أكد رؤساء وممثلو الكنائس الأرثوذوكسية المحلية في لقاء عقد يوم أمس الأربعاء في عمان، أهمية الوصاية الهاشمية للحفاظ على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، مثمنين جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الاستثنائية لتعزيز حوار الأديان على المستوى الدولي.
وعبر المشاركون في اللقاء الذي عقد تحت عنوان “من منطلق الرؤية الجوهرية نحو الوحدة واستعادة الاتحاد الإفخارستي في الأرثوذوكسية المقدسة”، عن تفهمهم لقلق بطريركية القدس إزاء الخطر المحدق من انشقاق الاتحاد الأرثوذوكسي. وأعربوا عن شكرهم لبطريركية القدس وغبطة البطرك ثيوفولوس على الجهود الحثيثة الهادفة إلى فتح قنوات الحوار ودعوة الإخوة للالتقاء في روح تسودها الوحدة الثمينة، مشددين على أن النور المنبعث من القدس هو بمثابة شاهد العيان لتلك المدينة المقدسة والتي لا تتوقف عن إبراز تنوعها الديني والثقافي، محتفية بوجودها وبقائها رمزا للبيت الدافئ الذي يضم الأديان الإبراهيمية الثلاثة ألا وهي المسيحية واليهودية والإسلام.
وأعلن المشاركون في اللقاء عزمهم العمل على تجديد أواصر المودة بين الإخوة وبين كنائسهم، وتعزيز روابط السلام في المسيح بينهم، والدعوة إلى وحدة الكنائس الأرثوذوكسية، وتجديد الحوار راجيين الله أن يحقق أملهم في الوصول إلى الوفاق والتغلب على الخلافات السابقة.
وفي جو من المحبة الأخوية، اتفق المشاركون في اللقاء على أن القرارات المتعلقة بالقضايا ذات الاهتمام الأرثوذوكسي العام، بما فيها منح الاستقلال لبعض الكنائس المحددة لا بد وأن يتم الاتفاق عليها بروح من الحوار والوحدة الأرثوذوكسية العامة، وبإجماع أرثوذوكسي.
وفيما يتعلق بالوضع الكهنوتي الراهن في أوكرانيا، توصل المشاركون إلى عقد حوار أرثوذوكسي عام باعتباره أمرا ضروريا للتعافي والتوصل إلى توافق.
وفيما يتعلق بشأن شمال ماسيدونيا، أكد المشاركون أن مثل هذه القضايا لا بد وأن يتم حلها من خلال الحوار ضمن الكنيسة الأرثوذوكسية الصربية وبدعم أرثوذوكسي جامع.
وأما فيما يتعلق بالجبل الأسود (مونتي نيجرو) حث المشاركون السلطات ذات العلاقة على احترام وحماية الحق الأساسي بملكية العقارات بما فيها الكنيسة.
واتفق المشاركون على الالتقاء مجددا كإخوة قبل نهاية العام الحالي من أجل توطيد روابط الأخوة من خلال الصلوات والحوار، مثلما عبر المشاركون عن الأمل بأن يتمكن غبطة البطريرك المسكوني بارثولوميو، وبأقدميته الشرفية المعروفة من الانضمام إلى هذا اللقاء الحواري جنبا إلى جنب إخوته من رؤساء الكنائس.
ورحب المشاركون بدعوة البطريرك ثيوفيلوس الثالث إلى عقد لقاء للصلاة من أجل العالم، ومن أجل وقف الحروب والأمراض والمعاناة، ومن أجل كافة المسيحيين ووحدة الكنيسة الأرثوذوكسية، على أن تقام هذه الصلاة في أم الكنائس، كنيسة القيامة في القدس، مقابل قبر المسيح المقدس.
وشاركت في اللقاء وفود من كل من: الكنيسة الأرثوذوكسية في القدس بقيادة غبطة بطرك القدس ثيوفولوس، والكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، بقيادة قداسة البطرك كيريل ل موسكو وسائر روسيا، والكنيسة الأرثوذوكسية الصربية، بقيادة قداسة البطرك ايرينيوس ل الصرب، والكنيسة الأرثوذوكسية الرومانية، بقيادة المطران نيفون ل تراجوفيستي، والكنيسة الأرثوذوكسية البولندية، بقيادة نيافة رئيس الأساقفة أبيل ل لوبلين و كيلم، والكنيسة الأرثوذوكسية للأراضي التشيكية وسلوفاكيا، بقيادة غبطة المطران راستيلاف ل التشيك وسلوفاكيا.