

تسعة وسبعون عامًا مضت، والأردن يُجدّد في كل عامٍ عهده مع المجد، مذ انبثق فجر الاستقلال وتنفس الوطن نسائم الحرية، وكتب بدماء الأحرار وسواعد الرجال أولى فصول عزّه ومسيرته.

هو ليس يومًا في الروزنامة، بل تاريخٌ محفور في الوجدان، يشهد على إرادة شعب، وحكمة قيادة، وعظمة تضحيات.

منذ أن بزغ فجر الاستقلال عام 1946، والأردن يسير بخطى واثقة على درب النهضة، دولة فتية تستمد عراقتها من جذور المجد، وترتكز على الإرث الهاشمي النبوي الشريف الذي وهبه الله لهذه الأرض، ليكون الحارس الأمين لرسالتها، والقائد الصادق لمسيرتها.

لقد حبا الله الأردن بقيادةٍ هاشميةٍ حكيمة، جمعت بين الرؤية الثاقبة، والسيرة النقيّة، والقلب الرحيم… قيادةٌ وُلدت من رحم النبوّة، فاتّسمت بالرحمة كما بالحزم، وبالتسامح كما بالحكمة. فكان الأردن، رغم ضيق موارده وكثرة التحديات، نموذجًا في التماسك، وفي الحضور العربي والدولي المعتدل والمسؤول.

وكان، ولا يزال، بقيادته الهاشمية، نصيرًا وفيًّا لأمّته في قضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي احتضنها وجدانه، ونادى بها في كل محفل، ونافح عنها في وجه المحن والتحديات.

كما يواصل الأردن، بإيمان راسخ وشرعية تاريخية، أداء دوره في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، عبر الوصاية الهاشمية التي تجسّد رسالة الدفاع عن هوية المدينة وقدسيتها، في وجه محاولات التهويد والتزوير.

وتحيةً تليق بعظمة المناسبة، نبعثها إلى حماة الاستقلال، رجال القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، الذين صانوا بدمهم تراب الوطن، وأثبتوا في كل ميدان أنهم عنوان للرجولة والانضباط. كما نُجِلّ عطاء الأجهزة الأمنية، التي جعلت من الأمان نمط حياة، ومن التضحية أسلوب خدمة، ومن الوفاء للوطن عقيدة لا تهتز.

ونحن نحتفل بهذا اليوم الخالد، نرفع رؤوسنا فخرًا بما تحقق في شتى مناحي الحياة، حتى غدونا دولةً عصرية تمضي بثقة نحو المستقبل، كمنارةٍ لا تخبو، ورايةٍ لا تنكسر.

فقد تعزّز حضور الدولة في كل ميدان، وامتدّ أثر النهضة إلى الفكر والمؤسسات والبُنى، وكان الإنسان في قلب الرؤية الهاشمية، بناءً وتمكينًا، باعتباره أغلى ما نملك وأعظم ما نُراهن عليه.

وتماسك النسيج الاجتماعي أمام كل عاصفة، وارتفع وعي الشباب، فصار الحلم مشروعًا، والطموح سلاحًا، والإرادة طريقًا نحو وطنٍ لا يعرف التراجع.

في هذا اليوم، نجدّد البيعة والولاء لقائد الوطن، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ووليّ عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله، ونبعث بأسمى التهاني والتبريكات إلى نشامى الجيش والأجهزة الأمنية، ولكل أردني وأردنية يرون في الوطن شرفًا لا يُساوَم عليه.

اللهم يا حافظ الأوطان، ويا مُعزّ الشعوب، احفظ الأردن وقيادته وشعبه، وادم عليه نعمة الأمن والإيمان، وارفَع رايته بالعزّ والتمكين.

وكلّ عامٍ وأنت بخيرٍ يا وطني…

Share and Enjoy !

Shares