طالب مزارعون ومهندسون زراعيون في الزرقاء بضرورة إقامة العديد من السدود الترابية والحفائر المائية المنظمة في المحافظة وخاصة في منطقة الأزرق لكونها تضم قاع الأزرق المائي الذي يجمع سنوياً ملايين الأمتار المكعبة من المياه.
وقال المزارع مؤيد خليل، الذي يملك إحدى مزارع العنب والزيتون التي تبلغ مساحتها 300 دونم في الأزرق، إنه عمد إلى إقامة سد ترابي بارتفاع ستة أمتار منذ سنتين، وتم استغلاله في تربية الأسماك وسقاية أشجار الزيتون والعنب .
وأشار إلى أنه استثمر السد الترابي الذي بلغت كلفة إنشائه على نفقته الخاصة نحو تسعة آلاف دينار، اقتصادياً من خلال بيع الأسماك، فضلاً عن التقليل من استهلاك المياه من البئر الموجود في مزرعته، الأمر الذي خفض من نفقات مشروعه الزراعي بشكل ملحوظ .
ودعا خليل المزارعين الآخرين الى إقامة السدود الترابية للتقليل من استهلاك المياه من الآبار الارتوازية واستغلالها في تربية الأسماك، لافتا الى ضرورة تغطية جوانب السدود بالمواد البلاستيكية وتدعيمها بالصخور لحمايتها من الفيضانات وعدم انهيارها .
من جانبه قال مدير زراعة الأزرق المهندس ناصر الدغمي ان السواتر والسدود الترابية المقامة في الأزرق عشوائية وغير منظمة، مؤكداً أهمية عمل سدود ضخمة للاستفادة من المياه في قاع الأزرق الذي تقدر المياه فيه سنوياً بملايين الأمتار المكعبة، حيث يتعين استثمار هذه المياه بشكل مجد.
وبين المهندس يوسف الرفاعي من مديرية زراعة الزرقاء، أنه يستفاد من الحفائر المائية لمربي الثروة الحيوانية وكذلك من السدود الترابية لسقاية محاصيل المزارعين، حيث ان تضاريس منطقة الأزرق تسمح بإقامة العديد من السدود الترابية والحفائر والاستثمار فيها بما ينعكس على تنمية الثروة الحيوانية في الأزرق وفي محافظة الزرقاء بشكل عام.
وتمتاز الأزرق بأنها منطقة قيعان مائية حيث يجمع قاع الأزرق المائي ملايين الأمتار المكعبة من المياه في السنة، الأمر الذي يشجع على إدارة هذه الكميات الكبيرة من المياه المتدفقة من السيول والأودية المجتمعة التي تصب في قاع الأزرق ليستفيد منها الحوض المائي.
ولفت الرفاعي إلى أن هناك حاجة إلى الاستفادة من الأساليب الهندسية والعلمية الحديثة مثل “تقنية الحقن المائي” حتى يتم توريد الكميات الكبيرة من المياه المتجمعة الى قاع الأزرق المائي، وذلك من خلال تمديد أنابيب معدنية تسحب المياه من القيعان والأودية المتجمعة فيها لتصل إلى أعماق كافية تغذي الحوض المائي.
وأوضح ان ذلك يضمن عدم تبخر ملايين الأمتار من المياه المكعبة سنوياً وأن لا تضيع هدراً، فضلاً عن زيادة المخزون من المياه الجوفية، مبيناً ان قضاء الأزرق يضم ما يقارب عشر حفائر مائية.
من جهته قال رئيس مجلس محافظة الزرقاء الدكتور أحمد عليمات ان مجلس المحافظة عمد إلى إنشاء ثلاث حفائر مائية في قضاء الأزرق تجمع نحو 300 ألف متر مكعب من المياه، إذ أنها تفيد مربي الثروة الحيوانية والمزارعين في سقاية المحاصيل الزراعية، إضافة إلى تعزيز المياه الجوفية.
وبين أنه تم إنشاء هذه الحفائر باتجاه الأودية للاستفادة من المياه الجارية، حيث بلغت كلفتها نحو 250 ألف دينار، مؤكدا أنها تفيد الحياة البرية مثل توطين بعض أنواع الطيور المهاجرة وتطوير السياحة في منطقة الأزرق.
الموضوع السابق
الموضوع التالي