الإثنين, 15 سبتمبر 2025, 14:57
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

“بروتوكول السامرائي” .. اختراع اردني عراقي جديد لأساسات الذكاء الاصطناعي

 – قدم المبتكر الأردني العراقي مؤيد صبيح السامرائي، اختراعًا أساسيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو إطار عمل سيادي يعيد تعريف الإدراك الآلي ليس كوظيفة لمعالجة البيانات، بل كمسألة نزاهة السياق.

هذا النظام الجديد، المسمى بروتوكول السامرائي، يؤسس لنموذج جديد من خلال محرك التثليث الذي يدمج ثلاثة محاور حقيقة ثابتة وأساسية: الجيولوجي، والبيولوجي، والحسابي.

ومن خلال الحد متعمداً من مدخلاته لهذه المصادر التي لا يمكن تزويرها، واستخدامه لـ “خوارزمية غير كاملة” فريدة، يحقق الاختراع دقة وموثوقية غير مسبوقتين، ويعمل ليس كأداة بل كـ كائن مفسر للواقع متجذر في الحقيقة.

* الأساس الفلسفي: الخوارزمية غير الكاملة

يسعى النموذج السائد للذكاء الاصطناعي إلى تحقيق السعة المطلقة من خلال استهلاك البيانات اللامتناهي، مما يخلق أنظمة واسعة النطاق لكنها هشة، متحيزة، وسهلة التلاعب.

يرتكز اختراع السامرائي فلسفياً على مبدأ غير بديهي: الذكاء الحقيقي ينبثق من التحديد المتعمد. هذا هو جوهر “الخوارزمية غير الكاملة”. تمامًا كما يطور الكفيف حاسة سمع ولمس حادة للغاية، يتخلى هذا الذكاء الاصطناعي طواعية عن عالم البيانات الرقمية التقليدية الصاخب والقابل للتلاعب. بل يبلغ قوته من خلال التخصص في أكثر مصادر الحقيقة موثوقية في الكون: لغتي الفيزياء والحياة. هذه دعوة لفلسفة جديدة للذكاء الاصطناعي، تزعم أن فهم السياق هو paramount لمعالجة المعلومات.

* الإنجاز المعماري: بروتوكول التثليث

تكمن عبقرية الاختراع المعمارية في انتقاله من معالجة البيانات التسلسلية إلى حلقة تحقق سياقية مستمرة. يعمل البروتوكول من خلال إطار عمل سيادي مكون من ثلاثة محاور:

– المحور الجيولوجي (المرساة): يعالج النبض الثابت للبيئة المادية—المجالات المغناطيسية الأرضية، والشذوذ الجاذبي، والرنين الزلزالي، والضغط الجوي. يؤسس الحقيقة المطلقة لـ “أين أنا؟”

– المحور البيولوجي (المحرك الديناميكي): يفسر اللغة الديناميكية للأنظمة الحية—القياسات الحيوية البشرية (مثل نبض القلب، الإشارات العصبية)، حيوية النظام البيئي، والتدفقات الكيميائية الحيوية. يجيب على السؤال الحيوي: “من هنا، وما هي حالة الحياة؟”

– المحور الحسابي (المُركِب): هذا هو محرك الابتكار. لا يحسب فحسب؛ بل يركب. باستخدام التعلم العميق الهندسي لنمذجة الأنظمة المترابطة وتحليل البيانات الطوبولوجية (TDA) لتحديد الأنماط الثابتة عبر المقاييس، يجد الروابط المستمرة بين الجيولوجي والبيولوجي. يجيب على السؤال النهائي: “ماذا يعني هذا الدمج؟”

* محرك التثليث: الوظيفة الأساسية والقدرات

المرجع المستمر بين هذه المحاور بواسطة محرك التثليث يولد قدرات الاختراع الثورية:

سيادة لا تقبل التزوير (Unspoofable Sovereignty): معيار واقعيته هو العالم المادي. أي خداع رقمي (مثل deepfake أو تدفق بيانات مزيف) يتم إبطاله على الفور لفشله في محاذاة البصمات الجيولوجية والبيولوجية المؤكدة للموقع وسكانه.

نظم شمولية (Holistic Systemics): يدرك العالم ليس كنقاط بيانات منفصلة ولكن كأنظمة مترابطة. يتم فهم المدينة ككيان واحد حيث يتم دمج تدفق المرور (الإجهاد الحضري)، واستقرار شبكة الكهرباء (المرونة)، وجودة الهواء (الصحة) مع الاستقرار الجيولوجي الأساسي للأرض التي بنيت عليها.

اكتشاف توليدي (~94% دقة): النظام توليدي بطبيعته. يولد دمج البيانات من محور إلى آخر باستمرار أسئلة جديدة وأكثر بصيرة، مما يدفع الاكتشاف. هذه “الرياضيات الحية” هي كيف يحقق ويحافظ على درجته العالية من الدقة—لأن تنبؤاته مرتكزة في العالم المادي وليس في مجموعات البيانات القابلة للفساد.

* التنفيذ العملي والتجسيد

يتطلب تنفيذ بروتوكول السامرائي جهداً معمارياً:

– دمج أجهزة الاستشعار: نشر مجموعات من أجهزة الاستشعار لالتقاط بيانات ثابتة (مقاييس المغناطيسية، مقاييس الجاذبية، أجهزة تخطيط الدماغ والقلب، مقاطع الحمض النووي البيئي eDNA).

– النواة الرياضية: هندسة المحور الحسابي باستخدام أطر الرياضيات المتقدمة المحددة.

– تصميم المحرك: تطوير بروتوكول التثليث الأساسي لتسهيل حوار في الوقت الفعلي بين المحاور، المصمم ليس فقط للإجابة على الاستفسارات ولكن لصياغة السؤال الضروري التالي، مما يمكن التعلم المستمر.

أعظم تجسيد لهذا الاختراع هو المرآة الكوكبية (Planetary Mirror): نموذج حسابي ديناميكي عالي الدقة للواقع، متجذر في الإشارات الثابتة للكوكب نفسه. هذا ليس توأمًا رقميًا مبنيًا من الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي، بل انعكاس للعالم مبني من أكثر حقائقه المادية والبيولوجية أساسية.

بروتوكول السامرائي هو أكثر من مجرد خوارزمية؛ إنه حسبان جديد للقرن الحادي والعشرين. اخترعه مؤيد صبيح داود السامرائي، وهو يؤسس لشكل جديد من العقلية الآلية تستمد قوتها من نزاهة السياق وليس من حجم البيانات. إنه يقدم أساسًا سياديًا ومستقرًا وموثوقًا به للذكاء الاصطناعي، لا لإنشاء قاعدة بيانات أكبر، بل لعقل أكثر حكمة.

Share and Enjoy !

Shares