في الازمات تتقدم الصحافة أو السلطة الرابعة على كل السلطات ، لان الناس لا يستقون المعلومات سوى من وسائل الاعلام التي تنقل الاخبار أولا بأول وأكثر ما يهم الناس في الاخبار المصداقية، وإذا انحرفت الصحافة عن مسارها سوف يشعر الناس بالقلق والخوف مثل ما حصل عند الاعلان عن أول حالة كورونا في الاردن ،بغض النظر عن الاجراءات الاحترازية والوقائية التي تقوم بها وزارة الصحة .
حالة من الذعر أصابت العديد من الناس ،مثلما يحدث في كل دول العالم والخوف من انتشار المرض الذي يثير الرعب في العالم ،بعد ان تفشى بطريقة غير معهودة في العصر الحديث ، وانتشر في قارات العالم ، حتى كاد أن يصل الى مرحلة الوباء ،
هذه الحالة غير الطبيعية التي حصلت مجرد الاعلان عن الاصابة الاولى ، فكأننا في حالة طواريء..الاسواق ازدحمت وتدفق الناس بصورة غير طبيعية على الصيدليات لشراء الكمامات وادوات التعقيم ،وعلى المحلات التجارية لشراء المنظفات وغيرها من المواد المعقمة،عدا عن الاقبال على محال الخضار والفواكة لشراء الحمضيات التي تزيد من نسب المناعة وتحمي الجسم من الامراض ..
ومن هنا فإن الصحفي الذي يريد أن يسرد قصة- عن الحالة التي ظهرت -يجب أن لا تخرج عن اطارها،وتثير الناس وتسبب لهم الخوف ،وتزيد من نسب الاشاعة والوقوع في فخ الاخبار المضللة أو المزيفة ،لأن التشوية يزيد من الغموض بدل ان يكرس جانب دعم جهود التوعية والتقيف .
نحن الان في عصر “الوفرة” المعلوماتية،وكمية الاستهلاك للاخبار عالية جدا ،لذلك من المهم ان تكون الاخبار ذات مصداقية عالية ،بحيث لا تنحرف باتجاهات أخرى يمكن ان تسعى من خلالها بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الى الاثارة والسخرية والتهويل في غياب الوعي والمسؤولية تجاه المجتمع ، بحيث لا نسمح بمرور الاخبار المزيفة التي تثير الرعب .
نحن الان في البدايات ونتمنى ان لا تزداد الحالات الى درجة لا نعرف كيف نسيطر على الامور،مثلما حدث في الصين التي بدأ تأثير المرض فيها على النواحي الاقتصادية بشكل رئيسي وقطاعات الدولة الاخرى،وجعلهم الخوف يعتدون على الصحافة ويقيدون من حريتها فتم حجز الصجفي الصيني تشن تشيوشي ، الذي غطى أخبار انتشار فيروس كورونا،وسافر الى مدينة ووهان التي انتشر فيها المرض ونشر تقارير مكتوبة ومصورة حول الازمة الصحية التي حدثت في المدينة ،وكشف في احد تقاريره عن المستشفيات التي تعاني من نقص بالمواد العلاجية الامر الذي زاد من حالات الوفاة،مما دفع بالسلطات الصينية الى اعتقاله واختفائه.
الصحفي تشيوشي الذي لم يعرف مكانه الان ،هو صحفي فيديو مستقل ،لديه 440 الف متابع على موقع يوتيوب ،وأكثر من 250 الف متابع على تويتر ، وتطالب العديد من المؤسسات الاعلامية وجميعات حقوق الانسان باطلاق سراحه ، موجهين اللوم الى الصين التي يعتبرونها دولة تقيد حرية الاعلام ولم تتعلم الدرس ،بأن تكديس الحقيقة حول انتشار المرض سيزيد الأمور سوءا.
الموضوع السابق
الموضوع التالي