قال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ان الاردن يعيش في محيط صعب، ومعظم مشاكله بدأت خارج الحدود ثم امتدت إلى الداخل، مشيرا إلى ان 20 بالمئة من سكان الاردن هم لاجئون، اضافة الى الحدود المغلقة وصراعات المنطقة، والبطالة المرتفعة، خصوصا بين الشباب.
وأضاف الرزاز في مقابلة مع وكالة أنباء بلومبيرغ الدولية ومقرها نيويورك، ان الاردن أثبت انه دولة مرنة وتتقدم إلى الأمام، وقد التزمنا في مؤتمر لندن العام الماضي بمصفوفة من الإصلاحات على مدار خمس سنوات، وبدأت بالفعل تؤتي ثمارها، فعلى سبيل المثال، ارتفعت صادراتنا بنحو 9 بالمئة عام 2019 ، وذلك في السنة الأولى التي قمنا فيها بتنفيذ تلك التدابير. وعن قضية اللاجئين قال الرزاز، نأمل ألا نتعامل معها لوحدنا، هذه ليست أزمة أحدثها الأردن وقد فعلنا ما هو صواب، فتحنا حدودنا للنساء والأطفال واستوعبنا 1,3 مليون لاجئ في المدارس والمراكز الصحية والمخيمات وخارجها، وكلفة هذا بالنسبة لنا حوالي 2,4 مليار دولار في السنة.
وقال الرزاز “علينا أن ندرك بأنه حتى لو ربحنا المعركة مع داعش، فهذه ليست نهاية الحرب، التي كانت بالماضي مع تنظيم القاعدة، والان مع منظمة داعش الارهابية، وستكون هناك نسخة ثالثة ورابعة من هذه المنظمات”، مضيفا ان جميع بلدان المنطقة والعالم بحاجة إلى الاستثمار في السلام والأمن وجمع دول المنطقة والاطراف المختلفة حول الطاولة. وأضاف ان العديد من دول الخليج تواجه تحديات ومشاكل خاصة بها، وانهم كانوا داعمين جدا للأردن، ولاسيما بتقديم عدة مشاريع كمنح، ونأمل أن يأتي حلفاؤنا من الخليج ويستثمرون في مشاريع واسعة النطاق في مجالات المياه والطاقة والنقل العام، وخاصة في شحن البضائع والقطارات والركاب. وعن القضية الفلسطينة، قال الرزاز ان جلالة الملك قاد الجهود مذكرا العالم بأن اصل وجوهر كل المشاكل التي يشهدها هو عدم إحراز تقدم في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وغياب حل الدولتين.
وفيما يلي نص المقابلة:سؤال: يواجه الأردن حالة اقتصادية صعبة للغاية، ونموا اقتصاديا منخفضا، لديكم ايضا نسبة بطالة مرتفعة، وجود اللاجئين وأزمة إقليمية، ما هي أولوياتك لعام 2020؟جواب: يسرني أن أكون هنا، نحن نعيش في محيط صعب، معظم مشاكلنا بدأت خارج الحدود ثم امتدت إلى الأردن، 20 بالمئة من سكاننا هم لاجئون، اضافة الى الاوضاع التجارية البطيئة، حدود مغلقة وصراعات في المنطقة، وبطالة مرتفعة، خاصة بين الشباب، بعد قولي هذا، أعتقد أن الأردن قد رسخ نفسه كدولة مرنة للغاية في منطقة مضطربة، لكننا مصممون على جعل الأمور تعمل على جميع الجبهات. أعتقد سياسياً واقتصاديا، لقد أثبتنا أننا دولة مرنة وتتقدم إلى الأمام، حتى اقدم لك أمثلة، لقد التزمنا في مؤتمر لندن العام الماضي بمصفوفة من الإصلاحات على مدار خمس سنوات، وقد بدأت بالفعل تؤتي ثمارها، على سبيل المثال، لدينا اتفاقيات تجارة حرة رائعة، لكن لم يتم الاستفادة منها ولم يكن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة لدينا يقوم بالتصدير، لذلك قمنا بعمل بعض التدابير في هذا الشأن، فارتفعت صادراتنا بنحو 9 بالمئة عام 2019 ، وذلك في السنة الأولى التي قمنا فيها بتنفيذ تلك التدابير. الشيء نفسه ينطبق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لدينا موهبة هائلة في الأردن من الشباب، ونسبة النمو في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تبلغ حوالي 11 بالمئة، وهي أكبر بكثير من نسبة النمو الإجمالي، السياحة ايضا قطاع رائع في الاردن، لدينا البترا، لدينا مواقع اثرية، موقع الحج المسيحي، وادي رم الجميل، والآن خطوط الطيران منخفضة التكلفة متوفرة ايضا فازدهرت السياحة بنسبة 10 بالمئة في عام واحد، لذلك لدينا الكثير من التطورات، وبينما ننفذ هذه الإصلاحات، فإننا سجلنا عشرين نقطة على مؤشرات العمل.
