وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، الحكومة الى وضع تصورات للتكيف التشغيلي والمعايشة الاجتماعية مع البيئة السائدة، بحيث تتعامل مع تاثيرات الحالة الموضوعية بسياسات واقعية، وترسم من منطلق احترازي امكانية فتح ابواب الانتاجية للقطاع الخاص، فان ضبابية المشهد خلقت صعوبة قراءة وجعلت درجة الاستشراف حادة ومساحة التنبوء بسيطة.
لذا فان سياسة “التعاطي المرحلي واعادة القييم الجزئي” ستشكل الخيار الافضل للتعاطي مع المشهد العام فى ظل الظروف الحالية، وهذا ما يحتم على الجميع التعامل بإحتراز للموائمة بين واقع الحجر الصحي ومناخات الإدامة من باب امكانية تشغيل ما يمكن تشغيله بهذه الظروف الى حين جلاء الصورة وبيان الحال.
فان المعركة ما زالت قائمة ضد وباء كورونا ولم يبن بعد وقت الانتهاء منها وحجم الأضرار الواقعة ومقدار الخسائر المتوقعة، وهذا ما يجعل الامور تبدوا معقدة لأسباب موجبة منها ما هو معلوم ومنها ما هو متوقع وهذا مرده الى سرعة تقديرات الخسائر الناجمة جراء ذلك وصعوبة حصر مقدار الضرر المتوقع.
من هنا تأتي صعوبة التنبئ في بيان إسقاطات ذلك على حجم القطاعات المختلفة، وتندرج صعوبة التقييم، وتكمن صعوبة ايجاد علاجات اقتصادية ناجعة، فان موضوعية الطرح تستوجب الواقعية بالتصور واستعراض الأليات الافضل للتعاطي والظروف الاكثر ملائمة للاستخدام عند البحث فى مسألة تهئية مناخات الانتاج وهي معطيات لابد من وجودها لتقديم سياسية موضوعية يمكن البناء عليها، هذا إضافة الى اهمية وجود مقتضيات لوجستية لاحداث الانطلاقة المطلوبة، فان اعادة تدوير العجلة بحاجة لادوات مغايرة لعملية تسريع دورانها.
وهذا بحاجة الى استراتيجية عمل تبنى على اسس صلبة مقرونة بدراسة موضوعية، حتى نتمكن من احتساب ظروف التشغيل، وكلفة التشغيل، وادوات التشغيل، ومسارات التشغيل، والاصطاف السياسي الافضل فى المناخات الموضوعية للتشغيل، فان ما قبل كورونا قد لا يكون كما بعدها، في ظل مناخات الاشتداد السائدة في موازين القوى التى تبدوا فيها الارجحة شبه واقعة، والوقائع القادمة تفصلنا عنها فقط، فترة التحضيرات.
ومن على هذه الارضية، فان الحديث عن الاقتصاد وهو حديث تجليات، ولا مكان له فى الاعراب او حتى التصور الناشئ، فان الطائرة يا سادة، ما زالت في الجو، وتتعرض لظروف غير طبيعية، والحديث عند البعض يقتصر على سلامة الامتعة وكيفية توفير وجبات الطعام في محض حديث سطحي عجيب.
والغريب في الموضوع اننا بحاجة الى جميع الدول ودرجة الانتقاد وتوجيه الاتهامات الشعبية مازالت قائمة من واقع تجليات غريبة الاطوار، بحيث تنحاز الى طرف بينما تحتاج من واقع التقديرات الى الآخر الذي قد نلجأ اليه طلبا للهبوط الاضطراري المرحلي لضمان سلامة الركاب وسلامة الطائرة، فدعوا الكابتن يهبط بسلام والركاب ينزلون على ارجلهم بأمان، وبعدها فاجتهد من يريد الاجتهاد، ولينظر علينا من يريد التنظير.
أما الآن فان الطائرة الاردنية ترجوا من الجميع الإلتزام والتقيد بضوابط الرحلة، فلا يوجد في الاردن حمولة زائدة، والكابتن حريص كل الحرص، على سلامة الركاب وسلامة الأمتعة وسلامة الاجواء وسلامة الوصول، فقط التزموا بالتعليمات وتمتعوا بالرحلة، حمى الله الاردن والانسانية من كل مكروه.