علي سعادة
ثمة ثقوب سوداء لا يمكن لأحد الإفلات منها أو رتقها وإصلاحها تمزق نسيج الصحافة كمهنة وكرسالة وكسلطة أخلاقية وتبتلع معها كل إنجازات الصحافة الأردنية.
أداء مجلس نقابة الصحافيين الحالي طيلة ثلاث سنوات كان ثقبا اسودا وجرحا غائرا، إغلاق المواقع الإلكترونية والصحف الورقية كان ثقبا اسودا، نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين ينشرون ويعلقون دون أن يتأكدوا من المعلومة تحت هوس”عاجل” ثقوبا سوداء، الكتاب والصحافيين الذين يرضون على أنفسهم أن يكتبوا بناء على الأوامر والطلب هم ثقوبا سوداء، المواقع الإلكترونية والصحافيين الذين يبتزون المؤسسات والشخصيات من أجل الإعلانات ثقوبا أكثر من سوداء.
القوانين التي تصادر الحريات وتحاصر حرية التعبير وتكمم الأفواه ثقبا أسودا كبيرا، المسؤول الذي يعتقد أن وزارته أو مؤسسته مزرعة للعائلة ويمنع الصحافيين من الوصول إلى المعلومة ثقب اسود، الصحافي الذي يعتقد أن من حقه انتهاك خصوصية الآخرين ويتعامل باستعلاء مع الخبر والحدث والمصدر وحتى مع القارئ هو ثقب أسود.
الصحافي الذي ينتخب نقيبا أو يحجب عن عضو مجلس بناء على “ألو” هو ثقب أسود، عضو المجلس الذي يبحث عن مصالحة الشخصية وتحقيق مكتسبات ولإرضاء ذاته المتضخمة مثل فقاعة صابون ويفتقد للنزاهة والمهنية والإنسانية هو ثقب اسود غير قابل للنسيان أو المسامحة. الصحافي الذي لا يكتب خبرا ولا يساهم في أي حرف على صفحات جريدته هو ثقب اسود .
انتخابات نقابة الصحافيين المقبلة إذا لم تفرز مجلسا يتصف أعضائه بالنزاهة والمهنية والإيمان بالعمل النقابي التطوعي بلا أهداف شخصية، وعدم تضارب المصالح، وبتواضع إنساني وأخلاقي أمام الزملاء والزميلات سيكون ثقبا اسودا جديدا في سجل النقابة، و”متنيل بستين نيلة”، مع الاعتذار لماري منيب.
الموضوع السابق
الموضوع التالي