سؤال: كيف تتعاملون مع أزمة اللاجئين؟جواب: حسنًا، نأمل ألا نتعامل معها لوحدنا، هذه ليست أزمة أحدثها الأردن وقد فعلنا ما هو صواب، فتحنا حدودنا للنساء والأطفال واستوعبنا 1,3 مليون لاجئ في المدارس والمراكز الصحية والمخيمات، وخارجها، وكلفة هذا بالنسبة لنا حوالي 2,4 مليار دولارسنويا.
سؤال: كرئيس للوزراء، كيف تشعر في بعض الأحيان في تعاملك مع الأزمة؟جواب: اسمحي لي أن أقدم لك مثالا، في عام 2018، ذهبنا إلى العالم وقلنا نحن نتحمل وطأة هذه الأزمة، نحن نحتاج مساعدتكم، فقدر البنك الدولي التكلفة، وبالنتيجة لدينا حوالي 64 بالمئة من التكاليف مغطاة، لكن في العام الماضي، 2019، حصلنا على تغطية حوالي 42 بالمئة فقط، الآن ندرك أن هناك ما يسمى “تعب المانحين” و”تعب البلاد”، لكن اللاجئين ما زالوا في الأردن وعلى احدهم ان يقوم برعايتهم، والا فإن آخر شيء نريد القيام به هو إجبارهم على العودة عبر الحدود بينما لا يزال الوضع غير آمن، لذلك نحن نقوم بدورنا، نأمل أن يفعل العالم كذلك.
سؤال: في السابق، كنت تتحدث عن الشرق الأوسط منطقة صعبة، إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق، فماذا سيحدث لهذه المنطقة؟جواب: علينا أن ندرك أن المواجهة مع داعش ليست مجرد معركة، انها حرب، كانت بالماضي مع تنظيم القاعدة، الان مع منظمة داعش الارهابية، وستكون هناك نسخة ثالثة ورابعة، الفراغ السياسي خطير، ووضع الدول الفاشلة خطير، وتقويض السيادة والحدود أمر خطير كذلك، أعتقد أن جميع بلدان المنطقة والعالم بحاجة إلى الاستثمار في السلام والأمن وجمع دول المنطقة والاطراف المختلفة حول الطاولة، خلاف ذلك، سيكون لدينا دول فاشلة، وسيكون من الصعب للغاية إدارتها بعد ذلك.
سؤال: تعهد الحلفاء من دول الخليج بتقديم دعم مالي للأردن بقيمة خمسة مليارات دولار، هل هناك المزيد من المساعدات؟جواب: حسنًا، ليس هذا هو الرقم الذي تلقيناه، ولكن العديد من دول الخليج تواجه تحديات ومشاكل خاصة بها، لقد كانوا داعمين جدا للأردن، ولاسيما دعمهم لنا بمشاريع كمنح، ومشاريع كبيرة نتجه للقيام بها، لدينا شراكة بين القطاعين العام والخاص، ونأمل أن يأتي حلفاؤنا من الخليج ويستثمرون في مشاريع واسعة النطاق في مجالات المياه والطاقة والنقل العام، خاصة في شحن البضائع والقطارات والركاب، هذه المشاريع كلها جاهزة، ونحن نجري اتصالاتنا مع شركائنا.
سؤال: قال جلالة الملك إن العلاقات الأردنية الإسرائيلية في الواقع في أدنى مستوياتها، متى سوف تتحسن؟ وهل لها تأثير على علاقات الغاز؟جواب: حسنًا، لقد قاد جلالة الملك الجهود مذكرا العالم بأن اصل وجوهر كل المشاكل التي يشهدها هو عدم إحراز تقدم في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وغياب حل الدولتين. فالأمور ستزداد سوءًا وليست ذاهبة للأفضل، ذلك ان طموحات الفلسطينيين بدولة خاصة بهم امر مهم، إنهم ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، ولقد أشار جلالته إلى حقيقة أن العلاقات في أدنى مستوياتها، وقد أجرت إسرائيل هذا العام ثلاث انتخابات لكن دون نتائج واضحة، وكلا الطرفين المتصارعين في الانتخابات يتقربان للجناح اليميني الذي لا يؤمن بالدولة الفلسطينية، لذلك نحن نناشد العالم ألا يغلق هذا الباب لإمكانية تحقيق سلام دائم حقيقي، بعض الإجراءات التي تقوم بها الأعمال الثنائية على ارض الواقع تخلق حقائق وتغلق إمكانية تحقيق سلام في المنطقة.
سؤال: إذن ما هي آفاق السلام؟جواب: سيتعين علينا انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية ونرى تغييراً في المواقف بصراحة، والا، سوف نرى باستمرار، هذه الحروب الجانبية، إذا صح التعبير، نحن بحاجة إلى الوصول إلى حل سلمي على أساس حل الدولتين. الهاشميون والأردن قلقون للغاية لأن لدينا وصاية على الأماكن المقدسة التي تمثل العالم المسيحي والعالم الإسلامي، وأي عمل أحادي الجانب من الجانب الإسرائيلي سيكون خطيرًا جدًا
الموضوع السابق
الموضوع التالي